المتوسط أرض السينما" شعار الموعد السينمائي "أيام الفيلم المتوسطي بالجزائر" التي نظمتها الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي لتعرض عبرها لعشاق الفن السابع بالجزائر آخر الأفلام الروائية المتوسطية، كما سيتم فيه أيضا تنظيم "دروس في السينما" موجهة للمخرجين الجزائريين الشباب يشرف عليها سينمائيون من حوض البحر الأبيض المتوسط. يعرض خلال هذه الأيام 12 فيلما من مجمل ال 21 دولة المكونة لحوض الأبيض المتوسط. هذه إطلالة على الأفلام التي ستعرض أيام الفيلم المتوسطي بالجزائر خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 15 نوفمبر 2013 بقاعة ابن زيدون برياض الفتح، والتي ستمكن في مجملها جماهير العاصمة وعشاق الفن السابع من مشاهدة مواضيع عديدة وسينماءات مختلفة أنتجت حديثا وحققت نجاحات جماهيرية، وحصلت على العديد من الجوائز بالمهرجانات. وكان الافتتاح بالفيلم التونسي "مملكة النمل" للمخرج شوقي الماجري، كما يعرض الفيلم اللبناني "قصة ثواني" للمخرجة لارا سابا والذي يتناول قضايا اجتماعية تشكّل محرّمات في المجتمع اللبناني: المخدرات، الدعارة، التحرش بالأطفال ... في إطار قصة تتناول ثلاث شخصيات تتقاطع أقدارها من دون أن يعرف أي منها الآخر .. كما تؤثر قرارات كل منها، من دون أن تدري، في حياة الشخصيات الأخرى التي لا يربط بينها إلا المدينة الواحدة بما تحويه من مآسٍ وألم. طفل ترعرع في بيئة عاطلة، يعيش مع والدته سيئة السمعة والسلوك، ويتعرض للاغتصاب المنظم من عشيقها قبل أن يتمرّد عليها ويخرج إلى الشارع. وقصة نور التي تفقد عائلتها في حادث سير، فتواجه الفقر المدقع واستغلال الآخرين لفقرها وحاجاتها، وصولاً إلى انديا المرأة التي تمتلك كل ما تريده في الحياة باستثناء الأمومة، فتعيش في غصّة لا تقوى على تخطيها. تتخذ الأحداث في الفيلم منحى درامياً أسود حتى تتقاطع القصص الثلاث جغرافياً وزمنياً من دون أن تلتقي. "قصة ثواني" تأليف نبال عرقجي، وبطولة كارول الحاج، شادي حداد، ليلى حكيم، غيدا نوري، والفتى علاء حمود. والفيلم الجزائري "يما" للمخرجة جميلة صحراوي، قدم حالة لأم تجد نفسها ممزقة بين ابنها المقتول على يد شقيقه المنتمي إلى إحدى الجماعات المتشددة في الجزائر، وحفيدها الذي ماتت والدته، والعزلة التي تعيشها وسط الجبال مع راعي أغنام يعمل على حمايتها وتأمين حياتها. تأخذ صحراوي، التي تؤدي دور الأم في الفيلم أيضًا، المشاهد في رحلة وسط تفاصيل حياة الأم التي تجر جثة ابنها المقتول في بداية الفيلم، ثم تدفنه قرب منزلها وتناقش حالة التطور الإنسانية في العلاقة مع راعي الأغنام الذي يحاول من ناحيته البحث عن رزقه مع أغنامه، ويسعى من ناحية أخرى إلى حماية العجوز بحسب تعليمات تلقاها من ابنها علي المنتمي إلى جماعة متشددة. ويحكي الفيلم المغربي "موت للبيع" للمخرج فوزي بن سعيدي الذي مثل فيه إلى جانب فوزي بنسعيدي كل من فهد بنشمسي وفؤاد الأبيض ومحسن مالزي وإيمان مشرافي، عن ثلاثة أصدقاء من مدينة تطوان يعيشون على السرقة والنشل، ولتغيير مصيرهم، سيقررون ذات يوم سرقة أحد متاجر المجوهرات بالمدينة. والفيلم لم يكن مجرد تصوير لأحداث بمكان، بل كان لمستويات العنف سواء عبر أو من خلال الشخصيات، عنف الوقائع والجرح العنيف لمجال وجود وحياة تلك الشخصيات. وعبر الفيلم فالمكان هو أساسا الفضاء الذي يعتمده المخرج ليشكل المجال الذي به تتحدد الصورة المشهدية ومكونات طبيعة الفيلم. والفيلم المصري "الشتا الي فات" للمخرج ابراهيم البطوط، يركز الفيلم على قضية التعذيب وما يخلفه في أنفس الشباب الناشطين على صفحات التواصل والإنترنت. وتقول المذيعة التي تركت وظيفتها في التلفزيون الرسمي بعد تواطئها مع أكاذيب الدولة، في تسجيل تبثه على الإنترنت