أكد أساتذة مشاركون في أشغال يومين دراسيين اختتمت فعالياتهما يوم الخميس بسوق أهراس، على "وجوب تحبيب الكتاب والمطالعة لدى النشء". وأشار عدد من الأساتذة قدموا من جامعات قسنطينةوعنابة والجزائر العاصمة، في أشغال هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة المحاضرات لمتحف السينما بوسط المدينة حول "دور المكتبة وأهمية الكتاب في الوسط المدرسي"، إلى أن العزوف عن المقروئية مرده أساسا بروز تكنولوجيات الإعلام والاتصال. واعتبر الأستاذ ياسين خذايرية، من جامعة سوق أهراس، أن هذه التكنولوجيات منافس "شرس" للكتاب التقليدي، وهو ما أوجد - حسبه- جيلا "مهووسا" بهذه التكنولوجيا، فضلا عن التنشئة الاجتماعية والأسرية التي لها دور كبير في تحبيب الكتاب لدى الطفل، إلى جانب عدم وجود علاقة اتصال بين وسائل الإعلام والكتاب والمؤسسات الاجتماعية، حيث يلاحظ ضعف في البرامج الثقافية. من جهته دعا نائب رئيس نادي التفكير والمبادرة، عمار جابو ربي، إلى حتمية تدعيم القراءة وتحبيب المطالعة لدى الطفل، وذلك من خلال إعادة النظر في البرامج التربوية المتصلة بروح المطالعة والقراءة وتدعيم الكتاب من طرف الوزارة الوصية ونشره على نطاق أوسع، فضلا عن الاستثمار في الكتاب لأنه يعد بمثابة الاستثمار في الإنسان. أما الأستاذ زوبير بلهوشات، من جامعة باجي مختار (عنابة)، فدعا إلى ضرورة إعادة النظر في السياسة الوطنية للكتاب التي تعد - حسبه - سببا رئيسا في عزوف الشباب، خاصة الأطفال، عن القراءة، موضحا في مداخلته أن المرحلة العمرية للطفولة هي المرحلة الحاسمة في تثبيت حب الكتاب وإرساء عادات القراءة التي تعد رابطة بين الأجيال. وكان الأستاذ جلال خشاب، من جامعة سوق أهراس، أكد في أشغال اليوم الأول من هذا اللقاء على ضرورة "تفعيل الفعل الثقافي من خلال الاهتمام بالمكتبة كونها مفتاح التفاعل الفكري والثقافي"، مشيرا إلى التواصل الإنساني في ظل التطور التكنولوجي وانعكاساته على الفعل الثقافي. وأوعز ذات الأستاذ هذا التراجع أساسا إلى طغيان الجانب التكنولوجي بشكل "بشع" وتحول ثقافة الطفل إلى "مرئية" أكثر منها إلى "مقروءة"، وذلك أمام غياب توجهات استراتيجية تكفل قدر الإمكان التوازن فيما بين المرئي والمكتوب.