تمكّنت الكوريغرافية والراقصة الجزائرية، نصيرة بلازة، من إحداث المفاجأة على ركح محي الدين بشطارزي بالعاصمة، حين قدمت عرضا كوريغرافيا ممتعا بعنوان ”الدائرة” ضمن منافسة عروض اليوم من مهرجان الرقص المعاصر في طبعته الخامسة التي تستمر إلى غاية ال22 من الشهر الجاري بالعاصمة، عبرّ عن احترافية كبيرة وكشف نوعا جديدا من الرقص يعانقه الحضور لأول مرّة. عرض ”الدائرة” للفنانة نصيرة قدّم أول أمس، إلى جانب ثلاثة عروض أخرى أبدعت فيها كل من فرقة الأرجنتين ”الاسكوتو” في رقصة بعنوان ”ثلاثة في الزمن نفسه”، والفرقة الإيفوارية ”تشي تشي” التي تعني النسر والقوة بعد أدائها رقصة ”الروح” ذات الطقوس الإفريقية، وكذا تعاونية ”السلام” القادمة من سيدي بلعباس التي استحضرت تراث المنطقة وموسيقاها التقليدية.. حيث استطاعت الكوريغرافية الجزائرية من إبراز فسيفساء جميلة على الركح لمدة تقارب ال20 دقيقة، أمتعت عبر أطوارها الحضور الممثل في الجمهور الجزائري ووجوه رسمية مثلها سفراء الدول المشاركة، حيث تعدّ رقصة ”الدائرة” المجسدّة في شاكلة مسرحية ثمرة جهود من العمل المضني الذي بدأته مجموعة نصيرة بلازة رفقة الراقصين محند لطفي وجرمان علي منذ مهرجان أفينيون بفرنسا سنة 2011، كما عملت من خلالها على تفجير طاقات مواهب شابة ألمّت بالحركات والإيقاع الرنان المستمد من الموروث الثقافي للقارة السمراء. وقدّم في هذا الصدد راقصي مجموعة ”نصيرة بلازا”، رقصات رائعة من خلال المزج بين أبرز الأنواع الفنية للرقص المعاصر التي جسدتها رقصات الهيب هوب والبريك دانس الحديث، لترسم لوحة فنية أقلّ ما يقال عنها أنّها ممتعة حصلت على تفاعل الجمهور معها بشكل كبير ولوقت طويل. وصرّحت نصيرة، على هامش العرض ل”الفجر”، أنّ اختيارها لعرض ”الدائرة” كونه يتخذ منحى تصاعديا لحركات الراقصين من أجل صنع مشهد رائع وبتناغم كبير، بهدف الخروج عمّا اعتاده ثلة من الراقصين في العالم وفي مختلف المجتمعات العربية التي تعتمد على رقصات تقليدية وعادية إلى حدّ ما. وفي السياق اعتلت فرقة ”تشي تشي” من ساحل العاج وقدمت رقصة بألوان بيضاء وحمراء وسوداء دلّت على معاناة الشعوب الإفريقية من مشاكل عديدة، كما تخللتها لحظات فرح وسعادة عكستها الموسيقى والطقوس الإفريقية التي توافقت مع حركات الراقصات الثلاث اللاتي ارتدين لباسا أسود ثم أبيض، ثم بلون أحمر تعبيرا عن أجواء سعيدة وأخرى حزينة. أمّا ضيفة الجزائر فرقة ”الإسكوت” الأرجنتينية فقدمت عرضا بعنوان ”ثلاثة في الزمن نفسه”، تفاعل معه الحضور بقوة وسط رقص مثير للراقصين على الخشبة، حيث تحركوا بسرعة وبخفة روح تناسبت وموسيقى أرجنتينية خالصة نالت إعجاب الجميع.. لتختم السهرة الأولى من مهرجان الرقص المعاصر تعاونية بلعباس التي لم تخيب الآمال لدى صعودها إلى خشبة بشطارزي.