وهو واحد من آلاف التسجيلات التي ساهمت في استمرار الثورة "لقد سلبتم مستقبلنا وجعلتمونا غير راغبين في إنجاب أولاد في المستقبل". ويقوم الفيلم على خط متواز من القصص التي تحدث للشخصيات الثلاث الرئيسية بين العام 2009 وموعد انطلاق الثورة. تعود الكاميرا بالمشاهد، كما يفهم من سياق الأحداث، إلى فترة سبقت الثورة وتحديدا إلى فترة الحرب على غزة حين تعرض الكثير من الشباب المصريين للتعذيب بسبب التظاهرات التي انطلقت تضامنا مع سكان القطاع. عمرو الذي تدور بينه وبين ضابط أمن الدولة مواجهة صامتة ينتهي بالانتصار على الضابط مع قيام الثورة. ويبرز الفيلم أنه فيما كانت قلة من المصريين قبل الثورة تكسر حاجز الخوف، بات عشرات الآلاف خلال الثورة مستعدين لذلك. والفيلم الفلسطيني يروي قصة خباز شاب يدعى عمر، متيم بفتاة فلسطينية على الجانب الآخر من جدار الفصل العنصري، ويسعى بشكل منتظم لتفادي الرصاصات التي يطلقها جنود من أجل تسلق الجدار لرؤية الفتاة، ويتحدث الشاب والفتاة بحماس عن الزواج، لكن خططهما تنحرف عن مسارها عقب اعتقاله بسبب مشاركته في هجوم على جيش الاحتلال قتل فيه جنديا. ويتعرض عمر للتعذيب بالسجن من أجل الإدلاء بمعلومات لصالح الاحتلال، ليبدأ بممارسة لعبة القط والفأر مع الإسرائيلي الذي يحاول تجنيده، ففي الوقت الذي يحاول إثبات أنه ليس "خائنا" يشاع في الشارع أنه كذلك. وتبلغ مدة الفيلم 98 دقيقة، كتبه مخرجه، وأدى دور الشاب عمر الممثل آدم بكري، وشاركه التمثيل إياد حوراني وسمير بشارة، ولعبت دور صديقة عمر (نادية) الفنانة ليم لوباني. كما يعرض الفيلم اليوناني"ألبس" للمخرج يورغوس لانتيمس، وألبس هو اسم جمعية سرية تقدم خدمات غريبة عند وفاة شخص، هل أنه لخداع الموت والحياة؟ قبل كل شيء هو أن تطيع مونت بلانك. ولمونت بلانك، يجب احترام القواعد، جميع القواعد. والفيلم التركي "الزوجة الثانية" للمخرج أموت داغ: عندما تحتفل ايس بزواجها، زملاؤها في تركيا اعتقدو أنها تزوجت بحسن، في الواقع تم إرسالها إلى فيينا كزوجة ثانية من والد هذا الأخير مصطفى. في النمسا، عائلتها الجديدة رحبت بها بمشاعر مختلطة. في البداية، أبناء مصطفى، وبعضهم أكبر في السن منها، تخلوا عنها، ما عدا فاطمة الزوجة الأولى لمصطفى التي تبدو سعيدة حقا. لكنها أصيبت بسرطان شديد، والشيء الوحيد الذي طمأنها هي فكرة أن شخصا ما سيهتم بزوجها. والفيلم السلوفيني "المرأة التي مسحت دموعها" للمخرجة تيونا ستروغار ميتفسكا، ويتحدث عن هيلانة التي فقدت ابنها وتعاني من عنف زوجها، يصعب على ابنها لوسيان جمع عائلته وفي الوقت نفسه مواجهة الكراهية من زوج والدته، إلى أي مدى هم مستعدون للذهاب الى إيجاد السلام الداخلي؟. وفي الفيلم البوسني "أطفال سراييفو" للمخرجة عايدة بيجيك نرى رحيمة، 23 سنة، ونديم شقيقها، 14 سنة، من يتامى الحرب البوسنية يعيشان في سراييفو، في هذا المجتمع بالفترة الانتقالية التي فقدت كل التعاطف مع الأطفال الذين فقدوا والديهم أثناء حصار المدينة بعد سن المراهقة، وجدت رحيمة العزاء في الإسلام، وتريد من نديم أن يتبع خطواتها. كل شيء يتعقد عندما يتشاجر في المدرسة مع ابن وزير، بعد ذلك تتسلسل الأحداث التي قادت رحيمة إلى اكتشاف حياة مزدوجة لأخيها. والفيلم الإيطالي"الواقع" للمخرج ماتييو غارون: في قلب نابولي، لوتشيانو رب بيت، مضحك وفكاهي. ذات يوم، مدفوعا من طرف أولاده، شارك دون أمل كبير في توزيع الأدوار في برنامج للتلفزة الإيطالية. منذ تلك اللحظة، تغيرت حياته: لاشيء يهمه الآن، لا أسرته، لا أصدقاؤه، لا عمله، وحتى الفضيحة التي قامت بها زوجته. حلمه أن يصبح شخصية مشهورة أدى إلى تغيير مصيره وحياة أقاربه. ويكون الختام بالفيلم الكرواتي طريق حليمة للمخرج لارسن انتون اوستوجي.