لا الفن ولا الفنان أخذا حقهما كما يجب في بلادنا نحن في حاجة إلى قانون يعترف بالغناء مهنة كبقية المهن أقرّ مؤسسا فرقة ''كامليون''، التوأم احسن وحسين أقران، لدى استضافتهما في ندوة ''الخبر''، بأن المضيّ في مجال الفن في الجزائر صعب للغاية، كون الفنان لا يملك حتى قانونا يحميه ويضمن له حقوقه. واعتبرا أن الفنان الجزائري يستحق ما هو أفضل، كما أن للفن الهابط جمهوره الخاص، فيما كشفا عن اشتغال الفرقة على إطلاق ألبوم جديد مطلع .2013 أرجع المؤلف والملحن والمغني، احسن أقران، تسمية الفرقة ب''كامليون'' إلى النمط الموسيقي الذي يقدمه أعضاؤها الخمسة، وهم، إضافة إلى شخصه، أنيس على آلة ''القيثار الكهربائي''، رضا على ''الباص''، حسين سخار على ''السانتي'' وتوأمه حسين على ''الإيقاع''، قائلا إن لكل أغنية شخصية خاصة بها، سواء ما تعلق بالكلمات أو الألحان أو حتى طريقة الأداء، بمعنى أنه من أغنية إلى أخرى ثمة اختلاف وتنوع، تماما مثل الحرباء (كامليون باللغة الفرنسية) التي يتغيّر لونها من مكان إلى آخر. وتحدّث احسن عن أولى بداياته الفنية، بالقول: ''شغفي بتأليف الأغاني يعود إلى الصغر، فقد جمعتني عدة محاولات مع شقيقي حسين، لكنها بقيت في الظل، بحيث أن كل ما ألّفناه ولحنّاه ظل دون غناء إلى غاية سنة 2009، وهي السنة التي شهدت ميلاد الفرقة''. وعن الألبوم الأول ل''كامليون''، يضيف: ''الحمد لله أن تعبنا لم يذهب أدراج الرياح، ففي 2011 تمكنا من إطلاق ألبومنا الأول الذي يحمل عنوانه اسم الفرقة، والذي يضم 12 أغنية من كلماتي وألحاني وإنتاج شركة ''باديدو''، منها ''لله''، ''البير الصغير''، ''تلعبها'' و''رشاني''، إلى جانب إعادة أغنيتي ''سلي همومك'' و''بختة''''. ليقاطعه حسين، مذكّرا: ''بعد الرواج الكبير الذي لقيه الألبوم، اختاره موقع ''خرجة'' الإلكتروني، حسب عملية سبر للآراء، كأحسن ألبوم لسنة ,2011 وهو الحافز الذي دفعنا، منذ فترة، للاشتغال على ألبوم ثانٍ، يرتقب أن يرى النور مطلع .''2013 بالموازاة، اعترف حسين بأن احسن هو العضو الأكثر مردودية في الفرقة. موضحا أن الأخيرة تكتفي بحياكة الثوب النهائي الذي ترتديه أغاني شقيقه ''ففي ألبومنا الأول، على سبيل المثال، كانت كل الأغاني جاهزة، حيث إن احسن يضع لكل واحدة منها موسيقى مبدئية، ثم يسمعنا إياها، حتى نطبع ألحانها النهائية ببصمة خاصة تتطابق مع النمط الموسيقي الذي يميّز فرقتنا عن غيرها''. من النادر أن يراهن منتج على فنان مغمور ولأن كل فرقة فنية تعترضها صعوبات وعراقيل في بداية مسيرتها، يقول احسن، فإن ''كامليون'' لم تشذ عن القاعدة، الأمر الذي اضطر أعضاءها للترويج لألبومهم الأول بأنفسهم، عبر الإذاعة ومختلف المواقع الإلكترونية. مؤكدا أنه لولا الحملة الترويجية التي أخذوها على عاتقهم لما خرجوا بعد إلى دائرة الضوء، بدليل أن ''هذه المبادرة جعلت المنتج يتصل بنا، ويقترح علينا فكرة التعامل معه، إذ من النادر أن يراهن منتج على تبنّي ألبوم فنان مغمور أو فرقة مغمورة، مع العلم أننا نحن من تكفل بتسجيل الألبوم، أما شركة ''باديدو'' فتولت توزيعه فقط''. من جهة أخرى، أسرّ لنا احسن بأنه وشقيقه حسين قد نشآ وترعرعا في وسط فني ''فأذننا تربّت على الموسيقى والأغنية الجزائريتين، لا سيما الشعبية منها، وهو التأثر الذي يتجلى في اللون الذي نؤديه، إضافة إلى تأثرنا بالنغمتين