قادتنا، جولة استطلاعية عبر بعض أحياء بلدية القبة التي يقول سكانها أنهم يعانون من نقائص ومشاكل لم يجدوا لها حلا ولا آذانا صاغية لدى السلطات المحلية التي لا تقدم سوى وعودا تذهب أدراج الرياح ويتداولها نواب المجلس الشعبي مع كل تغيير يهب عليه·· ولم يسجلوا - حسبهم- مقابل ذلك تحسنا في ظروفهم المعيشية التي لا تزال على حالها منذ سنوات عديدة· خلال تنقلنا عبر الأحياء، لفت انتباهنا أحد الأحياء القصديرية التي يمكن القول عن سكانها أنهم اختاروا الانتحار حيث شيدوا بيوتهم القصديرية بالقرب من محطة توليد الكهرباء التي تزود البلدية والأحياء المجاورة بالكهرباء، وبالضبط تحت الأعمدة الكهربائية الكبيرة التي تنقل الكهرباء عن طريق الكوابل ذات الضغط العالي· يضم حي ''ماركدال'' أكثر من 18 بيتا قصديريا يعيش قاطنوه في ظروف أقل ما يقال عنها أنها مزرية، وهذا منذ 20 سنة.. دفعتهم ظروف الحياة الصعبة إلى العيش في هذا المكان الخطير الذي يهدد حياتهم في أي لحظة.. يقول سكان الحي أنهم قدموا من مناطق مختلفة بحثا عن مكان يأويهم ويأوي عائلاتهم، لكنهم لم يجدوا مكانا غير هذا، فالحياة تستمر رغم خطر الموت الذي يهددهم في أي لحظة بفعل الكوابل الموجودة فوق رؤوسهم وتحيط بهم من كل جهة، خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول حياتهم إلى جحيم.. ففي الكثير من المرات تضطر العائلات إلى المبيت في العراء خوفا مما قد يصيبهم جراء الشرارات الكهربائية التي تحدث من حين لآخر، خاصة مخاطر سقوط الكوابل الكهربائية ذات الضغط العالي بفعل الرياح العاتية، ولكن لحسن الحظ لم يصب أي شخص إلى يومنا هذا بالرغم من أن الخطر لا يزال قائما. بالإضافة إلى ذلك، تعيش هذه العائلات في ظروف مزرية تنعدم فيها أدنى متطلبات الحياة الكريمة، فهذا الحي بدون ماء ولا كهرباء منذ 20 سنة يضطر سكانه للتزود بهما بطريقة عشوائية، وذلك بتوصيل كوابل كهربائية من الأحياء المجاورة لهم بدون عدادات، ونفس الشيء بالنسبة للماء بالإضافة إلى ذلك فهم يعيشون وسط القذارة نتيجة النفايات التي تحيط بهم من كل جانب، وهذا ما زاد من حدة معاناتهم كونها وضعت السكان في خطر آخر نتيجة ما يتعرضون له من أوبئة خطيرة جراء الروائح الكريهة المنتشرة وكل أنواع الحشرات الضارة والكلاب الضالة، بالإضافة إلى ما يخلفه انعدام قنوات الصرف الصحي· يقول، سكان حي ''ماركدال'' أنهم تلقوا عدة وعود من السلطات المحلية بالترحيل، لكن ليس هناك ما تجسد إلى يومنا هذا، ''فقد قامت مصالح البلدية، عدة مرات، بإحصائنا لكن لا جديد يذكر''، وهم يتنقلون يوميا إلى إلى مقر البلدية من أجل طرح مشكلهم الذي يعلم به المسؤولين، لكن لا حياة لمن تنادي. ومن جهة أخرى، ذكر السكان أن رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق قدم لهم وعودا بمنحهم قطع أرضية كون الحي يحتوي على 45 قطعة أرض ملك للبلدية، لكن شرع أشخاص، مؤخرا، في تشييد بنايات ببعض هذه القطع واتهموا هؤلاء بالتعدي على ممتلكات الدولة واعتبروه تجاوزا