محمد أرزقي فراد ferradrezki@yahoo.fr تقع منطقة (اغزر) وادي مزاب جنوبالجزائر بحوالي 490 كلم بقياس الخط المستقيم بين مدينتي الجزائروغرداية، وترتفع عن سطح البحر بحوالي 530م، ولا تتلقى من الأمطار إلا حوالي 67 ملم سنويا، وهي عبارة عن هضبة صخرية كلسيه متميزة بقساوسة طبيعتها. وبالنظر إلى كثرة الأودية غير العميقة التي تخترق تضاريسها فقد سميت بالشبكة، تتجه من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي لتصب شمال غرب ورقلة، علما أن مياهها باطنية غير بعيدة عن سطح الأرض، ولا تفيض مياهها السطحية إلا نادرا، فعلى سبيل المثال لم تسجل مصالح الأرصاد الجوية خلال فترة (1921-1937) سيلان وادي مزاب سوى (9) مرات. رغم قلة عدد المزابيين بالنسبة إلى مجموع سكان الجزائر فإن بصماتهم التاريخية والاجتماعية والسياسية بارزة في تاريخ الجزائر، فلو عدنا إلى مختلف حقب التاريخ لوجدنا آثارهم في مجالات الفكر والإصلاح الاجتماعي والوطنية بارزة، فمن لهم بإخفاء شموس إبراهيم بيوض ومحمد علي دبوز وأبي اليقظان ومفدى زكريا، والشيخ محمد أطفيش الذي لو لم يكتب إلا كتابه (شرح النيل) لكان كافيا ليصنع له ذكرا يكون بمثابة عمر ثان، والسيدة ماما بنت سليمان (1863-1931م) التي كانت لها صولات وجولات ليس فقط في مجال الرعاية الاجتماعية، بل حتى في محاربة الاستعمار الفرنسي اقتصاديا بدعوتها للعامة إلى مقاطعة البضائع الفرنسية، وهو الأمر الذي جلب إليها انتباه الكتاب الغربيين فأفردت لها الكاتبة البلجيكية (قوا شون) كتابا بعنوان (الحياة الأنثوية في ميزاب)(1)، ولا شك أن القائمة طويلة. وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على حيويتهم ونشاطهم وإرادتهم الفولاذية في تحدي الظروف الطبيعية الصعبة، وهي ميزة لازمت بصفة عامة سكان الصحراء والمناطق الجبلية القاسية. ومما لا شك فيه أن العوامل التاريخية والجغرافية قد أضفت عليهم مسحة الخصوصية التي تعد مصدر ثراء لثقافتنا الجزائرية المتنوعة. فما هي الجذور التاريخية لهذه المنطقة التي تعد جوهرة ترصع جيد صحرائنا؟. تعد منطقة بني مزاب بخصوصيتها الاجتماعية والثقافية والسياسية نتاج اعتناق السكان الأمازيغيين المحليين للعقيدة الإسلامية على أساس الفكر الإباضي المتفتح، المبني على المعرفة والاعتدال وقبول الآخر. ومما يؤكد عراقة الإنسان الامازيغي في هذه المنطقة غناها بالرسوم الصخرية التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وكذا بالرموز والحروف الأمازيغية التي تعود إلى عصر التاريخ، ولا يستبعد الأستاذ يوسف بن بكير الحاج سعيد أن تكون بمثابة وسيلة للتعامل بين أهل المنطقة منذ فجر التاريخ. أما لسان بني مزاب فهو زناتي قريب من الشلحية في المغرب والشاوية في الأوراس والنفوسية في ليبيا، ولاتزال هذه اللغة حية ترزق تحوي في أحشائها إبداعات أدبية ومدونات فقهية كتبت بالحرف العربي. واستطاع المزابيون بفضل استقامتهم ومثابرتهم وتفانيهم في العمل أن يصنعوا قدوة اجتماعية ناجعة مكنتهم من تكريس قيم الدين والمعرفة والعلم وتقديس العمل والتعاون والتآزر والتكاتف، وفرت لأهلها التوازن الاجتماعي. غير أن ما يحز في النفس بقاؤها بمنأى عن التثمين والتنويه رغم حاجة مجتمعنا الماسة إلى قدوة مدنية تخرجه من الركود والتواكل إلى النشاط والحيوية تأخذ بيده نحو بر الأمان، علما أن الكثير منا يقر بجدوى هذه القدوة في قرارة النفس. هذا ومادامت الحكمة ضالة المؤمن بغض النظر عن موقعها فمن باب أولى أن نستفيد من بعض تجارب إخواننا المزابيين لحل مشاكل شبابنا الاجتماعية القاهرة، ولا أحد يماري في نجاحهم في القضاء على البطالة والعزوبية بفضل التكاتف الاجتماعي والزواج الجماعي، وما هذا المثل إلا غيض من فيض، فما لنا نشرئب بأعناقنا نحو الشرق والغرب بحثا عن الحلول ولنا في تجربتهم ما نشاء من حلول اجتماعية ولديهم مزيد؟. ولعل من تداعيات إسناد الأمر لغير أهله إهدار الطاقات الوطنية الكثيرة التي سار بذكرها الركبان، حتى صارت تؤتي أكلها خارج الحدود الوطنية، ومن دواعي الأسف أن استصغار القدوة المزابية قد طال حتى بعض كبار القوم عندنا في العقود الماضية، فهناك من مسؤولي ولاية غرداية في الماضي غير البعيد من نظروا