تستمر فعاليات المهرجان الدولي للرقص المعاصر في الجزائر بعد وصوله لطبعته الخامسة على التوالي، حيث استمتع جمهور قاعة "محي الدين بشطارزي" بالمسرح الوطني بعروض راقصة قدمها كل من "تشيكيا"، "لبنان"، "إسبانيا"، والجزائر. أول من افتتح السهرة الرابعة من أيام المهرجان الدولي للرقص المعاصر في الجزائر، كانت الراقصة اللبنانية "لامية صفي الدين" برقصة تحمل عنوان "ليليث"، الروتين الذي قدمته النجمة اللبنانية روى قصة الأنثى عبر الزمن، حيث جسدت "لامية صفي الدين" بجسدها المرن مختلف المشاعر الأنثوية في لحظات السعادة، الحب، الحزن، الغضب، والحيرة... لوحات عديدة أدتها صاحبة العرض جمعت فيها بين رقصات عالمية من الشرق حتى الغرب، على وقع أغان معروفة جمعت بين الأوبرا، الراي، الشرقي... العرض الثاني قدمته فرقة "مجموعة دانتزاز" من إسبانيا، استخدمت فيه الراقصات الخمس كراس سوداء في كوريغرافيا متناسقة أثارت إعجاب الحضور الذي لم يتوقف عن التصفيق، الرقصة التي دامت حوالي عشرين دقيقة كانت عبارة عن تغيرات نفسية المرأة، حيث جسدت نجمات العرض مشاعر جمعت بين ملل الانتظار، وسعادة اللقاء خلال إظهارهن لتعابير وجوه مختلفة. أما الجزائر، فشاركت بروتين "طريق امرأة" الذي قدمته "مجموعة بروفيل" من العاصمة، حيث جسد الراقصون الثمانية (أربعة رجال وأربع نساء) حكاية مقاومة المرأة الجزائرية إبان فترة الاحتلال الفرنسي، لبست الراقصات زي "الحايك" التقليدي ووضعن "العجار" على وجوههن ليقدمن رقصات معاصرة صورت الصراع الدائم الذي واجهته المجاهدات خلال فترة مقاومتهن، بينما لبس الراقصون زيا أسود يعكس نوايا الشخصيات المجسدة. ليرافق العرض شاشة الداتاشو التي عرضت عليها صور لنساء الثورة. ختام السهرة كان من نصيب "مجموعة فيرتي جانس" القادمة من دولة "تشيكيا"، قدمت خلاله الراقصتان لوحات مؤثرة استعانتا فيه بقطرات المطر المتهاطلة على الركح، لتصورا لحظات الحزن، الصراع، الانتظار والإصرار على النجاح، لوحات نجحت الراقصتان في إيصال معانيها إلى جمهور قاعة "محي الدين بشطارزي" الذي وقف تحية لأصحاب العرض. يجدر الذكر أن سلسلة العروض المشاركة في المهرجان الدولي للرقص المعاصر في الجزائر تستمر حتى سهرة الجمعة، حيث ستختم فرقة "باليه أنيكو" القادمة من أوكرانيا عروض المهرجان كما ستقدم بعض التكريمات والجوائز للفرق المتميزة في المهرجان.