صدر حديثا ضمن منشورات وزارة الثقافة - المؤسسة العامة للسينما يدمشق كتاب "يومياتي مع أنطونيوني" للمخرج فيم فندرز، عن تجربة جمعته مع المبدع أنطونيوني، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي لفت التجربة المسجلة هنا عن مخرجين يتمتعان بشهرة عالمية، يتعاونان لإخراج فيلم دون أن يستطيعا التواصل بالكلام، تأتي مذكرات المخرج فيم فندرز لتضفي دفقاً آسراً على عملية إخراج الفيلم يفوق المعتاد. فالسكتة الدماغية التي أصابت المخرج الكبير مايكل أنجلو أنطونيوني خلفت آثارها على مهنته الإخراجية ذائعة الصيت، وتركته بالكاد قادراً على الكلام، ولكن في فترة التسعينيات بفضل دعم الممولين الملتزمين والزملاء المحترفين، استطاع أنطونيوني تولي دفة إخراج (ما وراء السحاب) الفيلم الذي استند إلى عدد من القصص القصيرة والسكاتشات المأخوذة من كتابه المنشور في الثمانينيات.اجتمع في هذا الفيلم عدد من نجوم السينما منهم (جون مالكوفيتش وصوفي مارسو وبيتر ويلير وإيرين جاكوب وجان رينو وفاني أردان)، في حين وافق المخرج فيم فندرز على مؤازرة الفيلم من خلال إخراجه لبعض مشاهد الربط ومساعدة أنطونيوني أثناء التصوير. يوثق هذا الكتاب يوميات العمل التي كتبها فندرز بعناية وصراحة، مورداً المحطات الممتعة والمشاكل التي عاشها أثناء تعاونه مع المايسترو الشهير في ظل تلك الظروف الاستثنائية. فيم فندرز هو مخرج لعدد من الأفلام التي أصابت شهرة منها؛ ملوك الطريق (1976)، و«باريس- تكساس" (1984)، و«أجنحة الرغبة" (1987)، و«نهاية العنف" (1997)، و«فندق المليون دولار".