في مدينة صغيرة تسمى لا بلانا تبعد قرابة 60 كلم من العاصمة الارجنتينية ولد النجم خوان سبستيان فيرون لأب رياضي مشهور في الأرجنتين. يقول فيرون عن نفسه: في صغري كنت أكره الدراسة وأكره الذهاب للمدرسة لذا كانت درجاتي سيئة جدا، فهي إن لم تكن صفراً فهي قريبة منه، وكان والداي يعلمان مدى تعلقي بكرة القدم فلهذا يكون عقابي هو عدم السماح لي بالذهاب إلى حصة التدريب. كنت ألعب في نادي إستديانتيز منذ أن كنت في الخامسة من عمري وكنت أقدم مستوى لا بأس به، ولهذا كانوا يسمونني برجيتا (أي الساحر الصغير) لأن لعبي كان مشابها للعب والدي، عندما بلغت سن 16 وكان حب الكرة يكبر معي حتى تملك كل مشاعري وأحساسي، طلبت من والدي السماح لي بترك المدرسة والتفرغ لكرة القدم، رفضوا بشدة ذلك الطلب ولكني تمسكت برأيي وبعد محاولات عديدة رضخوا لطلبي ولكن بشرط واحد وهو أن التحق بعمل ما، عملت في معمل خاص بصديق والدي وكان العمل شاقا جدا ويمتد حتى 14 ساعة كنت استيقظ في الساعة 6 صباحا ثم أذهب للعمل ثم أعود للمنزل للراحة لمدة ساعة ثم أجهز نفسي وأذهب للتمرين وأتمرن لمدة ساعتين ثم أعود سريعا للفراش للنوم. بدأ فيرون مسيرته الاحترافية في نادي لإستديانتيز في 24 أفريل 1994 وأحرز أول هدف له في الدوري الأرجنتيني في تاريخ 19 نوفمبر 1995 ضد فريق (فييرو) وانتهت المباراة بفوز فريقه 41 بوكاجونيرز بعد تلك المستويات المميزة والرائعة والتي قدمها فيرون مع نادي لإستديانتيز بدأت الأندية الكبرى تراقب هذا الساحر الصغير الذي اختار الانضمام إلى فريق بوكا جونيرز العريق مقابل5،3 مليون دولار وكان ذلك في عام 1995 لعب فيرون في ذلك الموسم 17 مباراة وسجل 4، وكان نادي بوكا جونيرز المحطة الأولى لانطلاق النجم فيرون نحو سماء العالمية والشهرة حين قدم مستويات أبهرت كل المتابعين على مستوى الأرجنتين والقارة الأمريكية الجنوبية، وذاع صيت هذا النجم حتى وصل لمهد الكرة هناك في أوروبا ولتبدأ الأندية الأوربية بإرسال المندوبين لاستطلاع ولتزويد الأندية بأخبار هذا النجم الجديد الذي وقع عقدا قيمته 7 ملايين دولار ينتقل بموجبه إلى نادي سمبدوريا الإيطالي. في عام 1996م شد هذا الأرجنتيني الصغير الرحال لأقوى دوري عالمي حيث المال والشهرة وحيث الجمهور الذي يعشق الكرة حتى الجنون، وليبدا فيرون ومع فريق سمبدوريا رحلة المال والشهرة. قدم فيرون مستويات رائعة جدا مع النادي الإيطالي، فهو لم ينتظر حتى يتأقلم مع هذا الفرق الجديد أو مع مكانه الجديد بل إنه انطلق كالصاروخ متجها للقمة والمجد وليستيقظ الطليان ذات صباح ليجدوا أن هناك ساحرا قدم من الأرجنتين يدعى فيرون. بقى فيرون مع نادي سمبدوريا موسمين، وكانت أول مباراة له مع سمبدوريا ضد بيروجيا في 1996 وانتهت بهزيمة سمبدوريا، واستمر حتى نهاية الموسم ولعب 34 مباراة سجل خلالها 6 أهداف وفي موسم 97/98 لعب 29 مباراة وسجل هدفين فقط. وبعد هذين الموسمين الرائعين مع سمبدوريا واللذين قدم فيهما فيرون ألوانا من الفن الكروي، التفتت أندية القمة في الكالتشيو الإيطالي إلى هذا النجم الجديد وبدأت رحلة التسابق للحصول على توقيعه والذي فاز به نادي بارما. ولعب فيرون موسماً واحداً لبارما 1998/1999 وفاز معه ببطولتين وهما كأس الاتحاد الأوروبي وكأس إيطاليا تحت إشراف المدرب الإيطالي كارلو أنشلوتي، وبعد هذا الموسم المتخم بالبطولات أصبح فيرون لاعبا معروفا على الصعيد الأوربي، وبدأت الفرق الأوربية والإيطالية الكبرى في مغازلته وطلب وده، وأصبح فيرون مالىء الدنيا وشاغل الناس في إيطاليا، وفي آخر المطاف استقر المقام بالأرجنتيني خوان سبستيان فيرون في نادي النسور نادي لاتسيو مقابل مبلغ 30 مليون دولار. لعب فيرون موسمين كاملين مع نادي لاتسيو أحرز خلالهما 11 هدفا وحقق بطولة الدوري الإيطالي وكذلك الكأس الإيطالية. وقبل بداية موسم 20012002 اتهم فيرون بتزوير جواز سفره مما عرضه للمحاكمة والتي لو أدانته بالتهمة لأوقف عن اللعب في إيطاليا، ووسط كل هذه الظروف المحيطة بفيرون فضل أخيرا ترك إيطاليا والتوجه إلى إنجلترا. وبعد تلك الأحداث وقع فيرون عقدا مدته 4 سنوات وقيمته 28 مليون جنيه إسترليني انتقل بموجبه لنادي مانشستر يونايتد الانجليزي، لتبكي جماهير الكرة الإيطالية عامة ولاتسيو خاصة على رحيل هذا اللاعب الكبير الذي طالما أمتع متابعي ومحبي الدوري الإيطالي بلمحاته الفنية وتمريراته الرائعة وتسديداته الصاروخية. في 25 جوان 2012 ظهر خوان سيباستيان فيرون للمرة الأخيرة كلاعب محترف مع فريق إستوديانتيس، الذي سبق لوالده خوان رامون فيرون أن دافع عن ألوانه.