استمتع جمهور قاعة "ابن زيدون"، مساء أول أمس، بسهرة فنية ملونة جمعت بين عراقة الشرق الأوسط، بهجة عالم الغرب، وسحر إفريقيا في قالب موسيقي تعاون في إعداده كل من الأخوان "شيميراني" رفقة "سيلفيان لوك"، ليختمه الأنغولي"بونغا" مع فرقته الموسيقية. بلغ المهرجان الثقافي الدولي لموسيقى الديوان منتصف عمره مساء أول أمس، خلال سهرته الرابعة على التوالي، افتتح الحفل كل من الأخوان "كايفان" و«بيجان شيميراني" رفقة "سلفان لوك" ليقدموا للجمهور باقة موسيقية جمعت بين أنغام الغيتارة بنوعيها وبين آلات الإيقاع المختلفة، مزيج جمع فيه الشقيقان القادمان من "إيران" رفقة الموسيقي المتألق، بين إيقاعات الشرق الأوسط وألحان الغرب ليتحكموا بمقاطعهم في نفسية الجمهور الحاضر، الذي ضحك على بعض النوتات الهزلية، رقص على بعض الإيقاعات الخفيفة، وحتى تضايق من بعض الألحان المثيرة للاستفزاز التي دفعت البعض لمغادرة القاعة والعودة لاحقا، وقد برر الموسيقيون هذه النوتات المستفزة بالمتعمدة كون الموسيقى تحرك المشاعر والقلق والاستفزاز ليسا سوى جزء من الأحاسيس المتضاربة داخل نفسية الإنسان. قبل أن يختتم الثلاثي وصلتهم الموسيقية انضم إليهم الموسيقي الجزائري "خير الدين مكاشيش"، خريج المعهد الوطني الجزائري للموسيقى الذي تألق بآلة الكمان، ليرافق ابن حي "باب الواد" المجموعة في مقاطع موسيقية متنوعة أمتعت الجمهور الذي ملأ القاعة. الوصلة الثانية من الحفل كانت من نصيب القارة الإفريقية، أحياها سليل "أنغولا" الفنان الكبير "بونغا كويندا" رفقة أفراد فرقته الأربعة. في طابع موسيقي خفيف مرح أحيانا، وحزين أحيانا أخرى جمع نجوم الحفل بين أسلوبي "الريغي" و«السامبا"، مستخدمين آلات موسيقية عالمية مثل "الغيتارة" وأخرى إفريقية مثل "الكورا"، ليقدموا إيقاعات مستوحاة من الجذور الإفريقية ترافقها نصوص ملتزمة تروي قصصا عن المعاناة وتدعو إلى الحرية والكفاح قدمها "بونغا كويندا" بصوته القوي الدافئ الذي أثار الجمهور، حيث لم يتوقف عن التصفيق وترديد كلمات الأغاني رغم جهله لمعناها. يجدر القول أن الفنان "بونغا كويندا" كان نجم الحفل بدون منازع، حيث استطاع كسب ود الجمهور بتبادل أطراف الحديث معه بين كل أغنية وأخرى، يمازحهم حينا، يشرح معنى الأغنية، أو يروي لهم ومضات تاريخية عن بلده وثقافته، التفاتة بسيطة للحضور جعلت منه محبوب الجمهور الذي لم يتوقف عن التصفيق والرقص وظل يطالبه بالمزيد.