أعلن جاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا، رحيل الزعيم نيلسون مانديلا، الذي أصبح أيقونة في التاريخ الحديث لجنوب إفريقيا بنضاله ضد نظام الفصل العنصري. وقد أثار الخبر صدمة وحزن كبيرين في جنوب إفريقيا والعالم. وقال زوما: رغم أننا كنا ندرك أن هذا اليوم قادم خاصة بعد تعرض صحة - الماديبا - للتدهور فإن هذا اليوم سيبقى هو الاكثر إيلاماً لنا لأننا فقدنا أهم ابن من أبناء هذا الوطن". وقاد مانديلا، الذي رحل عن عمر يناهز الخامسة والتسعين عاما ،جنوب إفريقيا في المرحلة الانتقالية لنقل السلطة من الأقلية البيضاء إلى الأغلبية السوداء في تسعينيات القرن الماضي، بعد أن قضى سبعة وعشرين عاما في السجن. وكان يتلقى رعاية صحية مكثفة في منزله لعلاج عدوى في الرئتين، بعد أن قضى ثلاثة أشهر في المستشفى. وقال زوما في بيان ألقاه في التلفزيون الوطني "إن مانديلا قد رحل بسلام" وأضاف "خسر شعبنا أعظم أبنائه". وكان الزعيم الذي دعا شعبه الى التصالح بعد سقوط نظام الفصل العنصري، يحظى باحترام دولي واسع. ولم يظهر مانديلا كثيرا في الحياة العامة منذ اعتزاله الحياة السياسية في عام 2004. وقال زوما في بيانه "ما جعل مانديلا عظيما هو ما جعله إنسانا. لقد رأينا فيه ما نبحث عنه في أنفسنا". وأضاف الرئيس في بيانه قائلا "بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين". وقال إن مانديلا سيشيع في جنازة رسمية، وستنكس الأعلام في البلاد. وسينقل جثمان مانديلا إلى قاعة للموتى في بريتوريا، ويحتمل أن تجري مراسم الدفن اليوم السبت. وانتخب مانديلا، بعد أن أمضى حوالي ثلاثة عقود في السجن، رئيسا لجنوب إفريقيا في انتخابات تاريخية متعددة الاعراق في 1994 وتقاعد في 1999. وحصل على جائزة نوبل للسلام في 1993 وشاركه فيها دي كليرك. وفي 1999 سلم مانديلا السلطة إلى زعماء أكثر شبابا وأكثر تأهيلا لإدارة اقتصاد حديث، في رحيل طوعي نادر عن السلطة ضرب مثلا للزعماء الأفارقة. ومع تقاعده حول مانديلا جهده إلى مكافحة مرض الايدز في جنوب إفريقيا، خصوصا بعد أن توفي ابنه بالمرض في 2005. وكان آخر ظهور للرئيس لمانديلا على الساحة العالمية في 2010 عندما حضر مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، حيث لقي استقبالا حافلا من 90 ألف مشاهد في ملعب سويتو، الحي الذي شهد بزوغه كزعيم للمقاومة.