في حوار مع نجم الملاكمة الجزائرية محمد بن قاسمية، عبّر لنا أنه جدّ راضٍ عن مشواره الرياضي الذي حقّق فيه العديد من الإنجازات، وعن المستوى الحالي لرياضة الملاكمة في الجزائر، أكد لنا ابن بوفاريك أنه جدّ متأسف لتراجع مستوى هذه الرياضة في الجزائر، مطالبا المسؤولين بضرورة النظر في هذا الأمر، كما انتقد المدرب الحالي للمنتخب الوطني عزالدين عقون، الذي لا يستحق التواجد في هذا المنصب، حسب محمد بن قاسمية. هل لنا أن نعرف أين يتواجد عملاق الملاكمة الجزائرية، وماذا يفعل حالياً؟ - أنا متواجد في وطني «الجزائر» وبولاية البليدة بالضبط، حيث أنني أتدرب مع نادي المجمع البترولي (مولودية الجزائر سابقا) بقاعة «ولد مخلوفي»، كما أنني بصدد التحضير للمنازلات التي سأخوضها مستقبلا، إذ تنتظرني منازلة قوية لحساب البطولة الإفريقية للملاكمة، وأتمنى أن أفوز بها كوني اشتقت للتتويجات، وأطلب من الجماهير أن يساندوني ويحضروا لتشجيعي، من أجل التتويج بالبطولة وتشريف الجزائر.
نعود إلى الوراء، كيف كانت بداية محمد بن قاسمية مع الملاكمة؟ - بدأت ممارسة «الكاراتي» عندما كنت صغيرا، حيث أنني كنت أحب ممارسة هذه الرياضة وكان حلمي أن أكون مصارعا كبيرا، لكن شاء القدر أن أصبح ملاكما وأن جدّ راضٍ بما أنجزته في مشواري الرياضي إلى حد الآن، ففي سنة 84 اتجهت إلى قاعة «ولد مخلوفي» ببوفاريك أين كانت أول بداياتي مع رياضة الملاكمة، حينها التقيت بمدربين كبار كان لي الشرف أن يدربوني، كما أنني تعلمت الكثير منهم واستفدت من خبرتهم العالية، التي ساعدتني على التألق فيما بعد.
ما هي أحلى ذكرى في مشوارك الرياضي؟ - أملك العديد من الذكريات الجميلة في مشواري الرياضي، لقد كان سؤالك محيرا نوعا ما، لكن يمكنني أن أعتبر الميدالية التي نلتها في ألعاب البحر الأبيض المتوسط والتي أجريت في باري بإيطاليا سنة 1997 من أبرز إنجازاتي، فبفضل هذا التتويج، استطعت أن أصنع لي اسما في عالم الملاكمة فيما بعد، كما أن هذا الإنجاز فتح لي الباب من أجل الدخول في عالم الإحتراف، الذي يعد هدف أي ملاكم هاوٍ.
وبالمقابل، ما هي أسوأ ذكرى؟ - إذا تكلمنا عن أسوأ ذكرى، أتذكر عندما لم يكن بمقدوري المشاركة في الألعاب الأولمبية التي أجريت في أتلانتا بالولايات المتحدةالأمريكية سنة 1996، وذلك بداعي العملية الجراحية التي أجريتها قبل الدورة التصفوية المؤهلة للأولمبياد، والتي أقيمت فعالياتها في تركيا، لكنني استطعت أن أنساها وعوّضتها بمشاركات دولية وقارية فيما بعد.
من هو الملاكم المفضّل لديك؟ - هناك العديد من الملاكمين الذين كنت معجبا بمهاراتهم الفنية والبدنية عندما كنت صغيرا، ولعل أبرزهم في الجزائر الملاكم موسى مصطفى ودين أحمد، اللذان تألقا في المحافل المحلية والدولية،وقدّما الكثير للجزائر، وأعتبر أسطورة الملاكمة الأمريكية محمد علي قدوتي، حيث أنني ككل الملاكمين في العالم كنت أكثر من معجب بأسلوبه وفنياته في الملاكمة.
رياضة الملاكمة تراجع مستواها في الجزائر، ولم تصبح تنجب ملاكمين مثلك، ما السبب في ذلك؟ - أنا جدّ متأسف على التدهور الذي عرفته رياضة الملاكمة في الآونة الأخيرة، إذ أن نقص الإمكانيات وعدم الحرص على شؤون هذه الرياضة يعتبر السبب رقم واحد في تراجع مستواها في الجزائر، كما أنني أحمّل المسؤولين الرياضيين ما يحدث لها، إذ أنهم همّشوا الملاكمة وبعض الرياضات الأخرى من أجل رياضة اسمها كرة القدم، التي أصبحت الوحيدة التي يتكلم عنها الناس، حتى من ناحية الجانب المالي، فنحن نرى الآن لاعب كرة القدم يتقاضى أجرا خياليا لا يتقاضى ربعه الملاكم، وهذا الأمر لا يشجّع الملاكم من أجل تطوير مستواه والذهاب بعيدا لكي يشرّف القفاز الجزائري مستقبلا، فعلى المسؤولين أن يعيدوا النظر في هذا الأمر، لإحياء رياضة الملاكمة من جديد.
ما هو تقييمك للملاكمين الجزائريين في الألعاب العربية التي أجريت مؤخرا في قطر؟ - مع كل احتراماتي لهم، أعتبر النتيجة التي تحصل عليها المنتخب الوطني للملاكمة في قطر كارثية شأنها شأن الرياضات الأخرى، إذ أننا لم نر ما كنا ننتظره من الملاكمين، لأن المرتبة التي احتلها المنتخب لا تعتبر إيجابية لنا ولا تخدمنا مستقبلا، خاصة من الجانب النفسي للملاكمين، كما أنني ألوم المدرب عزالدين عقون الذي لم يعتمد على الفريق الأول وفضّل الثاني الذي لا يملك إمكانيات كافية من أجل تحقيق ميداليات ذهبية، ولو أنه اعتمد على الفريق «أ» لكان هناك كلام آخر، ولكن ما لم أفهمه إلى حد الآن، لماذا فضّل الفريق «ب». كيف ترى حظوظ الملاكمين الجزائريين في الألعاب الأولمبية المقبلة «لندن 2012»؟ - لا أتوقع أن تكون هناك نتائج إيجابية، وسيعود الملاكمان صفر اليدين، لأن هناك مدرب لا يستحق المنصب الذي يتواجد فيه، وسيرى الناس ما أقوله مستقبلا، فعلى الاتحادية أن تقيله قبل فوات الأوان، وتفكر في جلب مدرب ذو خبرة وحنكة في هذه الرياضة، عسى ولعل أن تتوّج الجزائر بميدالية ما.