الزراعة الصحراوية: مشاركة 40 متنافسا في مسابقة الابتكار للمدرسة الوطنية العليا للفلاحة    قمة الشباب الافريقي بإثيوبيا: حيداوي يستعرض تجربة الجزائر في التكفل بالشباب    قانون المالية انطلاقة لمرحلة جديدة تعطي للجزائر مكانة ريادية    عرقاب يعطي إشارة انطلاق فتح منجم بلاد الحدبة في تبسة    دور الإعلام في سفارة فلسطين بالجزائر    فلسطين: 286 مستوطنا صهيونيا يقتحمون المسجد الأقصى المبارك    اللجنة الدولية للصليب الأحمر تناشد المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لإنقاذ الفلسطينيين في غزة    هلاك ثلاثة أشخاص وإصابة اثنان آخران بجروح متفاوتة    145 غارة صهيونية على لبنان خلال ال24 ساعة الماضية    إقبال واسع على جناح جامع الجزائر    احتجاجات عارمة بالمغرب    صايفي يرافق الخضر    طلبة في ضيافة البرلمان    بن عراب تتوّج بجائزة في الإمارات    السيد مراد يشرف على تنصيب والي عين تموشنت الجديد    الأمن الغذائي والمائي أولوية للرئيس تبون    المرصد "الأورو متوسطي" يكشف جرائم صهيونية جديدة    مظاهرات حاشدة بمدريد للمطالبة بحقّ الشعب الصحراوي في تقرير مصيره    المغرب مازال مستعمرة فرنسية.. وأوضاعه تنذر بانفجار شعبي    الجزائر المنتصرة تدخل مرحلة جديدة من الإنجازات    "عدل 3".. أقطاب سكنية بمخططات مبتكرة    الابتكار في التكنولوجيا الرقمية حماية للسيادة الوطنية    نخبة الكانوي كياك في مهمة التأكيد بتونس    أواسط "المحاربين" لتحقيق انطلاقة قوية    124 أستاذ جديد بوهران استلموا القررارات النهائية    الوالي الجديد يحدد الأولويات التنموية    سيدات اليد الجزائرية يرفعن الرهانات بحجم الدعم والمرافقة    شعراء يلتقون بقرائهم في "سيلا 2024"    الرابطة الأولى موبيليس/الجولة التاسعة: اتحاد الجزائر يلتحق بجاره مولودية الجزائر في صدارة الترتيب    لطفي حمدان أول جزائري يترجم "1984" إلى العربية    "ميناء بجاية" لمشهد ب"داليمان"    اختتام الطبعة ال 27 لصالون الجزائر الدولي للكتاب    الرابطة الثانية لكرة القدم هواة: شبيبة تيارت و اتحاد الحراش يشددان الخناق على المتصدرين وأول فوز للمشرية    وزير الطاقة والمناجم يعطي إشارة انطلاق أشغال فتح منجم الفوسفات بمنطقة بلاد الحدبة بتبسة    قانون المالية 2025: الوزير الأول يخطر المحكمة الدستورية بالنظر في دستورية بعض التعديلات    افتتاح الصالون الوطني للعسل بعنابة    سيلا 2024 : ندوة بالجزائر العاصمة حول كتابة التاريخ ونقله للأجيال    أعضاء مجلس الأمة يصادقون على نص قانون المالية ل2025    الجزائر العاصمة: 13 جريحا في حادث انحراف حافلة لنقل العمال    غرداية: 9 مخططات توجيهية للتهيئة والتعمير لفائدة الولاية    تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2025/الجزائر- ليبيريا: تصريحات اللاعبين الجزائريين في المنطقة المختلطة    الصالون الدولي للكتاب: ندوة تاريخية حول الثورة الجزائرية في الكتابات العربية والعالمية    هذه استراتيجية الحكومة لكبح جنون الأسعار    كريكو تستقبل وزيرة صحراوية    الخضر يُواصلون مسيرة اللاهزيمة    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    13 حافلة للتكفل بتلاميذ كل الأحياء    توقيف 12 مطلوبا لدى الجهات القضائية    الصيدلي يلعب دورا محوريا في اليقظة الاستراتيجية للدواء    الرئيس يعزّي الشيخ سيدي علي بلعرابي    انطلاق أشغال المؤتمر الوطني ال8 للفدرالية الجزائرية للصيدلة    اليوم العالمي للسكري: تنظيم أنشطة تحسيسية وفحوصات طبية طوعية بأدرار    إطلاق حملات تحسيسية حول الكشف المبكر لمرض السكري    الأمل في الله.. إيمان وحياة    الجهاد في سبيل الله    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأستاذان مصطفى شريف ومحمد بن بريكة في ندوة فكرية
الوسطية في الإسلام
نشر في المساء يوم 15 - 07 - 2013

تنظم الجمعية الفلسفية الجزائرية بالتعاون مع جريدة “صوت الأحرار”، على مدار شهر رمضان، نشاطا فكريا، تتناول فيه موضوعات الراهن الفكرية والثقافية والسياسية والدينية. وقد استضافت، سهرة أول أمس، الدكتورين المبرزين مصطفى شريف ومحمد بن بريكة لندوة فكرية، دار موضوعها حول “مفهوم الوسطية في الإسلام”، حضرتها نخبة من المثقفين والمفكرين الجزائريين ووسائل الإعلام.
”الوسطية في الإسلام” هي الميزان الذي يزن به الفرد المسلم نفسه، هذا الفرد الوسط المعتدل يبقى مثابرا على الاعتدال في مسيرة حياته المحفوفة بكل الجاذبيات، أو الخروج عن خط الاعتدال وعدم التزامه بالوسطية التي حدّدها له الإسلام.
