قالت مصادر أمنية وعسكرية وناشطون في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، إن حالة من الشلل التام أصابت مدن المحافظة، أمس السبت، بعد يوم من الاحتجاجات قتل فيها شخصان، بينهما طفل. وأغلقت المحلات التجارية أبوابها، وتوقفت حركة المواصلات بالمحافظة في أعقاب دعوة وجهتها تحالف قبائل حضرموت للمواطنين بتنفيذ "هبة شعبية" للمطالبة باستعادة أبناء المحافظة إدارة شؤونها، من خلال تكليف لجان شعبية بتسيير الشؤون المحلية بعد طرد قوات الجيش والشرطة من مدنها. وقال مسؤولون أمنيون في اليمن إن الآلاف من المتظاهرين في مدينة المكلا جنوبي البلاد، هاجموا متاجر يمتلكها يمنيون شماليون، وأجبروا ضباط الشرطة على الفرار وترك مراكزهم، ونظموا إضرابا احتجاجا على مقتل الزعيم القبلي البارز سعيد بن حبرش في وقت سابق من هذا الشهر. وكان الشيخ سعيد وعدد من مرافقيه قد قتلوا برصاص قوات الجيش في الثاني من ديسمبر الحالي في أحد النقاط العسكرية ما خلق موجة غضب غير مسبوقة في صفوف قبائل الجنوب. وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعث بلجنة رئاسية للتفاوض مع رئيس تحالف قبائل حضرموت والعودة إلى التحكيم القبلي لإنهاء التوتر، إلا أن المهمة فشلت ما جعل الوضع يزداد تفاقما وخطورة مع ارتفاع أصوات داعية للانفصال عن الشمال، واستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي كانت قائمة قبل إعلان الوحدة مع الشمال.