يؤكد منتخبون محليون أن اختيار عبد القادر زوخ، الوالي السابق لسطيف، لشغل منصب مماثل في ولاية الجزائر العاصمة، تم بالدرجة الأولى لاعتبارات تقنية تتعلق بالكفاءة والفعالية في التسيير، وكون ولايتي العاصمة وسطيف هما "ولايتين متشابهتين تقريبا من حيث الكثافة السكانية وكمّ المشاريع الممنوحة لكل ولاية"، كما أن ذلك لا يغير أيضا "كون منصب والي العاصمة يبقى منصبا ثقيلا وذي أبعاد سياسية"، كما كان الأمر بالنسبة للوالي السابق محمد الكبير عدو الذي كان يوصف بأنه "مقرب من المحيط الرئاسي". يؤكد مصدر من الجماعات المحلية، فضل عدم الكشف عن هويته، أنه بغض النظر عن كون عبد القادر زوخ كان على رأس ولاية كبيرة، تشبه العاصمة تقريبا، هي ولاية سطيف، من حيث شدة كثافتها السكانية وكمّ المشاريع التي منحت لها، إلا أن "عامل الكفاءة وفعالية إنجاز المشاريع هي أمور ساهمت أيضا في اختياره على رأس ولاية العاصمة"، وهنا يتحدث ذات المصدر عن كون عبد القادر زوخ استطاع ضبط مشاريع السكن في صيغتيه الترقوي والتساهمي "بصفة منظمة ووتيرة أسرع، فضلا عن حصيلته الإيجابية في مجال إعادة بعث المشاريع المتأخرة عندما كان واليا في سطيف". ويضيف ذات المصدر أن تعيين زوخ على رأس ولاية العاصمة، ومن خلال الاعتبارات التي تم ذكرها، جاء من باب أن "العاصمة تشكل الولاية التي تتضمن أكبر قدر من التحديات قياسا بالولايات الأخرى، وذلك من خلال الكثافة السكانية والمشاريع التنموية وكذا القاعدة الأساسية للبنى التحتية"، وفق ذات المصدر. ويضيف ذات المصدر أنه بالنظر إلى هذه الاعتبارات فإن اختيار وال جديد للعاصمة "لم يكن هذه المرة بالضرورة من باب أنه لشخصية من المحيط الرئاسي"، حيث رجح هذه المرة، وفق ذات المصدر، معيار "تشابه ولايتي العاصمة وسطيف من حيث شدة الكثافة السكانية وكمّ المشاريع الموجودة في كل ولاية، فضلا عن النجاح الذي حققه الوالي زوخ في ولاية سطيف خلال فترة تسييرها". ومقابل هذه الحصيلة التي حققها ذات المسؤول المحلي، فإن ذات المصادر ربط بين من يتم اختياره لتسيير شؤون العاصمة وبين قدرته في "الجانب الإداري وتنظيم الجماعات المحلية على اعتبار أن هناك 57 بلدية كاملة في العاصمة، بعضها يعيش مشاكل تنظيمية وحالة انسداد، أوهي على حافة الانسداد بفعل التوترات التي يعيشها منتخبون فيما بينهم". وفيما يخص هذا الجانب، أشار ذات المصدر إلى كون الوالي السابق للعاصمة، محمد كبير عدو "لم يكن يرد على بعض الطلبات التي كان يوجهها إلى مصالحه منتخبون من أجل إيفاد لجان تفتيش يخصوص حالات الانسداد التي كانت تعيشها بعض البلديات"، فضلا عن كونه لم يرسل أيا منها، وفق تعبير ذات المصدر الذي أشار أيضا إلى كون بعض البلديات عاشت انسدادا حقيقيا خلال فترة حكمه، على غرار بلدية حطاطبة، وبعضها مازال يعيشه، على غرار بلدية بن عكنون. وفيما تم تقديم الوالي عبد القادر زوخ، من جانب ذات المصدر، على أنه "كان يجتمع دوريا مع رؤساء الدوائر والبلديات من أجل حل المشاكل بما فيها الانسداد والمشاكل ذات الطابع السياسي ين المنتخبين، عندما كان واليا على سطيف، فقد أكد ذات المصدر أنه حتى من الجانب التنموي وفي فترة تسيير الوالي السابق للعاصمة محمد كبير عدو، فإن "بعض البلديات عرفت بطءا في مجال إعادة تهيئة الأحياء على غرار بلديتي بولوغين وبن عكنون، وذلك قياسا ببلديات أخرى عرفت وتيرة أسرع بكثير من هذه الناحية، على غرار بلديتي سيدي محمد والجزائر الوسطى"، وفق تعبير ذات المصدر. وأكد ذات المصدر، في سياق حديثه عن حالات الانسداد والتوترات بين المنتخبين ببعض بلديات العاصمة في فترة الوالي السابق محمد كبير عدو، أن هذه الوضعية أفرزها عدم اجتماع الوصاية، ممثلة في مسؤولي الولاية، مع المنتخبين.. في إشارة إلى الدور الذي يقوم به الوالي ومسؤولو الولاية عموما في هذا الجانب.