الشرقية والغربية فيما بعد. ومع ذلك، إلا أننا نحاول طبع ما نقدمه ببصمتنا الخاصة''، في إشارة منه إلى تميّز ''كامليون'' عن نظيراتها، خاصة ما تعلق بالطريقة التي تتناول بها مواضيع أغانيها. وفي هذا السياق، يوضح احسن: ''لما نستمع إلى أغانينا نشعر بأننا أتينا بشيء جديد، شيء ربما يكون متداولا ومستهلكا في الساحة الفنية، لكن طريقتنا الخاصة في تناوله تجعله مختلفا عن غيره''. بالمقابل، أقرّ المتحدث بأنه، في البداية، كان متخوفا من رد فعل الجمهور حيال لونه الغنائي ''فقد كنت أعتقد بأن جمهور الفرقة سيقتصر على الشباب، وبالأخص الطلبة، وذلك إن وُجد أصلا، غير أن توقعاتي لم تكن في محلها، فسرعان ما لقينا استحسان مختلف الشرائح، وهو ما أحدث مفاجأة جد سارة بالنسبة إلينا''. وهو أيضا ما شاطره إياه حسين، بتعليقه: ''حتى الجالية الجزائرية المقيمة بالمهجر تتفاعل وتتجاوب معنا، فهي تستقبلنا بالزغاريد لحظة اعتلائنا المنصة، كما أنها تحفظ أغانينا عن ظهر قلب، وهذا يسعدنا ويشجعنا كثيرا''. وعلى صعيد مغاير، يشبّه احسن الموسيقى ب''اللوحة التشكيلية''، بالنظر إلى كونه طالب، سنة ثالثة، بمدرسة الفنون الجميلة في الجزائر العاصمة، تخصص فن تشكيلي، في الوقت الذي تخرّج توأمه حسين من المعهد الجهوي لتكوين الموسيقى، ببور سعيد، كعازف على ''الإيقاع''. المضيّ في مجال الفن صعب للغاية وبخصوص مسألة التنافس، يرى احسن أن ''الساحة الفنية الجزائرية تعجّ بالعديد من الفرق الغنائية، التي من شأنها خلق نوع من النشاط والحركية. وبالتالي، تقديم البديل وإثراء المشهد الفني في بلادنا''، مفضّلا استبدال مصطلح ''التنافس'' ب''الطموح''، كون الأخير أقوى، حسبه. أما حسين، فيقرّ بأنه ضد فكرة التنافس ''فالموسيقى فضاء واسع ويحمل كل الطبوع، كما أن أهم ما في المسألة هو الإبداع، رغم أن المناخ السائد عندنا لا يساعد على ذلك''، في تلميح منه إلى استفحال ذهنية ''المحاباة والمحسوبية'' التي يسير وفقها القطاع. وواصل بنبرة استياء: ''المضيّ في مجال الفن في الجزائر صعب للغاية، إذ لا الفن ولا الفنان أخذا حقهما كما يجب''. ووافقه في ذلك احسن، حين قال: ''الفنان في الجزائر لا يملك حتى قانونا يحميه يضمن له حقوقه. وهنا، لا أقصد فن الغناء فحسب، بل كافة أنواع الفنون''. وتابع: ''نحن في حاجة إلى قانون يعترف بالغناء مهنة كبقية المهن.. الفنان الجزائري يستحق ما هو أفضل''. ويعتبر ضيفا ''الخبر'' مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا ال''فايسبوك'' و''تويتر''، بمثابة همزة الوصل التي تجمع الفرقة مع معجبيها، فهذه المواقع التفاعلية، يقولان، تمدّنا بالتوجيهات والاقتراحات التي تساعد على بلورة أفكارنا وتصوراتنا، ومنه تحسين وترقية مستوانا. وعن رأيهما في برامج اكتشاف المواهب، على شاكلة برنامج ''ذو فويس'' الذي حقق نسبة مشاهدة عالية، أكد المتحدثان: ''مثل هذه البرامج لا تهمّنا، لا من حيث المشاهدة ولا المشاركة. صحيح أنها تمنح للمواهب الشابة فرصة الظهور والبروز، إلا أننا فضّلنا الظهور بطريقتنا الخاصة، والحمد لله أننا أحرزنا نجاحا معتبرا في ظرف قياسي، في انتظار بلوغ العالمية لِمَ لا، فهو طموحنا الأكبر''. كما يرى مؤسسا فرقة ''كامليون'' أن ''للفن الهابط جمهوره شئنا أم أبينا. ومع ذلك، ينبغي على كل فنان أن يرفع من مستوى أعماله، حتى ترقى ك. ش