عندما يفكر المرء في أعلام كروية مثل فرانتز بيكنباور أو ألفريدو دي ستيفانو أو دييغو مارادونا أو بيلي فإنه يقرنهم بناد معين: بايرن ميونيخ أو ريال مدريد أو نابولي أو أيضاً سانتوس.ونفس الأمر يحدث عندما يذكر اسم أوفي زيلر حيث يخطر نادي هامبورغ مباشرة على بال مناصريه خاصة أن المهاجم العالمي السابق مرتبط أشد الإرتباط بأحد الأندية المؤسسة للدوري الألماني للمحترفين.خرج زيلر إلى الوجود في 5 نوفمبر 1936 وهو ينحدر من عائلة رياضية (كان أبوه يعتبر في هذا الوقت من أشهر اللاعبين في مدينة هامبورغ). ولقد انضم إلى نادي الشمال الألماني وهو في العاشرة من عمره ليوقع في عام 1953 على بدايته مع أصحاب السراويل الحمراء وهو لا يتجاوز السادسة عشرة. واستحضر زيلر ضاحكاً مباراته الأولى: "كان ذلك مفاجئاً بشكل كلي. واجهنا نادي غوتنيغن 05 في ملعب روتنباوم واللاعب الذي كان يقابلني كان أكبر وأكثر قوة مني. ورغم ذلك لعبت جيداً وفزت ببعض النزالات الهوائية. "ومع مرور الوقت تحول أونس أوفي، وهو اللقب الذي كان يطلق عليه بسبب شعبيته الواسعة، ليس فقط إلى أيقونة النادي لكن أيضاً إلى لاعب تجاوزت شهرته حدود المدينة. بدأ زيلر في سنة 1954 مسيرته مع المنتخب الوطني تحت قيادة المدرب الأسطوري سيب هيربيرغر، وكان الهداف البالغ طول قامته 168 سنتيمتراً قد حمل قميص المانشافت 72 مرة سجل خلالها 43 هدفاً إذ كان يعتبر في ذلك الوقت من أفضل المهاجمين المتقدمين في كل الأزمنة. ورغم أنه لم يحقق خلال تلك الحقبة أي لقب رفقة المنتخب الوطني لكنه تمكن من التوقيع على نجاحات باهرة مع الماكينات الألمانية علماً أنه توّج وصيف بطل العالم واحتل المركز الثالث والرابع في كأس العالم .بعد سنتين فقط من رحيله تمكن المنتخب الألماني من إحراز اللقب الأوروبي قبل أن يتوّج بطلاً للعالم على أرضه في سنة 1974. لكن ومع ذلك، تم تعيين زيلر قائداً شرفياً للمنتخب الوطني الألماني. وكما ذكرنا من قبل كانت مسيرته على صعيد الأندية تهيمن عليها ألوان هامبورغ الذي أحرز معه بطولة شمال ألمانيا في تسع مناسبات على التوالي وتوج برفقته أيضاً بطلاً للدوري الألماني في عام 1960.وخلال موسم التتويج بلقب الدوري اختير هذا المهاجم القوي أفضل لاعب في ألمانيا. وفي عام 1963 فاز زيلر بالكأس الألمانية وهو الذي شارك في المجموع في أربع بطولات عالمية، إنجاز بلغه أيضاً بيلي ودييغو مارادونا ورونالدو وأوليفر كان، كما أصبح زيلر في الموسم التالي أول هداف في تاريخ الدوري الألماني للمحترفين.في الواقع لم يكن أونس أوفي يعتبر لاعباً مهارياً أكثر منه مقاتلاً شرساً ومثابراً مجداً. وما زال هدفه الأسطوري بمؤخرة الرأس ضد إنجلترا في دور الثمانية من نهائيات كأس العالم 1970 خالداً في الأذهان. وأوضح زيلر في هذا السياق "ذلك الهدف المسجل بمؤخرة الرأس!" ثم أردف قائلاً "أعتقد أنه لا يمكن التمرن على ذلك. لقد كان هدفاً وليد الحاجة أكثر من أي شيء آخر. طارت الكرة حينها فوق رأسي وكان علي أن أتراجع إلى الخلف. والعدو إلى الخلف لم يكن بالنسبة لي بهذه السهولة. لقد حالفني القليل من الحظ عندما حطت الكرة بعدها على مؤخرة رأسي ثم توجهت إلى الشباك."سواء على أرض الملعب أو خارجه كان ابن السادسة والسبعين دائماً قدوة ومثلا أعلى يحتذى به كما أنه حظي بالكثير من التوشيحات ولحظات التكريم. فلقد حصل على ورقة الغار الفضية وجائزة بامبي وكان أول رياضي يوشح بوسام الإستحقاق لجمهورية ألمانيا إلى جانب تكريمه بالمواطنة الشرفية لمدينة هامبورغ.ويعيش هذا الأب لثلاث بنات في الوقت الحالي منعزلاً في مدينة هامبورغ وما زال محبوباً كما كان حتى بعد مرور عقود من نهاية مسيرته الكروية.