بإعلان سلطة الضبط إطلاق مناقصة لتقديم خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال، سيدخل سوق الاتصالات في الجزائر مرحلة جديدة، حيث ستتغير الخدمات المقدمة، كما أن سوق الهواتف النقالة سيعرف تغييرا بسبب ضرورة الحصول على أجهزة خاصة للاستفادة من هذه الخدمات. من أهم الخدمات التي يقدمها الهاتف النقال من الجيل الثالث، حسب تعريف الاتحاد الدولي للاتصالات، تقنية تسمح بالرفع من عدد خدمات الهاتف النقال كالحصول على الأنترنت ذات البث السريع، حيث أنه خلافا لهواتف من الجيل الثاني، فإن هذا الجيل الجديد يسمح بالحصول على الربط بشبكة الأنترنت بتدفق عال، ما يسمح بمشاهدة مقاطع الفيديو والمشاركة في الشبكات الاجتماعية، حيث يجب أن تصل سرعة الأنترنت على الأقل إلى 144 كيلوبايت في الثانية. بالإضافة إلى هذا، فإن الجيل الثالث من الهاتف النقال يمنح إمكانية إجراء المكالمات المرئية، حيث يمكن للطرفين مشاهدة المتحدث من الجهة المقابلة. والإضافة في الجيل الثالث هو أن قوة تدفق الأنترنت تسمح بوضع الصورتين معا. كما يمكن للمشتركين في الجيل الثالث من الهاتف النقال مشاهدة البث الحي للقنوات التلفزيونية التي توفر هذه الخدمة ودون انقطاع كبير للصورة كذلك بفضل الأنترنت المتوفرة، أي أن نظام الجيل الثالث بفضل التدفق السريع للأنترنت يسمح بالحصول على العديد من الخدمات وبصفة أدق وأحسن. كما اشترط الاتحاد الدولي للاتصالات أن تبقى الهواتف من الجيل الثالث تتماشى مع خدمات الجيل الثاني، حتى يمنح للمواطنين في كل مكان إمكانية الاستفادة من طرق الاتصالات القديمة. كما تقدم شبكات الجيل الثالث خدمات أخرى تتمثل في نظام ''الحي بي أر أس'' الذي يسمح مثلا للآباء بمعرفة أحوال أبنائهم وأوضاعهم الدراسية، وحضورهم المدرسة عن طريق استلام رسائل نصية قصيرة. كما ستتيح التطبيقات الجديدة للسائقين مثلا إمكانية استلام معلومات وخرائط ملونة عن المواقع التي يريدون التوجه إليها، كما تمكن المستخدم من ربط الهاتف المحمول مع كاميرات للمراقبة لمكان معين، حيث تعطيه بثا مباشرا لما تراه عدسة الكاميرا. وكذلك تمكين المشترك من الدخول إلى النظام الإلكتروني الخاص بشركته أو أي موقع يسمح له به. ومن بين التطبيقات التي يقدمها الجيل الثالث من الهواتف المتحركة، منفذ متحرك يحتوي على معلومات وخدمات محددة، بما فيها البريد الإلكتروني والمصارف ووكالات السفر، ودليل للأفلام المعروضة في صالات السينما والمطاعم وغيرها. كل الهواتف لا تحتمل شبكة الجيل الثالث يبقى أن الشرط الأساسي للاستفادة من هذه الخدمات هو امتلاك هاتف نقال يتحمل الخدمات التي تقدمها شبكة الجيل الثالث، حيث يجب أن يتحول الهاتف إلى أكثر من نقال ليصبح جهاز كمبيوتر ومفكرة شخصية، والكثير من الآليات الأخرى. حيث سيجد المشترك الذي يريد الاستفادة من هذه الخدمات نفسه مجبرا على اقتناء على الأقل هاتف نقال جديد يحمل معايير الجيل الثالث، ما يسمح له بالحصول على كل الخدمات التي تقدمها الشبكة، كما أن عدم ظهور تفاصيل عن دفتر الشروط الذي طرحته سلطة الضبط يجعل بعض التساؤلات مطروحة، خاصة ما يتعلق بالشرائح، حيث يبقى احتمالان واردان، وهما إما حفاظ المشترك على نفس الشريحة والدفع من أجل الحصول على الخدمات أو ضرورة اقتناء شريحة جديدة. أسعار الخدمات هاجس المشتركين من جهة أخرى، فإن خدمات الجيل الثالث، وعبر كل البلدان المتوفرة فيها، طرحت إشكالا في غلاء الفواتير، حيث أنه على عكس المكالمات والرسائل القصيرة، فإن الولوج إلى شبكة الأنترنت عبر الهاتف النقال أو الحصول على خدمة من الخدمات سيكلف المشتركين أكثر بكثير من الاستعمال العادي للهاتف النقال.