تجمع العشرات من "المزاب"، أمام دار الصحافة "الطاهر جاووت" بالعاصمة، عشية الخميس الماضي، تزامنا مع زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية، الطيب بلعيز، إلى ولاية غرداية منددين بالأحداث التي تشهدها ولاية غرداية في الأشهر الأخيرة والتي راح ضحيتها خمسة أشخاص. المتظاهرون الذين تجمهروا بشكل سلمي ومنظم، أمام مدخل دار الصحافة، كانوا من أعمار مختلفة ويحملون لافتات تندد بما يحدث من أعمال عنف بولاية غرداية تسببت في زهق أرواح خمسة أشخاص كلهم من بني مزاب، حيث كان أغلبهم يحمل لافتات صغيرة كتب عليها "مزاب تحترق وأنتم تتفرجون"، في إشارة صريحة للصمت الطويل الذي التزمته الحكومة تجاه الأحداث الأليمة التي مست بسلامة وأمن الأشخاص بهذه الولاية طيلة الشهرين الماضيين، ماعدا الزيارة التي قادت الوزير الأول لهذه الولاية وفشلت في الوصول إلى حل للحد من أعمال العنف، حيث أعقبت بمسلسل مشادات عنيفة على مدار أسابيع. المتجمهرون أمام مدخل دار الصحافة، أكدوا ل "الجزائر نيوز"، على لسان الناشط الإعلامي والاجتماعي "أبو ربيع الجزائري"، أنهم نظموا هذه الوقفة لإيصال صوتهم إلى الرأي العام الجزائري وتأكيدهم على رفض التعامل مع قضيتهم على أنها كما "بات يتعامل معها الإعلام كقضية مذهبية" وهذه - حسبه - مسألة تجاوزها الزمن، حيث يضيف أبو ربيع أن المسألة "لا تتعلق بالإباضية والمالكية، بقدر تعلقها بالتعامل مع أمن المواطنين بتساهل، وبخلفية سياسية، وإلا كيف نفسر التحكم في وضع كالذي تم علاجه بتيقنتورين الذي لا يمكن مقارنته بالوضع بغرداية على كل المستويات"، مضيفا أنه "من غير المعقول أن تأتي هذه الأحداث في هذا التوقيت بالذات بشكل عفوي، ويتم تجاهلها ربما إلى غاية 17 أفريل"، لأنه حسب تصريحاته المسألة تتعلق ب "غياب الأمن النوعي"، وإلا "كيف نفسر في دولة تحتكم إلى القانون أن يبقى الشباب في حالة حراسة مستمرة لحماية أنفسهم وأسرهم وأملاكم على مدار شهرين من الزمن، وبشكل شخصي"، مؤكدا على خطورة الوضع الذي يحتاج إلى "أمن حقيقي ومحاربة للمخدرات لحماية المواطنين "المزاب" الذين كان جميع ضحايا الأحداث من بينهم". هذا وأكد المحتجون الذين حمل بعضهم لافتات كبيرة كتب عليها "استقرار غرداية = استقرار الجزائر"، و«من المستفيد من خراب غرداية"، على عدم تحميل الأحداث لمسألة مذهبية، بالنظر إلى أن "حماية المواطن والتراث هي مسؤولية الدولة"، وحمل الشباب الصغار لافتات كتب عليها "معاك يا الخضرة" والعلم الجزائري كإشارة قوية لقراءة ما بين السطور.