«من الصعب جدا تحليل المقابلة من الناحية التقنية وذلك للظروف المحيطة بها، حيث كان الضغط شديدا على لاعبي المنتخب الوطني وكذا المدرب.. العامل الذي انعكس سلبا على أداء عناصر التشكيلة الوطنية فوق الميدان كما كان ذلك باديا لعامة الناس. إلا أن العوامل التي صنعت الفارق في مباراة الجزائر ضد بوركينافاسو تكمن في الشجاعة والإرادة، إضافة إلى العزيمة التي تسلح بها لاعبونا الذي دخلوا المقابلة لا لشيء واحد سوى تحقيق الفوز ونيل تأشيرة مونديال البرازيل وإدخال الفرحة إلى قلوب الملايين من مناصري المنتخب الوطني. فأنا كلاعب أتفهم الوضع وأحترم خيارات المدرب وكذا اللاعبين الذين كانوا بعيدين في الحقيقة عن مستواهم لمعاناة بعضهم من نقص المنافسة، فضلا عن الظروف السالفة الذكر. وما يهمنا أكثر في هذه المباراة هي النتيجة والتأهل، أما الأداء والمردودية فبإمكان تغييرهما وتحسينهما في المستقبل، إذ في يد المسؤولين وكذا المدرب الوطني أكثر من 6 أشهر قبل موعد مونديال البرازيل من أجل تصحيح الأخطاء المسجلة، وذلك بواسطة رسم خارطة طريق وعمل واضحة تطغى عليها الجدية، خصوصا فيما يتعلق في خلق عاملي الاحتكاك والانسجام بين اللاعبين للقضاء على مشكل نقص المنافسة المطروح حاليا في الفريق، وذلك لن يكون إلا بتنظيم مقابلات ودية وليس بالضرورة أن تكون مع المنتخبات القوية، لأن دورها ليس في استعراض قوة الأداء للاعبين وإنما خلق روح الانسجام وسط التشكيلة كمجموعة ثم البحث على الأداء والنتيجة. فعلى المسؤولين التحرك عاجلا لضبط الأمور قبل فوات الأوان". اللاعب الدولي السابق نصر الدين دريد: الفريق الوطني ظهر بوجه محتشم وعلى المسيرين مراجعة سياستهم "إذا أخذنا بعين الاعتبار أداء لاعبي المنتخب الوطني في المقابلة التي لعبوها ضد نظيرهم البوركنابي، فبوسعنا القول إنها كانت ضعيفة على جميع الأصعدة، خصوصا من الجانب التقني الذي كان غائبا طيلة 90 دقيقة، ومسؤولية ذلك يتحملها بالدرجة الأول الناخب الوطني الذي لم يفلح في خياراته، وكذا اللاعبون الذي فتحوا مجال صنع اللعب للفريق الخصم وتراجعوا عن أخذ زمام مبادرة صنع اللعب، الأمر الذي جعل الفريق البوركينابي يظهر بوجه أفضل من منتخبنا الوطني الذي ظهر بوجه محتشم من حيث الأداء والفنيات. ونطاق هذه الأخطاء تتسع أكثر لتشمل كافة القائمين على تسيير شؤون الرياضة الجزائرية عامة، الذين هم ملزمون بتغيير سياستهم التسييرية التي يطغى عليها غياب التخطيط.. هذا قبل أشهر قلائل تفصلنا على مونديال البرازيل. لأن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الراهن.. هو ماذا سيقدم لنا هذا الفريق في المونديال إن بقيت الأوضاع على حالها؟ فعلى المدرب والمسؤولين واللاعبين أن يكونو واعين وأن يتبنوا سياسة تسييرية ناجعة في أقرب الآجال. فالبدائل متوفرة وتحتاج فقط إلى إرادة لتطبيقها وعدم الاكتفاء فقط بالتصريحات والأقوال التي يجب أن ترفق بالتنفيذ على أرض الواقع. وإذا أخذنا على سبيل المثال، تصريحات المدرب الوطني فكثيرا ما أكد على أن مشاركة أي لاعب في مباريات المنتخب تتوقف على عامل المنافسة ومدى مشاركته في مقابلات فريقه، الأمر الذي لم نلمسه في اللقاء، حيث أقحم لاعبين يعانون من نقص المنافسة. لكن المباراة هذه قابلة للنسيان وعلى المسؤولين التفكير في المستقبل عن طريق متابعة مردودية اللاعبين عن قرب وبشكل دوري وتنظيم تربصات في أوقات وجيزة، خصوصا للاعبين المحليين، من أجل خلق روح الانسجام، ولا يجب فقط الاكتفاء بتنظيم تربص واحد قبل أسبوعين من كل مباراة". اللاعب الدولي السابق مصطفى مغارية: لا لوم على اللاعبين والمهم التأهل "في مباراة أول أمس كانت مردودية اللاعبين ضعيفة إن لم نقل منعدمة، لكن يجب علينا أن ننسى هذا اللقاء والمهم أن النتيجة كانت لصالحنا والتأهل إلى المونديال كان حليفنا. وهذا لأن الضغط كان شديدا على اللاعبين، وهو نفس الشيء الذي كان على الجمهور والمسؤولين. فلا لوم على اللاعبين في مثل هذه الظروف رغم أن الأداء كان فوق المتوسط، لأن اللاعبين كانوا يبحثون عن تسجيل هدف من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال، والمسؤولية كانت ثقيلة على عاتقهم. إضافة إلى الناخب الوطني الذي ترجم ذلك في عدة تصرفات مع كثرة حديثه مع الحكم وكذا مع اللاعب البوركينابي لدى تحضيره للدخول. هذا دون أن ننسى أداء الفريق الخصم الذي لعب من أجل الحفاظ على نتيجة مباراة الذهاب، حيث أن لاعبيه لم يتجاوزوا وسط الميدان، ما صعب المهمة أكثر للاعبينا. لذا علينا أن نكون متفهمين لمثل هذه الظروف والمهم التأهل إلى المونديال، وهي الفرحة التي أخذت الملايين من الجزائريين عبر كافة القطر الوطني والاحتفال بهذا الانتصار، والتأهل إلى كأس العالم مرتين على التوالي أمر جيد، خصوصا أن فريقنا الممثل العربي الوحيد في مونديال البرازيل. وخلاصة القول أنه رغم أن التخطيط التقني والفني غاب عن هذه المباراة فالمهم النتيجة، والحظ كان إلى جانبنا وربحنا.. فلا لوم على اللاعبين".