أكد أساتذة مشاركون في أشغال يومين دراسيين بسوق أهراس، ضرورة تفعيل الحركة الثقافية من خلال الاهتمام بالمكتبة، كونها مفتاح التفاعل الفكري والثقافي. وتطرق الأستاذ جلال خشاب من جامعة سوق أهراس، في مداخلة بعنوان «القراءة، هواجس وآفاق» في اللقاء الذي تناول «دور المكتبة وأهمية الكتاب في الوسط المدرسي»، إلى التواصل الإنساني في ظل التطور التكنولوجي وانعكاساته على الفعل الثقافي. وأشار الأستاذ إلى أهمية القراءة والمطالعة التي عرفت - حسب رأيه - تراجعا رهيبا. وأوعز في افتتاح هذا اللقاء -الذي احتضنته قاعة المحاضرات لمتحف السينما - هذا التراجع أساسا إلى طغيان الجانب التكنولوجي بشكل «بشع» وتحول ثقافة الطفل إلى «مرئية» أكثر منها إلى «مقروءة»، أمام غياب توجهات إستراتيجية تكفل قدر الإمكان التوازن بين المرئي والمكتوب. وأشار الأستاذ إلى أن القراءة اكتست أهمية كبيرة عبر التاريخ الإنساني، حيث مجدت الكتب السماوية القراءة، فضلا عن المفكرين والفلاسفة، متطرقا في نفس السياق إلى مكانة الكتاب والقراءة في الحضارة العربية والإسلامية قبل أن يدعو إلى إدماج المطالعة كمادة ذات معامل بالقطاع التربوي، كما دعا في هذا الصدد إلى حتمية الاهتمام بالقراءة لدى الطفل قبل أن يثمن تظاهرة «القراءة في احتفال» التي دأبت على تنظيمها وزارة الثقافة. واعتبر خشاب أن مثل هذا التوجه يستوجب اهتمام الأسرة والمحيط من خلال تكريس ثقافة القراءة والكتابة لدى الأبناء، فضلا عن استحداث مكتبات داخل المدارس الابتدائية، مثلما كان يعرف في الستينيات بالمكتبة «الخضراء» والمكتبة «الزرقاء»، فضلا عن إدماج مادة المطالعة في كافة الأطوار، كي لا تبقى المكتبات مغلقة في الطورين المتوسط والثانوي، لاسيما أن الدولة أنفقت أموالا باهظة من أجلها. من جهتهم، تناول الأساتذة رضا سلاطنية، رشيد طوبيشي، سمير حشاني، لزهر بوشارب وسهيلة بدراني الذين قدموا من عنابة، قسنطينةوالجزائر العاصمة في مداخلاتهم، إلى محاور كل من سياسة الجزائر لتشجيع المقروئية، مكتبات الشباب، أدب الطفل، المكتبة الرقمية والافتراضية وإلى واقع المقروئية في الجزائر. أما محافظ مهرجان «القراءة في احتفال»، وهو أيضا مدير الثقافة بالولاية، السيد عمر مانع، فأفاد بأن هذا اللقاء يأتي استكمالا لمختلف الأنشطة المبرمجة، ويعتبر أيضا تمهيدا للاستغلال الأمثل للإنجازات الثقافية التي استفادت منها ولاية سوق أهراس، والمتمثلة في المكتبة الولائية للمطالعة العمومية و9 مكتبات برسم برنامج الهضاب العليا، إضافة إلى 21 مكتبة بلدية ومكتبة متنقلة، إلى جانب مشروع المكتبة المركزية، وهي المكتسبات التي ستسمح بتدعيم المقروئية. )الوكالات(