"جسور" هو العرض الذي بادر به بالي الديوان الوطني للثقافة والإعلام لتوقيع حضوره خلال حفل الافتتاح الرسمي لفعاليات المهرجان الثقافي الدولي للرقص المعاصر الذي دشن طبعته الخامسة سهرة أول أمس بمسرح محي الدين بشتارزي بالجزائر العاصمة ، وهو أيضا عنوان الشعار الذي أختير لهذه النسخة من المهرجان التي حلت فيها الصين من خلال فرقتها " مسرح بيجين للرقص " بعرض فني رائع أختتمت به السهرة الافتتاحية عنوانه "sorrowful song " أو أغنية حزينة أستطاعت فيه الفرقة المزج بين الثقافة الصينية القديمة من خلال البالي الكلاسيكي والرقص المعاصر تجاوب معها الجمهور وأعجب بها للغاية .وقد حضر الافتتاح واشرف عليه وزيرة الثقافة خليدة تومي وسفير دولة الصينبالجزائر " نويو إيفا " وعدد من سفراء الدول المشاركة مثل النمسا وأوكرانيا ،والعديد من الفنانين ومحبي الرقص المعاصر. هذا المهرجان الذي سيمتد من 15 إلى 22 نوفمبر ،وتحل الصين فيه كضيف شرف ، ويذكر أن عرض الفرقة الصينية سبق وان تم تقديمه بمناسبة الذكرى ال55 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجزائروالصين. ويشارك في هذه التظاهرة 24 بلدا إلى جانب البلد المنظم الجزائر الممثلة ب8 فرق في المهرجان. وسيقدم في كل سهرة في إطار المسابقة الرسمية ثلاثة عروض إلى غاية 22 نوفمبر بالمسرح الوطني الجزائري في حين خصص قصر الثقافة المكان الذي تنظم فيه عادة هذه التظاهرة لورشات تكوين الراقصين. وقد تم تكريم الراحلة " صحرة حميدة " التي أشرفت في 1996 على تكوين فرقة الرقص التابعة للديوان الوطني للثقافة والإعلام والتي توفيت في 2009 ، كما كرم الكوريغراف العالمي الاسباني " كازادوس كالفو فرانسيس " الذي قدم الكثير من خلال أعماله وأبحاثه الفنية من أجل تطوير وترقية الرقص المعاصر والذي أبدى انشغاله واهتمامه من اجل التعرف على مستوى ما وصل إليه الرقص المعاصر في الجزائر ويسعى حثيثا لفتح مجال التعاون بين اسبانياوالجزائر في مجال الرقص والكوريغرافيا من خلال تنظيم دورات تكونية وأقسام امتياز لفائدة الفرق الجزائرية ،كما تم تكريم فرقة الباليه الوطني للثقافة والإعلام التي سجلت حضورها وتركت بصمتها وطنيا ودوليا . ثلاث إقامات تكوينية من تأطير أساتذة من أمريكا وأوكرانيا والجزائر منذ العاشر من الشهر الحالي ، فتحت محافظة المهرجان الدولي للرقص المعاصر الذي تشرف عليه المحافظة مباركة قدوري ،دورة تكوينية فنية وعلمية لفائدة زهاء 50 راقصا وراقصة قدموا من كل جهات الوطن ،يؤطرها مختصون ومدربون فنيين ،وقد تم اختيار المتربصين حسب المشرفة ورئيسة المشروع فايزة معمري منذ مدة بعد إجراء كاستينغ للتعرف على المستوى مع السيرة الذاتية ،وقد بادرت المحافظة برغبة من السيدة قدوري التي علمت أن التكوين يتطلب وقتا طويلا ،فمدة 20 يوما كافية لتحضير وتصور عمل وعرضه خلال حفل الاختتام .