انطلقت أول أمس، في المتحف العمومي للفن الحديث والمعاصر "الماما" بالجزائر العاصمة، فعاليات المهرجان الدولي للفن المعاصر في طبعته الخامسة، وبهذه المناسبة افتتح معرض بعنوان "ضد الغياب" شارك فيه كل من أندرياس هملت روس بعرض سمي "نيمير بنظرة أخرى" وشارل جانز مارتان بعرض "من أجل الجزائر"، ومومارتا بعرضه "متحف أدوات ترد الغائب"، مشروع "متحف أدوات ترد الغياب" على شكل مداخلة فنية تصور مشروع المتحف في ظل غياب الأشخاص والوثائق التي تتعلق بتاريخ الفلسطينيين في الكويت، والذين شكلوا مجتمعاً حيوياً وفي زمن سبق زمن الكفاح المسلح، خاض الفلسطينيون في الكويت كفاحاً معيشياً في بيئة كانت تأخذ خطوات متسارعة نحو الحداثة، في الوقت الذي انتظروا فيه قيام دولتهم الخاصة. إنه ينعش ذاكرة تلك العلاقة الضاربة في التاريخ بين الكويت والفلسطينيين منذ ما قبل بداية النكبة والتهجير وحتى عام 1990. ويسائل متحف أدوات ترد الغياب - كما ذكرت منسقة المعرض الفنانة آلاء يونس - آثار وجود أو غياب مجتمعات الأقلية وثقافتها على المجتمعات التي تسكن بها. يبحث المشروع في خصوصية هذا الظهور الفلسطيني عبر إنتاج مجموعة من ثمان وعشرين قطعة فنية تنشد ما بهت من هذا العصر الذهبي للمجتمع الفلسطيني الكويتي وتستذكره.. في غياب العموم الرسمي للصور الجماعية والقصص والأرشيف تعتمد الذاكرة، الهشة والمجزأة، مرجعاً لبناء مجموعة من مثل مقتنيات هذا المتحف، حيث تتراكم هذه الذاكرة وتتفكك وتتجمع وقد تضيع في بعض الأحيان. على مجموعة المتحف أن تعيد إنتاج قطع عن/من الماضي لتفهم بها الحاضر، وبذلك تتخذ ظهوراً حقيقياً ومستحيلاً في الوقت ذاته: ظهور متحفي، فريد، قيم، وجديد، يتخيل ويستعيد تاريخ وتراث الفلسطينيين في الكويت، كل الأشياء هنا تقع ما بين الذاكرة والمستحيل، هي أوسع من أن تضم وقد يستحيل استعمالها. وعلى هامش المعرض جرى يوم دراسي عنوانه "ضد الغياب"، بمقر المتحف، شارك فيه كل مي النقيب من الكويت، كريستين خوري وجاك أسود من لبنان، يحيى سويلم من مصر ومصطفى بلفوضيل من الجزائر. وتشارك الكوريغرافية نصيرة بلازة ضمن فعاليات المهرجان بإبداعها الراقص الجديد "دويتو مونبليي"، وعن عرضها الكوريغرافي هذا قالت مصممة العرض نصيرة بلعزة إنه طيلة عملها الكوريغرافي اعتمدت على قاعدة العمل الثنائي بالدرجة الأولى الذي يعتمد ويتخد من مركز العمل نفس المحفز الفني ونفس الراقصات ونفس الفضاء الخالي، والسؤال المتكرر: كيف يمكن أن نغدو رويدا إلى أبعد نقطة ممكنة مع الاحتفاظ بنفس الإكراهات. ولدت نصيرة بلازة -التي تقيم بين باريس والجزائر- بالمدية في 1969 وانتقلت إلى فرنسا في سن الخامسة أين درست الأدب الفرنسي قبل أن تتفرغ للرقص، حيث أسست بباريس في 1989 فرقتها الخاصة التي تحمل اسمها. وعملت بالعزة مع راقصين من الجزائر وتونس ولبنان ومصر وفلسطين وقدمت عروضا في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية ومن التظاهرات التي شاركت بها مهرجان أفينيون دورتي 2009 و2012 وبينالي الرقص بليون 2010.