في التسعينيات تحول الدم مادة الكثير من العناوين الصحفية، وبالطبع أصبح الدم مربحا لهذه العناوين، وكان ذلك يثير أعصابي وغثياني، طبعا، لست أنا وحدي فقط بل الكثير من الجزائريات والجزائريين المتضررين من سنوات الارهاب المتوحشة المقيتة.. وبعد الارهاب تحولت هذه العناوين عن اللون الأحمر إلى اللون الأصفر بحيث أصبحت الإثارة سيدة الجميع.. إثارة مبتذلة، وبائسة ومخجلة، هذا والد زنى بابنته، وأخته، وهذه زوجة ذبحت زوجها لأنها اكتشفته يخونها مع ابنتها، وهذا شيخ له في رقبته أعاجيب وأعاجيب وتلك حبة بطاطا على شكل لا إله إلا الله، محمد رسول الله وغير ذلك من الغرائب والعجائب، المهم أن القارئ يتحول إلى إنسان غبي وبليد ومضحوك عليه.. وها أنا أقرأ في جريدة وطنية مولعة بالفضائح والغرائب والعجائب روبريكا بكاملها ليست متخصصة للراغبين في الزواج كما عودتنا هذه الجريدة، بل لمن يرغب في أن يكون من حزب متعددي الزوجات.. طبعا كل ذلك يحدث وكأن شيئا لم يكن.. فمن يحمي ذوق القارئ، وعقل القارئ، وشرف القارئ من هؤلاء البائعين المزيفين للأحلام الزائفة وللأفكار والذوق البليد والمنحط... أنا أدعو إلى ابتكار هيئة تتشكل من كل المواطنات والمواطنين الغيورين على الذوق العام، وعلى الصحافة الشريفة والاحترافية لتكون حارسة وفية ضد كل المشعوذين وتجار السوء الذين أصبحوا يهددون مستقبل العقل والذوق في البلاد.. ماذا تقولون؟! اعتبروا ذلك بمثابة نداء عام من ولد البياع وأقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكل هؤلاء التجار المرعبين.. آمين..