افتتحت سلسلة العروض المسرحية المشاركة في المهرجان الدولي للمسرح ببجاية، مساء أول أمس، بالعرض الدرامي "خطيئة النجاح" الذي اعتبره الحضور طرحا جريئا ومثيرا للإعجاب، يجسد بشفافية التيار النسوي وكفاح المرأة في عالم يسيره الذقن. «خطيئة النجاح"، عرض مسرحي تعاون في إنتاجه كل من "مريم بوسالمي" والمسرح الجهوي لبجاية، بينما تكفل مسرحا "اتونال" و«اندر رور" ببولونيا بجانبي الإخراج والتأليف، لينتج عن هذا التعاون الدولي عرض نسوي صارخ يدعو إلى ثورة نسائية في عالم الرجال. المسرحية الناطقة باللغة العربية الفصحى وبعض اللهجات العربية، تروي قصة مخرجة يسرق المكلف بإنتاج مسرحيتها نجاحها، ويسبقها إلى الركح ليتسلم درع الجائزة التي أسندت لها، هذا التهميش الرمزي المقصود يلهم مجموعة من النساء المبدعات لخلق مسرحية تكون ك«رد فعل احتجاجي" ضد هذه الممارسات السائدة في الوسط الفني... ليتحول العرض إلى مسرحية داخل مسرحية مما شوش أفكار بعض الحضور وجعل من الصعب فهم بعض المقاطع المقدمة. «التمييز العنصري ضد النساء مرض منقول تربويا"، فكرة أرادت الممثلات الست إيصالها عبر صور وكليشيهات تجسد منطق المجتمع العربي في التعامل مع الأنثى، بداية بتفضيل الابن عن الإبنة في العائلة الواحدة وصولا إلى حصر دور المرأة في الأعمال المنزلية، الطبخ، والاعتناء بالزوج والأولاد، مؤكدات أن الوسط المسرحي ليس أقل ذكورية من المجتمع. «خطيئة النجاح" تروي قصة صراع المرأة العربية الناجحة ضد السلطة التي تتمثل في الرجل، صراع على مر العصور والأجيال تمثل في قصص عديدة روتها الممثلات كقصة "شجرة الدر" سلطانة مصر، و«مريم حمادي" المخرجة الناجحة. قصص شملت دولا عربية كالجزائر، مصر، لبنان، تونس، ليبيا، سوريا، ودول الخليج لتبين أن موضوع "إخضاع الأنثى" متفش في كل الدول دون استثناء. السينوغرافيا كانت عمود العرض، حيث جسدت صورا معبرة تمثلت في أجساد نساء معلقة عالقة بين خيوط منسوجة، لتبين تقييد المجتمع للمرأة، وتخبط الممثلات الست على الكراسي التي مثلت السلطة المحرمة عليهن. هذا وقد أبدعت كل من الجزائريات "موني بوعلام"، "جوهرة" و«فتيحة وراد"، إضافة إلى "آيات مجدي" من مصر، السورية "أمل عمران"، و«أمال عيوش" من المغرب في تقمص أدوارهن، ليقاسمن الجمهور في نهاية العرض قصصهن الشخصية التي دعتهن لهذه الثورة. يجدر بالذكر أن العرض الدرامي "خطيئة النجاح" الذي دام حوالي ساعتين من الزمن، نال إعجاب الجمهور، الذي اشتكى من شيء واحد وهو توالي الخاتمات خلال العرض. أما الفكرة التي جسدت سوء معاملة المرأة في مجتمع ينظر إليها ك«مخلوق ناقص"، وتخبطها في عالم "لم يغفر لها نجاحها وتفوقها على الرجال"، مثل موضوعا ساخنا فتح أبواب النقاش بين الرجال والنساء في القاعة.