أعلنت جمعية "فرسان الركح للفنون المسرحية" القادمة من ولاية أدرار عن مشاركتها في تظاهرة "الأيام المسرحية للجنوب" التي ينظمها المسرح الوطني، وذلك عبر تقديمها لعرضها المسرحي "الجدار"، أول أمس، بقاعة "محي الدين بشطارزي". على إثر كلمات الشاعر الفلسطيني "محمود درويش" بدأت مسرحية "الجدار". عرض درامي دام حوالي ساعتين، يروي خلالهما قصة شابين فلسطينيين هاجرا إلى الخارج ليجدا عند عودتهما جدارا يمنعهما من دخول قريتهما، ويفكرا في طريقة لاختراقه أو تحطيمه. نص المسرحية الذي كتبه "عقباوي الشيخ" كان باللغة العربية الفصحى، رافقته طوال العرض ألحان حزينة بآلتي العود أو الناي، صور لنا خلاله كل من "بن شرنين ادريس"، "عبد الربي بلقاسم"، "بوقيرة حمزة"، و«خابر جمال" تاريخ فلسطين والصراع الداخلي الذي تعيشه الشخصيتان الرئيسيتان. وحسب المخرج "عقباوي الشيخ" فإن المسألة الفلسطينية تبقى دائما حية وموضوعا للنقاش، حيث تمثلت السينوغرافيا فيها في مقعد يتوسط الركح وجدار خيالي خلفه، كما استخدم هو الآخر مربع "سيغموند فرويد" في مسرحيته الذهنية ليجسد الصراع النفسي الحاد الذي تخوضه الشخصيات. الإضاءة التي صممها "سولامي عبد الكريم"، فصلت بين الواقع والخيال، وجمعت بين اللونين الأبيض والأحمر لتجسد نفسية الممثلين التي تتغير بين لحظات الفرح والحزن، الأمل والخيبة لتبقي المشاهد متأهبا لما سيحدث لاحقا. يجدر القول أن مسرحية "الجدار" تميزت بخاتمتها، حيث أشرك الممثلون الأربعة الجمهور الحاضر في العرض بنزولهم عن الركح وتسليم كل مشاهد حصى، ليشارك الجميع في رشق الجدار الكبير بالحجارة لتحطيمه وفتح الطريق لأبطال المسرحية، لينتهي العرض "كما بدأ" على إثر كلمات الشاعر الفلسطيني "محمود درويش".