أكدت، مؤسسات حقوقية على خطورة الإستغلال السيئ للأطفال من أرباب العمل ومخالفة ذلك للقانون الفلسطيني والدولي، إضافة إلى الإستهتار الشديد من الأهل الذين يدفعون أبناءهم للعمل في مجالات خطرة جدا، رغم معرفتهم المسبقة بالمخاطر المحدقة، وأشارت، مراكز حقوقية وطنية ومنها ''الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بقطاع غزة'' إلى التقاعس الواضح من الجهات الرسمية المعنية ومن منظمات حقوق الإنسان في منع عمالة الأطفال في الأشغال الخطرة، وخاصة في الأنفاق التي تنتشر على الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع جمهورية مصر العربية·· كما أكدت، الجمعية الوطنية، رفضها القاطع لهذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة، ودعت للتصدي لها، مطالبة بإخراج الأطفال من السراديب المظلمة، وإعادتهم إلى نور العلم من جديد، وتأهيل من يعانون منهم من مشاكل سلوكية ونفسية، أو من أدمنوا على تعاطي بعض أنواع العقاقير المخدرة· كما دعت، منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المعنية بحقوق الطفل، للعمل معها لتشكيل لوبي ضاغط، يضمن إنهاء تلك الظاهرة، وطالبت الجمعية الوطنية، المجتمع الدولي بالتدخل لرفع الحصار عن قطاع غزة وفتح كافة المعابر التجارية، وإدخال كافة السلع والبضائع، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق الأنفاق تلقائياَ· وتعتبر، ظاهرة عمالة الأطفال في أنفاق رفح بقطاع غزة، نموذجا سيئا يلخص مأساة العمال الأطفال ومعاناتهم، وقد أوضح تقرير أصدرته الجمعية الوطنية للديمقراطية والقانون بقطاع غزة، في الأسبوع الأول من نوفمبر، أن عمالة الأطفال داخل الأنفاق في قطاع غزة يحرمها القانون الدولي، وتناهضها مؤسسات حقوق الإنسان· وبين التقرير أن عمالة الأطفال الفلسطينيين لها أبعادها السياسية والاجتماعية والإقتصادية، وقد أفرزت أثارا خطيرة على المجتمع والتنمية كونها تضعف إمكانيات وقدرات جيل المستقبل، وتؤثر على تنمية الموارد البشرية وقدراتها التنموية· وشددت على ضرورة الحد من عمالة الأطفال بمختلف الوسائل· وكشف التقرير جملة من الحقائق المؤلمة إنسانيا، والمخالفة للقانون أيضا، أولها، أن الأطفال يعملون في نقل البضائع التجارية داخل نفق ضيق يصل طوله إلى أكثر من 700 متر وبعمق أكثر من 12 مترا تحت سطح الأرض· وثانيها، أن عمل الأطفال في الأنفاق بمعدل 12 ساعة يومياً· وثالثها، أن الأطفال يعملون في نقل البضائع من جميع الأصناف· والحقيقة الرابعة، أن التحصيل العلمي لمعظم عمال الأنفاق هي المرحلة الإعدادية، وأن نسبة كبيرة منهم منقطع عن الدراسة· والحقيقة الخامسة، أن معظمهم بدأ بالعمل منذ (1 2) عام، وتعود أسباب لجوء هذه الفئة للعمل داخل الأنفاق إلى الفقر وسوء الحالة الإقتصادية· والحقيقة السادسة، أن معظم هؤلاء الأطفال العمال غير متخوفين من مخاطر العمل في الأنفاق التي تهدد حياتهم وتعرضهم لخطر كبير بسبب المشاكل المعقدة التي يواجهونها مثل انقطاع التيار الكهربي، وتسرب الغاز، وانهيار الأنفاق، إضافة إلى مشاكل من ناحية الأجرة مع صاحب العمل·