تم إحصاء بولاية الوادي أكثر من 700 إصابة بداء التهاب الكبد الفيروسي من قبل المكتب الولائي للجمعية الوطنية لمرضى التهاب الكبد الفيروسي، حسب ما أفاد به مسؤولو الجمعية ذاتها. توزعت حالات الإصابة بهذا المرض المزمن بين فيروسي (ب وس) وهما الأخطر على صحة الإنسان، حيث أن 95 بالمائة من حالات الإصابة كانت من نوع (ب) بما فيها 200 حالة إصابة سجلت خلال 2013 المنقضية لوحدها، كما أوضح رئيس المكتب الولائي للجمعية فوزي ميساوي. وتسهر الجمعية على تقديم يد المساعدة للمرضى المسجلين لديها والحرص لاسيما في ما يعلق بتوفير مجانية الفحوصات الطبية والأدوية وتلقي العناية الطبية اللازمة بالمؤسسات الاستشفائية العمومية والجوارية، كما أضاف المتحدث ذاته. وتم اكتشاف معظم هذه الحالات عن طريق التحاليل الطبية المشروطة التي تقدم لتحرير عقود الزواج بمصالح الحالة المدنية بالبلديات إلى جانب المعاينات الطبية العرضية بالمؤسسات الاستشفائية العمومية والجوارية، وفق نفس المصدر. وذكر ميساوي أن الارتفاع الملحوظ لحالات الإصابة بهذا الداء بهذه الولاية يعود إلى "انعدام الأجهزة الحديثة لتعقيم المعدات والأدوات الطبية بالمؤسسات الاستشفائية العمومية والجوارية لاسيما بمراكز تصفية الدم والعيادات الطبية الخاصة المتخصصة في جراحة الأسنان بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الحجامة غير المرخص بها". ودعا المتحدث ذاته بالمناسبة، إلى "ضرورة وضع آليات ردعية تلزم الطاقم الطبي والشبه طبي وأصحاب العيادات الطبية الخاصة على تعقيم المعدات والأدوات الطبية التي تستخدم للأغراض الطبية أو الجراحية" و«تنظيم دورات تكوينية وحملات وقائية وتحسيسية بهذا الشأن". ومن جهتها، أوضحت مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات لولاية الوادي، أنها قامت بتجهيز كل المؤسسات الاستشفائية العمومية والجوارية بأجهزة تعقيم حديثة مصحوبة بتعليمة إلزامية التطبيق تمنع استعمال أجهزة التعقيم القديمة، كما ذكر رئيس مصلحة الوقاية السعيد عدوكة. ويرى من جهته الطبيب خالد خليل، وهو باحث مختص في علم الجراثيم، أنه "يتوجب وضع استراتيجية مدروسة تقنيا تضبط معايير النظافة وفق المواصفات العلمية للوقاية والأمن الصناعي والطبي" بما يمكن من وضع حد لهذا المرض المعدي والمزمن الذي يعرف بأنه سريع العدوى عن طريق الدم.