نظم أول أمس بالمتحف الوطني لعلم الآثار الإسلامية بتلمسان يوم دراسي تناول موضوع "الزخرفة الإسلامية بين الرمزية والدلالة". وأبرز المتدخلون من باحثين وجامعيين أن المختص في الزخرفة الإسلامية "يعطي معنى لكل أعماله" التي نجدها حاليا في المساجد وكذا في الألبسة التقليدية والمنتجات الحرفية مثل الجرة. وأشار كل من موساوي عبد المالك وبن سنوسي الغوتي والآنسة أم بوعزة سارة في مداخلاتهم إلى أن الديكور والزخرفة الإسلامية "مستلهمة في المقام الأول من القرآن الكريم والحديث النبوي ثم البيئة الطبيعية التي يعيش فيها المزخرف الذي يعطي معنى لزخارفه مع توجيه رسائل ذات بعد حضاري ثري بالرموز والمعاني". وتطرق المتدخلون إلى الجوانب الجمالية للزخرفة الإسلامية التي ترجع إلى القيم الروحية للحضارة والقواعد الدينية والهندسية ذات الدقة الكبيرة. وتناول موساوي انطلاقا من بحث معمق في مجال الزخرفة الإسلامية الرموز المعمارية والرسائل المتضمنة في المعالم الأثرية الإسلامية، مثل المآذن والمساجد والقصور والأبواب ومطارق المنازل القديمة للمدينة العتيقة لتلمسان. وعرضت على سبيل المثال صورة فوتوغرافية لمطرقة باب قديمة موجودة في مكان للعبادة بتلمسان والمتشكلة من رموز الديانات السماوية (الإسلام واليهودية والمسيحية). وترمز مطرقة الباب هذه التي تحتوي على صليب ونجمة داود والهلال الإسلامي -وفقا للمتدخل- إلى التعايش السلمي بين الأديان بتلمسان في العصور الوسطى. ومن جهتها قدمت الباحثة أم بوعزة سارة في مداخلتها مقاربة بين الزخرفة الإسلامية في العمارة وفي الألبسة، حيث أشارت إلى العديد من أوجه التشابه في أعمال مزخرف المباني على غرار المساجد والنساجين الذين استخدموا تقريبا العناصر نفسها مثل الآيات القرآنية وأوراق الأشجار كالزيتون والرمان والتين. وقد أجمع المشاركون في هذا اللقاء أنه يتعين تكثيف البحوث والدراسات حول هذا المجال بهدف تحديد وإعداد نظرية حقيقية للفن الإسلامي بكل ملامحه ومبادئه وقيمه الجمالية والعلمية.