دخلت أول أمس الفنانة مالية سعدي استوديو التسجيل "باديدو" لتضم صوتها إلى فريق "تارباعت والأحباب" في أغنية جماعية قيد الإنجاز ضمن حملة إنسانية للتوعية ومساندة الفنانين للمصابين بالأمراض المزمنة. المشروع سيتم تتويجه بألبوم يجمع فيه جميع المشاركين من أصدقاء الفرقة. الساعة تشير إلى حوالي الثامنة مساء، تدخل بهو دار الانتاج "باديدو" بدرارية، الفنانة مالية سعدي، أحد الأصوات النسوية الجديدة في نوع الشعبي، نجلة الفان حسيسن سعدي التي تألقت بنبرة وأداء متميزين فرضت بهما نفسها بمجرد ظهورها انطلاقا من باريس. المطربة الشابة استغلت فترة تواجدها بالعاصمة لتلبية دعوة فرقة تارباعت التي تؤدي بدورها طابع الشعبي في صيغة معاصرة للمشاركة في مشروع "تارباعت والأحباب" الجديد والمتمثل في أغنية جماعية بمعية أصوات فنية جديدة وبارزة من بينها أمزيان أميش، شمس الدين فريكلان، مروان بن صغير، وأسماء أخرى يترقب تلبيتها لدعوة الفرقة طالما المشروع قيد التسجيل والمتمثل في أغنية سيتم الكشف عن عنوانها قريبا وستسغل ضمن حملة تحسيسية للدعوة إلى التضامن مع المصابين بالأمراض المزمنة. عمل يعيد إعطاء دور الفنان في مجتمعه قيمة إنسانية لا يمكن تجاهلها، تم إعادة إحيائها بفضل موجة جديدة من الفنانين الشباب من جيل ما يعتبر اليوم "الساحة الفنية الجديدة" الواعين والمقتنعين بمدى تأثير الموسيقى في سلوك الأفراد وكذا تغيير حياتهم. وربما هو هذا الجانب الذي يعطي فكرة حول كيف يعايش الفنان عصره، بمساءلة مجتمعه ولفت انتباهه لقضايا إنسانية بحتة وعلى طريقته. كذلك كان الجو في أستوديوهات باديدو، باستحضار حس فني في الأداء والتجرد من كل تصنع ونمطية، اطلعت الفنانة مالية سعدي التي استقبلها "بوب" من فرقة تارباعت والمشرف على المشروع، على نص الأغنية لأول مرة، ولم يتطلب منها الزمن الكثير لتبنيه وإعادة صياغته فنيا، حيث تجاوبت مع فحواه وكأنه كتب خصيصا لأجلها وعلى مقاسها، بل ولأنها أرادت أن تقدم أفضل ما لديها، لم تتوان خلال وضع صوتها على هيكل الأغنية المسجل، من مناقشة الأداء وما ينتظره منها فريق العمل، وقدمت عدة اقتراحات حاولت خلالها صياغة احتمالات عدة في الأداء، تقف بعد كل تسجيل برهة تغرق في التفكير، قبل أن تعود بمحاولة جديدة تنم عن مدى تطلبها وحرصها على تقديم أداء أحسن من سابقه، تمت في نهاية المطاف الموافقة على إحداها: صوت ناعم ورخيم يتأجج في لحظة شكوى وبوح ليسلم أمره للمولى. هكذا وقعت مالية سعدي مشاركتها في هذا الإنجاز تاركة مكانها فريق العمل يضع التسجيلات اللازمة للإيقاع، في انتظار مشاركة أصوات أخرى في المشروع. يذكر أنها التجربة الثانية للمشروع بعد نجاح أول حملة تحسيسية بعنوان "الحاجب والعين" من أجل حماية الطفولة، وهي فكرة كتب كلماتها بلخروبي رمضان وأشرفت على تلحينها وصياغتها فرقة تارباعت برفقة أصوات فنية جديدة من بينها حياة زروق، جميل غولي من فرقة جماوي أفريكا، مروان بن صغير، وكذا محمد لمين وحكيم صالحي وفنانين آخرين جندوا من أجل قضية نبيلة تم تصويرها في كليب وجابت شبكات التواصل الاجتماعية، كاليوتيوب والفايسبوك، حملة ناجحة، حفزت الفرقة على إعادة المحاولة عبر قضية خيرية أخرى وتثمين هذا التعاون بين فناني الجيل الجديد في تجارب فنية مميزة.