يقترح المركز الثقافي الإيطالي بالعاصمة منذ شهر سبتمبر الفارط والى غاية الثالث من شهر نوفمبر المقبل ،عروضا سينمائية للمخرج الإيطالي الشهير ميشال أنجلو أنطونيوني من خلال عرض خمسة من أعماله الشهيرة كل يوم سبت وثلاثاء بمناسبة مرور مائة سنة على ميلاده . يمكن لعشاق السينما الإيطالية من اكتشاف أشهر الأعمال التي صورتها كاميرا "تزار" الفن السابع في بلاد »لاما دون « ميشال أنجلو أنطونيوني من خلال الدورة السينمائية التي خصصها المركز الثقافي الايطالي بالعاصمة لهواة هذا النوع من الأفلام التي تؤرخ لصناعة الفن السابع في أوروبا وهي نقلة نوعية في مجال السينما في إيطالية خصوصا والعالم عموما لأن أعمال أنطونيوني رافقت كبار المخرجين والممثلين آنذاك. الأفلام المقترحة هي على التوالي "الصحراء الحمراء" ،"سر أوبيروالد"، "نقطة زابريسكي"، "تونيو في أنتونيو" ،"عمل فيلم هو حياة بالنسبة لي". وانطلقت العروض بتقديم فيلم »الصحراء الحمراء« الذي أُخرجه سنة1964 وهو أول أفلامه الملونة الذي يعد جزء رابع يضاف للثلاثية التي أخرجها سابقا، وجميع هذه الأفلام شاركت في بطولتها مونيكا فيتي التي كانت حبيبة أنطونيوني في ذلك الوقت. ويسرد من خلاله ميشال أنجلو ، قصة حب عنيفة تعيشها جيليانا زوجة مهندس في مصنع ، تعاني من إهمال زوجها لها فتجد في صديقه كورادو، الحضن الذي يفهمها ويقاسم همومها. الفيلم الثاني يحمل عنوان "سر اوبروالد" مقتبس عن مسرحية جون كوكتو "كوكتو، الصقر ذو رأسين"، في 123دقيقة يروي قصة الشاعرسيباستيانو ، يحاول أن يقتل الملكة الأرملة، وبعد أن يتعرض لجروح بليغة يفوز بعطف الملكة التي تخبئه في قصرها "اوبروالد" ويقع الشاب الضائع، في حب الملكة اليائسة. "نقطة زابركسي"هو ثالث فيلم سيعرض ضمن هذه التظاهرة التي تضرب للجمهور موعدا كل يوم سبت وثلاثاء بالمركز الثقافي الإيطالي بالعاصمة، وهو من إنتاج إيطالي أمريكي سنة 1970، يتناول التغيرات الكبيرة التي طرأت على حياة الأمريكيين في أواخر سنوات الستينيات ، وهو ثاني فيلم مشترك بين المخرج الإيطالي والمنتج الأمريكي كارلو بونتي بعد الفيلم الأول "انفجر" الذي نال جائزة السعفة الذهبية سنة 1975. وتناول المخرج في فيلمه هذا قصة مارك الذي يرفض العنصرية ضد السود وحرب الفيتنام ويشارك في إضرابات الطلاب الأمريكيين في أواخر سنوات الستينيات. الجدير بالذكر، أن المخرج الإيطالي الراحل ميشال أنجلو أنطونيوني الذي ولد في التاسع والعشرين من سبتمبر عام 1912 في فيريرا في إميليا رومانجا بشمال إيطاليا، في عائلة من ملاك الأراضي، كانت بوادر الفن مغروسة فيه منذ كان طفلا يهوى الرسم والموسيقي، ويعزف الكمان قبل الأوان، كانت أول حفلة له في سن التاسعة، يقول أنطونيوني عن طفولته: " كانت طفولتي سعيدة، وأمي كانت امرأة ذكية ودافئة المشاعر، وكانت عاملة في أيام الشباب، أما أبي فقد كان رجلا صالحا هو الآخر، ولد في عائلة تنتمي للطبقة العاملة، ونجح في الاستحواذ على وضع مريح من خلال الدورات التدريبية الليلية والعمل الشاق، لقد أطلق والدي ووالدتي لي العنان لفعل ما أرغب فيه". على الرغم من تخليه عن عزف الكمان بعد اكتشافه عالم السينما في سنوات المراهقة، كان يهوى الرسم طيلة حياته. ويأتي أول لقاء لأنطونيوني مع العالمية في عام 1960 مع فيلمه "المغامرة "الذي استخدم فيه اللقطات الطويلة وسلاسل من الأحداث غير المترابطة بدلا من أسلوب التعليق التقليدي، وقد لاقي الفيلم عند عرضه في مهرجان كان السينمائي مزيجا من الاستحسان والاستهجان، مع ذلك حظي الفيلم بشعبية كبيرة في المراكز السينمائية حول العالم.