عاشت الجزائر العاصمة، أمس، جوا احتفاليا قاده الأطفال بمناسبة تظاهرة «الجزائر العاصمة بدون سيارات»، التي نظمتها ولاية الجزائر وسط بالتعاون مع مؤسسة فنون وثقافة والإذاعة الجزائرية. ابتداء من الساعة الثامنة صباحا أغلقت كل المنافذ المؤدية إلى الشوارع الرئيسة بالعاصمة من قبل أعوان الأمن، ليتم الإعلان عن بدء تظاهرة «الجزائر العاصمة بدون سيارات» على أنغام الزرنة. امتلأت شوارع ديدوش، أودان، ساحة البريد المركزي وضواحيها بالعائلات المتوافدة من كل حدب وصوب للاحتفاء بيوم أعطى حرية التنقل للأطفال. أول ما يلفت بال المار في شوارع العاصمة هو اكتظاظ طريق السيارات بالمشاة. بينما بقيت الأرصفة خاوية تقريبا، وكأن الناس يغتنمون فرصة غياب السيارات لخرق قانون الطريق. الباعة من جهتهم لم يفوتوا هذه الفرصة الذهبية حيث أخرجوا ألعاب الأطفال المغرية إلى الشارع لجلب انتباه المارة والترويج لسلعهم. مع اقترابك من ساحة «أودان» يتجلى لك منظر الجمهور الغفير الذي جمع بين العائلات، الأطفال، الشبان، والمنظمين لهذه التظاهرة من مشاركين وأعوان أمن.. كم هائل من الناس ينتشر في كل مكان لبث الحياة في العاصمة التي تعرف ب«موتها» يوم الجمعة، حيث نصبت بعض المراجيح والألعاب إضافة إلى الترومبولين التي لم يتوقف الصغار عن القفز عليها. رياضات الفنون القتالية كانت حاضرة بقوة، حيث سجل البراعم حضورهم في كل من حلقات المبارزة بالسيف، الكاراتيه والكونغفو، أين استفادوا من حركات رياضية مفيدة، بينما شارك آخرون في الألعاب الرياضية الأخرى مثل التنس، كرة السلة، كرة اليد.. وغيرها. وفضل آخرون إحضار ألعابهم وكراتهم معهم ليشاركوا أصدقاءهم اللعب على الطريق الخالي من السيارات. ولم يغفل المنظمون الجانب الترفيهي في التظاهرة، حيث تم تنشيط حصص فكاهية للأطفال والعائلات بحضور مهرجين بهلوانيين ولاعبي خفة. كما خصصت بعض المساحات للأعمال الفنية مثل الرسم، الزخرفة والتزيين، ونظمت فيها مسابقات شطرنج وألعاب لتسلية الحضور شارك فيها الكبار والصغار ليتم إرضاء الجميع. واختتمت الاحتفالات بمجموعة من الحفلات نظمتها فرق فولكلورية جمعت بين الأنواع الموسيقية الجزائرية المختلفة مثل القبائلي، النايلي، الڤناوي، والعاصمي.. ليبقى المجال مفتوحا للأطفال وألعابهم.