وصف وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة، التهجم الإعلامي المغربي الذي تشنه وكالة الأنباء المغربية (وكالة المغرب العربي للأنباء) على الجزائر إثر دعوة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة إلى مراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية ب"اللامسؤول" و"غير المقبول"، داعيا الأشقاء المغربيين إلى التعقل. وكان الرئيس بوتفليقة قد أكد، في رسالة وجهها للمشاركين في الندوة الإفريقية للتضامن مع القضية الصحراوية، قرأها نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، أهمية بلورة آلية لمتابعة ومراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية باعتبارها ضرورة ملحة "أكثر من أي وقت مضى". وأوضح لعمامرة، خلال ندوة صحفية نشطها رفقة وزير العلاقات الخارجية الكولومبية، ماريا انخيلا هولغين، التي تقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر، أن "خطاب رئيس الجمهورية بأبوجا والذي قرأه نيابة عنه وزير العدل، تذكير بموقف الجزائر المعروف للمطالبة باحترام حقوق الإنسان بالصحراء الغربية من خلال وضع آلية (دولية) للمتابعة والمراقبة". وأضاف رئيس الدبلوماسية الجزائرية قائلا: "هذا الخطاب قد أثار على ما يبدو رد فعل من وكالة الأنباء الرسمية للملكة المغربية (وكالة المغرب العربي للانباء). وأبقى ملتزما بالتعقل، لكن يجب أن أقول أن هذا الحادث وكذا التصريحات التي أدلى بها رئيس حزب سياسي مغربي والتي تعلن بشكل فاضح أطماعا توسعية تعد أمورا غير مقبولة وغير مسؤولة على الإطلاق". وقال لعمامرة في هذا السياق: "كنت قد دعوت أشقائنا المغربيين إلى التعقل في الثامن من أكتوبر الفارط بمناسبة يوم الدبلوماسية الجزائرية، وأكدت بأننا سنلتزم بهذا التعقل من جهتنا ولكن لم نلمح للأسف منذ ذلك إشارات كبيرة عن التعقل". وأضاف "نأمل أن تستخلص الدروس وأن يكون هذان الموقفان غير المقبولين وغير المسؤولين آخر ما نسمع من هذا النوع".