من المؤكد أن نجاح الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال يبقى مرتبطا بوجود صناعة محتوى ملائم، والأهم من ذلك أن يكون محتوى محلي يستجيب لحاجات الزبائن في مختلف المجالات. وتبرز أهمية صناعة المحتوى في بلادنا من ناحية أن الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال سوف توفر مجموعة من التطبيقات المعروفة مثل تحميل الأغاني والأفلام والتعامل مع الرسائل الإلكترونية بفضل التدفق العالي للأنترنيت والإبحار السريع من خلال الهاتف النقال، غير أن تطبيقات هذه الخدمة لا تتوقف عند هذا الحد، وبغض النظر عن كونها تسمح أيضا بتنشيط كبير لمواقع التواصل الاجتماعي، من خلال الأنترنيت، فإن هذه الخدمة تتيح عدة تطبيقات أخرى متقدمة على غرار الدفع الإلكتروني لكن شريطة توفر المحتوى الملائم، كما يؤكده المختصون ومسؤولو متعاملي الهاتف النقال. وتؤكد مؤسسة "نجمة"، من خلال دائرة العلاقات العامة والإعلام التابعة لها، التزامها في تعزيز بروز صناعة محتوى "منتوج بالجزائر"، يقوم على أساس تثمين المواهب المحلية بفضل شراكات جديدة بين القطاع العام والخاص التي أقامتها بمعية الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ANDPME)، أما حميد قرين، المكلف بالاتصال في مؤسسة "جيزي"، فهو يرى أن صناعة المحتوى في هذا المجال هي مسؤولية المتعاملين أولا ثم المحيط، مثل البنوك ومختلف المؤسسات، والذي عليه أن يتواءم مع أفاق هذه التطبيقات الجديدة، وفق حميد قرين دائما . ويرى نفس المصدر أن الإضافات التي يقدمها الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال، وزيادة على كونها سوف تسرّع من وتيرة الإبحار في الأنترنيت، فإنها ستؤثر إيجابيا على الحركية الاقتصادية من خلال توفير الدفع الإلكتروني وكذا تنظيم الملتقيات، شريطة توفر المحتوى الملائم، وفق ذات المصدر الذي يرى أيضا أن خدمة الجيل الثالث في مجال الهاتف النقال سوف تتناسب عكسا مع استعمال الأنترنيت من خلال الحواسيب الثابتة داخل المنازل على اعتبار، كما قال، أن استعمال الانترنيت من خلال الهواتف النقالة سوف يغني عن استعمالها من خلال الحواسيب الثابتة. غير أن محمد صالح دعاس، مستشار المدير العام لمؤسسة "موبيليس" مكلف بالإعلام والعلاقات العامة، يرى أن العلاقة الموجودة بين استعمال الانترنيت من خلال الهواتف النقالة واستعمالها من خلال الحواسيب الثابتة ستبقى علاقة تكامل وليست علاقة تنافس وذلك، كما قال، بالنظر إلى نفس نوعية الخدمة تقريبا التي تضمنها الوسيلتان في فرنسا مثلا ولكن مع وجود حرية وحركة يضمنها استعمال الانترنيت من خلال الهاتف النقال وفق تقدير ذات المتحدث دائما الذي دافع عن طرحه أيضا بكون "الجزائرية للاتصالات شغلت خدمة الجيل الرابع من الانترنيت الثابت، وهو أنترنيت ذي تدفق عالي جدا". وبالنسبة لذات المصدر أيضا، فإنه بغض النظر عن كون الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال سوف يسمح بعدة تطبيقات على غرار الاتصال بالصوت والصورة التي تستعمل عادة، وفقه، على مستوى المؤسسات، فإن هناك تطبيقات أخرى مثل "الدفع الإلكتروني"، مضيفا بأنه على الصعيد الاجتماعي، فإن الجيل الثالث من خدمة الهاتف النقال سوف يسمح بتعميم الانترنيت، وبتدفق عالي وسريع، في كل الأماكن. ويرى ذات المتحدث بأن تجسيد هذه الخدمة في الميدان سوف يسمح، من الناحية الاقتصادية، بتكريس إضافات على غرار توفير مناصب شغل جديدة وتوفير فضاء أعمال حقيقي وجديد من خلال صناعة المحتوى، مع ما توفره هذه الخدمة أيضا من ربح للوقت في مجال دفع الفواتير.