نعى الرئيس الأمريكي باراك أوباما مانديلا، ووصفه بأنه كان "رجلا شجاعا وطيبا"، وقال في كلمة له في البيت الأبيض إنه "بفضل كرامة مانديلا الصلبة وإرادته التي لا تقهر في التضحية بحريته الخاصة من أجل حرية الآخرين، حول جنوب إفريقيا ونال إعجابنا جميعا". وأكد أوباما أن أول رئيس أسود في جنوب إفريقيا كان له تأثير هائل على مشواره السياسي، مشيرا إلى أنه بدأ حياته السياسية في شبابه محتجا على التمييز العنصري. وأضاف "لا أستطيع أن أتخيل حياتي الخاصة دون النموذج الذي وضعه نيلسون مانديلا، وسأظل أبذل ما بوسعي لأتعلم منه طيلة حياتي". وقال الرئيس الأمريكي أيضا "اليوم، لقد رحل، وقد خسرنا أحد الرجال الأكثر تأثيرا والأكثر شجاعة وأحد الأشخاص الأكثر طيبة على وجه الأرض"، مضيفا "لم يعد بيننا، أصبح في الأبدية". في نيويورك قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن مانديلا كان "مصدر إلهام" للعالم، وأكد للصحفيين في مقر الأممالمتحدة "علينا أن نستلهم من حكمته وتصميمه والتزامه لنسعى إلى جعل العالم أفضل".وأضاف بان أن "الكثيرين حول العالم تأثروا بكفاحه الذي اتسم بنكران الذات من أجل الكرامة الإنسانية والمساواة والحرية، لقد لمس حياتنا بطرق شخصية عميقة". وتابع أن مانديلا رفع من شأن قيم الأممالمتحدة أكثر من أي شخص آخر. كما أعرب رئيس الوزراء البريطاني، ديفد كاميرون، عن حزنه لوفاة مانديلا، وقال إن نورا عظيما قد خبا. وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع تويتر أن "مانديلا كان بطلا لعصرنا"، مشيرا إلى أن الأعلام ستنكس بمقره في 10 دواننغ ستريت. من جهته أشاد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بمانديلا، معتبرا أنه "مقاوم استثنائي" و«مقاتل رائع". وفي بيان أصدره قصر الإليزيه، قال الرئيس الفرنسي إن مانديلا "كان يجسد شعب جنوب إفريقيا وأساس وحدة وعزة أفريقيا بأكملها".أما وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، فقد رأى في مانديلا "عملاقا كان يتمتع بحضور قوي" و«أبا لجنوب أفريقيا". وقال في بيان "مع نيلسون مانديلا يرحل أبو جنوب إفريقيا، عماد النضال من أجل الحرية المستعادة ومن أجل المصالحة". وفي بروكسل قال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروسو إنه "يوم حزين، ليس لإفريقيا وحدها بل للأسرة الدولية بأكملها. نبكي وفاة واحدة من أعظم الشخصيات في عصرنا". أما رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، فقد قال إن "جنوب أفريقيا فقدت أباها والعالم فقد بطلا. أشيد بواحد من أكثر الرجال إنسانية في عصرنا".وأكد باروسو وشولتز أن مانديلا "لم يلعب دورا أساسيا في التحول في جنوب أفريقيا إلى الشعب الديمقراطي الذي نراه اليوم بل يمثل المعركة ضد العنصرية والعنف السياسي وعدم التسامح". وفي رام الله، نعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مانديلا الذي وصفه بأنه "فقيد شعوب العالم أجمع (..) وفقيد فلسطين الكبير الذي وقف معنا وكان أشجع وأهم رجالات العالم الذين وقفوا معنا". وأضاف "جمعتنا مع الزعيم الأممي مانديلا علاقات نضالية وتاريخية ستبقى راسخة إلى الأبد بين الشعبين الفلسطينيوالجنوب إفريقي"، مؤكدا أن "مانديلا قائد ومقاتل من أجل حرية شعبه وكان رمزا للتحرر من الاستعمار والاحتلال لكل الشعوب من أجل حريتها". وتابع:«لن ننسى ولن ينسى الشعب الفلسطيني مقولته التاريخية حين قال إن ثورة جنوب أفريقيا لن تكتمل أهدافها قبل حصول الشعب الفلسطيني على حريته". وفي البرازيل، عبرت الرئيسة ديلما روسيف عن حزنها لوفاة مانديلا "المثل الذي سيقود كل الذين يناضلون من أجل العدالة الاجتماعية والسلام في العالم". بلاتر: أكثر اللحظات تأثيرا في حياتي هي تكريم مانديلا 2010 من جهة أخرى أمر الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا بتنكيس الأعلام إلى النصف، والوقوف في دقيقة صمت قبل الجولة المقبلة من المباريات الدولية، حدادا على وفاة مانديلا. ونعى رئيس الفيفا السويسري سيب بلاتر الموجود في البرازيل لحضور قرعة كأس العالم 2014، أمس الجمعة، مانديلا الفائز بجائزة نوبل للسلام. وقال في بيان "أشعر بحزن عميق لرثاء شخص غير عادي وربما كان أحد العظماء على مر العصور وصديق مقرب بالنسبة لي نيلسون روهيلالا مانديلا". وأضاف:«حين كرمه الجمهور وحياه في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرغ في 11 يوليو 2010 كان رجلا من الناس يأسر قلوبهم، وكانت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا في حياتي".