«يصبح خيار المقاطعة حلا مشروعا عند انعدام إطار تنظيمي سليم لإجراء انتخابات نزيهة، وهذا التوجه هو نتيجة حتمية لما يفرزه النظام القائم على دلالات توحي بغلق اللعبة السياسة الخاصة بالاستحقاقات الرئاسية المقبلة وجعلها لصالح طرف واحد المجسد في شخصية رئيس الجمهورية. وأنا شخصيا أفضل تسمية المقاطعة بكلمة بديلة ذات دلالة أخرى قوية في المعني والمتمثلة في رفض المشاركة في الانقلاب على الدولة. كما أن هذا الموقف هو بعيد عن الإفلاس السياسي لدى الأحزاب التي أعلنت إلى حد الساعة مقاطعة هذا الموعد الانتخابي، وهي الوحيدة التي لها صلاحية التحدث في هذا الشأن ولكل حزب سياسي ظروفه الخاصة وهو أدرى بها. لكن ما نرفضه نحن في الوقت الراهن هو ترشح عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رابعة، وهو موقف قررناه منذ مدة، لأن دخوله هذه الانتخابات دليل قاطع على عدم نزاهتها التي برأيي ستجسد قبل 17 أكتوبر بتزوير الملف الصحي للرئيس من طرف المجلس الدستوري. كما أن المعارضة في الوقت الراهن لا ترغب في المشاركة في اللعبة المغلقة، وإن أراد النظام جعلها مفتوحة وإعلان انسحاب الرئيس من هذا المشهد السياسي، فهنا المعارضة ستقدم البديل الذي تراه الأنسب والمشاركة بطبيعة الحال في الرئاسيات."