شهدت تونس الجمعة تظاهرات "يسارية" وأخرى "سلفية" ورفع المتظاهرون من الجانبين شعارات تتهم الحكومة الائتلافية بقيادة حركة النهضة ب«الفشل والتشدد". ففي تونس، وتحديداً في ساحة القصبة وسط العاصمة، تظاهر الجمعة نحو 250 شخصاً من أنصار الجبهة الشعبية، وهي ائتلاف يضم أكثر من 10 أحزاب يسارية، مطالبين الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية بتقديم استقالتها، بحسب مراسلة لفرانس برس. وردد المتظاهرون هتافات معادية مثل "الرحيل.. الرحيل.. يا حكومة الفشل" و«الرحيل والحساب يا حكومة الإرهاب" و«بعد الدم، لا شرعية للحكومة النهضوية". وتحمل الجبهة الشعبية المعارضة الحكومة مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، كما تحملها مسؤولية تنامي خطر "مجموعات سلفية متطرفة" قتلت عناصر في الجيش والشرطة واغتالت المعارضين شكري بلعيد في 6 فيفري 2013 ومحمد البراهمي في 25 جويلية 2013. وأثار اغتيال بلعيد والبراهمي، وهما قياديان بارزان في الجبهة الشعبية، أزمة سياسية حادة في تونس. وكانت الجبهة الشعبية هددت بالانسحاب من الحوار الوطني في تونس ما لم تتراجع أحزاب الائتلاف الحاكم عن التعديلات التي أدخلت على النظام الأساسي للمجلس التأسيسي. وفي مدينة سيدي بوزيد، جنوبي تونس، تظاهر مئات السلفيين للمطالبة بالإفراج عن معتقلين من التيار السلفي. ونظمت التظاهرة جماعة أنصار الشريعة التي تتهمها السلطات التونسية بالتشدد. ورفع المتظاهرون لافتات تدعو لوقف الاعتقالات العشوائية وما أسموه المداهمات الليلية لأنصار الجماعة. واتهم المتظاهرون الشرطة التونسية بتعذيب المعتقلين في مراكز الاحتجاز. من جهة أخرى قال الرئيس التونسي، المنصف المرزوقي، إنه تم الاتفاق على اسم رئيس الحكومة المقبلة دون أن يذكره، وأضاف أنه سيتم الإعلان عنه مطلع الأسبوع المقبل. واعتبر المرزوقي في حوار لوكالة "الأناضول" التركية أن تونس لا تحتمل صيفا جديدا دون حكومة مستقرة، ودون تهدئة وطنية ودون برنامج، في إشارة إلى ضرورة إجراء الانتخابات القادمة قبل صيف 2014.