تناقش الكاتبة ماري إلين أوبراين في كتابها التمثيل السينمائي الصادر عن المؤسسة العامة للسينما بدمشق بترجمة الدكتور رياض عصمت، علم التمثيل وحيثياته ضمن عناوين فرعية، حيث تبدأ ببحث عن التمثيل السينمائي المعاصر. تقول الباحثة إن السينما اليوم تتيح احتمالات لا متناهية أمام الممثلين الشبان، حيث لم تعد الجماهير تمنح ولاءها للممثلين الذين يجسدون نماذج للشكل المثالي للجمال، حيث صار نطاق الممثلين في زمننا يشمل جميع الأنماط.. الجميل والشرير.. العذب والقبيح وقد أعطت نماذج على ذلك من سينما الثمانينيات. وترى الباحثة أن تنوع الممثلين في السينما اليوم نابع من عدم التركيز على الجمال الجسدي وعلى الجانب النفسي، بل صارت الجماهير أكثر اهتماماً بما يختفي تحت السطح مما يظهر على خارجه. ويبحث الكتاب في أصول وتراث الفيلم الصامت، حيث ترصد الكاتبة نوعية الممثلين الموجودين في هذه السينما وكيفية الانتقاء والتعامل مع الممثل والجوانب التي يركز عليها الفنان في أدائه لأدواره. وتحت عنوان الطبيعة الجمالية للتمثيل السينمائي تبحث الكاتبة في التأثير الجسماني والإحساس بالحركة، فترى أن السمة الأولى التي علينا إدراكها هي أن السينما جسدية بشكل مبهر وأن تجميع الصورة الجسدية هو ما يستحوذ على الجمهور على نقيض الرواية فليس في السينما صفحات حتى تملأ بل هناك شاشة مستطيلة يجب أن تملأ بصور جسدية. وفي السينما نتواصل بحيوية عبر العنصرين الجسدي والحركي، فالثقل الجمالي للممثل وتركيزه الجسماني يؤثران على استيعابنا لحضوره السينمائي وهكذا فإننا لا نرى فقط ملامحه الخاصة لكننا نتفهم أيضاً إيقاع حياته وحركته الجسدية الفريدة كردة فعل على الأشخاص الأحياء من حوله أي طريقته في الوجود وفق وصف إنغمار برغمان. وتصنف الكاتبة أنواع وأنماط التمثيل السينمائي وتفرق بين ممثل الشخصيات وممثل الذات والممثل الجسدي والممثل الطبيعي، وتعطي المؤلفة شواهد على كل نوع من أنماط الممثلين مستندة إلى تجارب سينمائية عالمية شهيرة ونظريات مخرجين كبار. كما تبحث الكاتبة في علاقة المخرج بالممثل. وتحت عنوان تقنية الممثل تقول الكاتبة إنه سواء كان التمثيل على المسرح أو الشاشة فإنه نوع من تقديم صورة للشخصية المنغمسة في سلسلة أفعال وظروف وضعها المؤلف ونقلها الممثل إلى المشاهد..