الدكتور محمد بن بريكة تناول في مداخلته الموضوع من ناحية فهم الدين ومستوياته عند الناس، مشيرا إلى أن هذه الأفهام المختلفة في المستويات ووجهات النظر، هي التي يدعو إليها الإسلام من باب التنوع والانفتاح على الآخر، ولا يحمّل الإسلام الناس فهم الدين على وجه واحد. وساق الدكتور بن بريكة عدة شواهد لذلك، من بينها قضية وقعت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهي قضية طلاق رجل لامرأته بالقول لها: “إنك طالق إلى حين”. وقد عرض الرجل قضيته على الصحابة رضوان الله عليهم، وهم الخلفاء الأربعة أبو بكر، عمر، عثمان وعلي، وكان لكل واحد منهم فهم لكلمة “الحين” مخالف لفهم الآخر، مستنبطا ذلك الفهم من القرآن الكريم. وحين عُرض رأي كل منهم على الرسول بعد أن بيّن كل واحد منهم السند الذي استند عليه في حكمه، قال الرسول للرجل: “خذ بحكم عليّ؛ لأنه الأيسر والأسهل؛ لأن الدين يسر”. ثم أردف المحاضر أن الأصل في الأشياء هو الإباحة، وقد ذكر القرآن الوسطية في الإسلام؛ “وجعلناكم أمة وسطا”.
ورأى الدكتور بن بريكة أن هناك ثلاثة مستويات، هي الفرد، الأسرة والمجتمع، وقد خلق الله الناس أحرارا، وهنا يأتي أسلوب التحاور: “لا إكراه في الدين، قد تَبيّن الرشد من الغي”، مؤكدا أنه لا ينبغي تحميل الناس فهوما معيّنة، فعلى مستوى الفرد، لا يمكن تحميل كثيرٍ ممن يخالفوننا القناعة رأينا، والأنسب لذلك هو الحوار والفكر الحر، كما أن هناك موضوع الطفل والمرأة، ولا ينبغي تحميل النصوص ما لا تتحمل، فأمّنا عائشة رضي الله عنها خالفت الصحابة في أشياء كثيرة في الفهم. وموقع الطفل كان له الموقع المميز، فالرسول صلى الله عليه وسلم نزل من المنبر في خطبة الجمعة لما رأى الحسن وهو طفل صغير يتعثر في مشيته في المسجد..
ويرى الدكتور بن بريكة أنه ينبغي البحث في مقومات المجتمع، والمجتمع الجزائري له جملة من المقومات والوسطية في الدين. وخلص المحاضر إلى أنّ رأي الصوفية هو الأنسب، من خلال عنايتهم بالفرد وتربيته؛ لأن المجتمعات تصلح من خلال الأفراد. وأشار المحاضر إلى الأخطار الخارجية التي تهدد المجتمع، مثل مظاهر التكفير والغلو في الدين.
أما الأستاذ مصطفى شريف فقد رأى أنّ الوسطية هي من صميم الإشكالية المطروحة في العالم؛ لأنها تندرج في المشاكل السياسية الثقافية، فلا بد من نظرة شاملة لمواجهة هذه التحديات. وأضاف أن التطرف موجود في كل جهات العالم ويخلخل أسس الإنسانية، ولهذا يرى أن أزمة التطرف أزمة معقدة ينبغي لها فهم عميق. وقد حدّد الدكتور مفهوم الوسطية في اثنتي عشرة نقطة، وأنطلق من الوسط في الإسلام، الذي نجده يتكرر عشرات المرات في القرآن الكريم، فقد ذُكر الصراط المستقيم أكثر من مائة مرة، وأغلب المفكرين الإسلاميين ركزوا على الوسطية كابن رشد وابن خلدون، وكذا الحضارات الأخرى تبحث عن الوسطية؛ لأنها التوازن، والوسط معناه، في لسان العرب، “الأحسن”.
ويرى الدكتور مصطفى شريف أن الوسط هو العدل والمعنى والعقل، وعلى هذا الأساس أبدعت الأمة الإسلامية أحسن حضارة، وليس هناك اليوم حضارة لعدم توفر شروطها، مضيفا أن المعنى في الغرب ناقص، وبالنسبة لنا فعندنا نموذج الإنسان الكامل، المسلم الكامل الذي يحترم الطبيعي والعقلاني والروحي، وهذا نجده في شخص الرسول الإنسان النموذجي الكامل، وأعطى المحاضر عدة أدلة على ذلك، موضحا أن القرآن الكريم يفتتح بسورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس.
وتساءل المحاضر عن الوسطية، حيث رأى أن البعض يركز على الفرد، والبعض على المجموعة، والإسلام يربط بين الفرد والجماعة، غير أنه ينبغي التركيز على المشترك في الروابط، فلا بد من الحوار للوصول إلى التوازن، فنحن المسلمين ركّزنا على المعنى ونسينا العقل والعدل، ولهذا نبحث عن رؤية للوسطية تربط دون خلط وغموض، فكل شيء مرتبط بالوسطية، وهناك من يريد أن يفصلنا عن أصالتنا؛ عن العقل والعدل، وفي التاريخ الجزائري عندنا نموذج، هو وسطية الأمير عبد القادر، علاوة على كون رسالة نوفمبر وسطية، تاريخنا عظيم في الوسطية، فالإسلام لا يحب الفوضى ولا يحب الاستبداد. وأضاف المحاضر أنّ هناك تحدي الهيمنة ورد الفعل غير العقلاني غير المتوازن البعيد عن الوسطية، الذي يوظّف الدين، فيقع الخلط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.