إعتبر الملاكم الجزائري، عبد القادر ولد مخلوفي، البطل الإفريقي السابق في سنوات السبعينيات، أن الميدالية الفضية التي نالها الملاكم الشاب محمد فليسي في مونديال 2013 "نتيجة طيبة" لكنها لا تخفي بأي حال من الأحوال النقائص التي تعاني منها رياضة الفن النبيل الجزائرية. وصرح به ولد مخلوفي لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الحفل التكريمي المنظم بمناسبة خمسينية اللجنة الأولمبية الجزائرية: "لا يسعنا سوى توجيه التحية الحارة لمحمد فليسي على الميدالية الثمينة التي حققها في بطولة العالم، لكن هذه النتيجة لا يجب أن تكون بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة"، وأضاف البطل الإفريقي السابق: "يجب الاعتراف أن الملاكمة الجزائرية فقدت شعبيتها وبريقها في السنوات الأخيرة، ويتعين عليها الآن استرجاع مكانتها المتميزة وسط المجتمع الجزائري"، موضحا "أن الجمهور الجزائري المولع بالملاكمة لم يعد محظوظا مثل السابق، لم نعد اليوم نستمتع بدورات وسهرات الملاكمة المتعددة التي كانت تنظم بشكل دوري في السنوات السابقة". ويرى المدير الفني الوطني السابق سنة 1986، أنه بات من الضروري جدا، في إطار استراتيجية تطوير اللعبة وإعطاء الأهمية اللازمة للتكوين سواء ذلك الموجه للمدربين أو للملاكمين. وبهذا الخصوص يرى الملاكم الجزائري السابق أنه من بين الحلول المتاحة والمضمونة النتائج في المستقبل، هو إنشاء مدارس تمكن الممارسين الشباب من الحصول على التقنيات الخاصة بالملاكمة من خلال برنامج تدريبات ومنافسات مدروسة". مستشهدا بالتجربة الكوبية التي تتوفر على عدد كبير من ملاكمي النخبة المتميزين الذين يصنعون اليوم مجد الملاكمة الكوبية، وطالب ولد مخلوفي بتوسيع رقعة البحث عن المواهب الشابة وهو الأمر الذي لا يتسنى - حسبه - إلا بإنشاء هذه المدارس التي تعد قاعدة أساسية ودعامة صلبة لتطوير الرياضة الجزائرية بشكل عام، كما خلص له البطل الإفريقي السابق. كما اعتبر أن مستوى اللعبة يقاس في بداية الأمر بالمستوى الوطني، ودعا ولد مخلوفي إلى تكثيف سهرات الملاكمة وإعادة بعث الدورات الخاصة بالفئات الشابة وتوسيع رقعة الممارسة عبر كل الرابطات الجهوية. وبلهجة متأثرة ومتفائلة، عبر ولد مخلوفي عن رغبته وأمله الكبير في أن تتمكن الملاكمة الجزائرية في المستقبل القريب، من استرجاع أيامها الكبيرة وأجوائها الحماسية التي كانت تتميز بها في الوسط الرياضي الجزائري.