يشرف على الورشة الجزائرية الأستاذ بالمعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري قدور ،وفايزة معمري مديرة المدرسة الفنية للرقص " بروفيل " وتركز الفترة الصباحية على الجانب النظري المدعم بالسمعي البصري على أن تخصص الفترة المسائية للعروض التطبيقية الكوريغرافية لتمكين الطالب من التحكم في فن الخشبة وهذا تحضيرا للعمل الذي سيقدم في حفل الاختتام في 22 نوفمبر . أما الكوريغرافي الاوكراني " راشكو بوليك " فاختار أن تكون ورشته التي يديرها عملا بحثيا يستند إلى الموروث الجزائري من اجل تقديم لوحة كوريغرافية تراثية والجمع بين الهيب هوب والرقص الكلاسيكي ،وستجتمع التقنية مع لغة الجسم وإيقاع الحركات مع روح الميراث. يذكر أن اليوم الثاني عرف دخول المنافسة لكل من كوت ديفوار من خلال فرقة "تيشي تيشي"التي قدمت عرض " الروح " و فرقة " الايكوست " من الارجنتين ، وفرقة " فوينسيا زنوبيا " من سوريا في عرض " إنسان " وأخيرا مجموعة نصيرة بلازة أو مجموعة السلام من سيدي بلعباس . وسيعرف اليوم تدوال كل من فرقة مجموعة أنديكو من السويد ،مجموعة الرقص المصري الحديث من مصر، وبجين دانس من الصين في عرض بعنوان " لون النهر كله أحمر ومجموعة واش " خيط الروح " من الجزائر . الصين "بيجين رقص" (Beijing Dance) أنشأت "مسرح بيجين للرقص" (Beijing Dance Theater)أ مجموعة الرقص العصري الأولى في الصين، في ديسمبر 2008، و كانت الراقصة الكوريغرافية الأكثر موهبة في الصين "وانغ يوان يو وان" (Wang Yuanyuan) وراء بعث هذه الفرقة إلى الوجود في عالم الفن مرفوقة بالمبدع "هان جيانغ" (Han Jiang) و المتخصص في السينوغرافيا "تان شاويو وان" (Tan Shaoyuan). و قد شارك الفنانون الثلاثة في استعراضات قادتهم إلى مختلف مدن العالم حيث أبرزوا قدراتهم و إبداعاتهم الانسيابية في الرقص، و منها تلك التي لبوا فيها دعوة بالية مدينة نيويوركالأمريكية (New York City Ballet). كما كانت لهؤلاء عديد المشاركات في مشاريع سينمائية. تتكون المجموعة من راقصين ذوي تكوين كلاسيكي قوي ممزوجة بتقنيات رفيعة في الرقص مما يسمح لها بالمزاوجة بين عناصر الثقافة الصينية، الباليه الكلاسيكي و الرقص العصري، كما تبحث المجموعة لتطوير عملها على تطوير معارفها في اطلاعا منها على مكانة فن الرقص في المجتمع الصيني و لهذا الغرض سارعت إلى فتح مركز تربصي " مركز الاتكوين لمسرح بيجين للرقص" (The BDT Training Center) و هو مركز موجه لتكوين الصغار على فرصة التكون في فني الرقص و المسرح على أيدي أسماء كبيرة قادمة من مختلف أرجاء العالم. تهدف مجموعة " مسرح بيجين للرقص" من خلال هذه المبادرات إلى المشاركة ببصماتها في تطوير فن الرقص في الصين بالإضافة إلى التعريف بالإبداع الكوريغرافي العصري الصيني عالميا، و قصد الوصول إلى تجسيد هذا الهدف شاركت المجموعة في عديد الأعمال الدرامية العالمية إلى جانب موسيقيين و مصممين ذوي صيت عالمي في هذا المجال. تتميز مقاربة مجموعة " بيجين دانس ثياتر" في عمالها بالحب، الغور في أعماق عاطفة الإنسان و لهذا استطاعت نشر أعمالها لتنتشر إبداعات أعمالها جاذبة انتباه العالم إلى إبداعات راقصيها الفنية العالية.