على العقار· البلدية تنفي وجود أي تجاوزات وعكس ما قاله السكان، أكدت رئيسة البلدية، بوناب سعيدة، أنه لا توجد أي تجاوزات عقارية على مستوى حي ماركدال، وأن كل البنايات التي تشيد حاليا، تتم بطريقة قانونية. وبخصوص سكان هذا الحي القصديري، قالت أن وجودهم كان مؤقتا، والولاية هي المسؤولة على عملية إعادة إسكانهم، وبالتالي، فهؤلاء السكان ليس لديهم حق في الإستفادة من الحصص السكنية الاجتماعية· سكان 2 شارع باق·· مهمشون منذ أكثر من 40 سنة يعد هذا الحي من بين أقدم أحياء بلدية القبة الكائن بالقرب من محطة النقل ببن عمار الذي لا يزال سكانه يعيشون في ظل نقائص عديدة في بنايات قديمة يعود تاريخها إلى العهد الإستعماري، وهي في حالة متقدمة من التدهور نتيجة قدمها حيث أنها تضررت كثيرا خاصة بعد زلزال ,2003 وهم حاليا متخوفون من خطر انهيارها في أي لحظة، بالإضافة إلى ضيق السكنات التي لا تسع العدد الكبير لأفراد العائلة الواحدة، إذ يوجد بهذا الحي أكثر من 48 مسكنا وساكنوه لا يملكون حتى الوثائق التي تثبت ملكيتهم لهذه السكنات، حسب ما أكده السكان ل ''الجزائر نيوز'' فإنهم بدون غاز ويدفعون فاتورة الماء جماعيا كونهم يملكون عدادا واحدا، ناهيك عن مشكل الطرقات التي لم تخضع لإعادة التهيئة· فوضى عارمة في سوق بن عمار ومحطة النقل عندما تشاهد السوق البلدي ببن عمار يبدو لك كأنه عبارة عن بيوت قصديرية، فهو غير مطابق للمقاييس، ويضم عددا كبيرا من الطاولات المتقاربة والتجول داخل السوق صعب جدا بسبب ضيق الممرات والعدد الكبير للمواطنين الذين يقصدونه يوميا، فالباعة يعانون من مشكل تسرب مياه الأمطار، بالإضافة إلى الربط العشوائي للتزود بالكهرباء الذي قد يهدد باندلاع حرائق نتيجة الشرارات الكهربائية التي قد تحدث. من جهة أخرى، يشتكي المواطنون من الفوضى العارمة بهذا السوق غير المنظم، بالإضافة إلى المشاجرات التي تحدث يوميا وكذا تعرضهم للإعتداءات والسرقة من قبل اللصوص. ونفس الشيء بالنسبة لمحطة النقل التي يقصدها عدد هائل من سكان البلدية، فحسب السكان، فإن الأطفال كثيرا ما يتعرضون لحوادث مرور بسبب حافلات النقل· ضغط كبير بمصلحة الحالة المدنية والسكان مستاءون تشهد، مصلحة الحالة المدنية لبلدية القبة، ضغطا كبيرا خاصة مع الدخول الاجتماعي نتيجة العدد الكبير للسكان، حيث أصبحت لا تستوعب هذا العدد الكبير، وحسب السكان، فإنهم يعانون كثيرا من هذا المشكل حيث يقضون أوقاتا طويلة في انتظار الدور لاستخراج وثائقهم، خاصة الأشخاص الذين يأتون من أحياء بعيدة عن مقر البلدية، وبالتالي فهم يطالبون بإنشاء فروع أخرى تريحهم قليلا من عناء التنقل والإنتظار في طوابير طويلة· النفايات مشكل يطرحه سكان عدة أحياء يعاني، السكان من مشكل النفايات المتراكمة عبر عدد من أحياء البلدية حيث تتسبب في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، خاصة في فصل الصيف، ومن بين الأحياء التي تعاني من هذا المشكل حي بن عمار، قاريدي، القبة القديمة وحي المنظر الجميل·