إلى (الخصوصية المزابية) بعين السخط معتبرين إياها مجرد تزمت وتحجر يستوجبان التحطيم والتكسير، فهمشوا أعيان مجالس العزابة الذين يمثلون وعي المجتمع وضميره الحي وإرثه الثقافي العريق، بل وأكثر من ذلك فقد حرموا لعقود عديدة حتى من إطلاق أسماء أعلامهم على المؤسسات التربوية، وما من شك أن الفكر السياسي الأحادي الذي عمل من أجل تسطيح الفكر قد ترك بصماته في سياسات هؤلاء المسؤولين. والحق أن الكتابات التاريخية القديمة غير المنصفة للتاريخ الاباضي قد ألقت بظلالها على الرأي العام الذي صار في كثير من الأحيان يختزلهم ويصنفهم في خانة الخوارج وكفى، لذلك فلا مناص من إعادة قراءة المصادر التاريخية قراءة موضوعية لإعادة مسلسل الأحداث إلى سياقه التاريخي دون إسقاطات مذهبية وأحكام مسبقة. إن ما يلفت انتباه الباحث عندما يعود إلى زمن الفتنة الكبرى سكوت المؤرخين عن قتلة الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) سنة (35) للهجرة. وعدم وصفهم بالخارجين عن الجماعة، ثم سكوتهم أيضا عن تمرد معاوية بن أبي سفيان على الخليفة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه). فعلى أي أساس أطلق اسم الخوارج (وهو ما يعني الخروج عن الجماعة) على أنصار علي بن أبي طالب الذين خرجوا عليه بعد موافقته على مبدأ التحكيم في معركة الصفين سنة (37 للهجرة)، علما أن الخروج عن الجماعة قد تم قبل هذه الحادثة كما رأينا؟ فهل يستنتج من ذلك أن من روج لهذا الرأي من المؤرخين هم أنصار معاوية؟ ثم لماذا يظل الرأي العام يحشر الاباضيين في زمرة الخوارج، مع العلم أن القاسم المشترك بين الطرفين ينحصر فقط في معارضة علي بن أبي طالب بعد قبوله لمبدإ التحكيم، ليتجه الاباضيون بعد ذلك نحو سياسة الاعتدال في أفكارهم السياسية تحت قيادة عبد الله بن اباض؟ ولماذا لم يحاول المؤرخون المعاصرون الذين تناولوا هذا الموضوع بالدراسة غربلة ما كتبه القدامى بمعيار الموضوعية التاريخية؟ ولماذا لم يتجاوزوا الرؤية التقليدية التي تضفي هالة من التقديس على ما كتبه الأوائل وتعتبره مسلمات لا تقبل النقاش؟ هل يفسر ذلك بانقطاع التعامل مع العقل بعد أفول نجمي المفكرين ابن رشد وابن خلدون؟ إن حيثيات موضوع الفتنة في عهد الخلفاء الراشدين تؤكد على أن جوهر الخلاف سياسي بالدرجة الأولى(2)، حدث بين القبائل بعد استقرارها في العراق والشام ومصر، لذلك فإن ما حدث لا يعدو أن يكون في واقع الأمر تضارب في وجهات النظر في شأن السلطة والأمور الدنيوية، وعليه فإن موقعه الصحيح هو دائرة الخطأ والصواب، وليس في دائرة التسفيه والتكفير التي انزلقت إليها بعض أطراف الصراع بعدما أقحمت العنصر الديني في هذا الخلاف، ومما يؤكد ذلك أن صف الخوارج قد تضمن بعض الصحابة، وفي مقدمتهم عبد الله بن وهب الراسبي الذي بايعه بعض الصحابة والتابعين الذين أنكروا التحكيم على علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) وقتل في معركة نهروان التي جرت سنة 38 للهجرة، وحسب ما ورد في المصادر الإباضية كان أيضا في صفهم بعض المبشرين بالجنة منهم حرقوص بن زهير السعدي، وحمزة بن سنان الازدي، وزيد بن حسن الطائي، وشريح بن أوفى العبدي(3). إن ما يرجح الطابع السياسي لهذه القضية هو تأكيد ابن خلدون المنظر للتاريخ أن المحاربين الذين يغيرون التاريخ يظهرون قبل الفلاسفة والمفكرين، وعليه فالواقع التاريخي يبرز أن التنظير للمذهب الاباضي قد تم في وقت لاحق على يد جابر بن زيد العماني المتوفى في البصرة سنة 96ه/715م، الذي خلفه أحد تلامذته وهو أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة الذي اشتهر بحبه للعلم وظل طالبا له مدة أربعين سنة في شتى حقول العلوم حتى صار ندا لأعلام المعتزلة في المناظرات والحوارات في البصرة(4)، وتخرج على يده أقطاب الاباضية الذين أطلق عليهم المؤرخون اسم حملة العلم وهم: سلمه بن سعد، والربيع بن حبيب، وعبد الرحمن بن رستم، وعاصم السدراتي، وإسماعيل بن درار الغدامسي، وأبو داود القبلي، وأبو الخطاب عبد الأعلى بن السمح ألمعارفي، والجندي بن مسعود. وبفضل نشاط هؤلاء تمكن المذهب الاباضي من إيجاد موقع قدم ودار الهجرة في جبل نفوسة بليبيا، اتخذه أنصاره منطلقا لنشر أفكارهم في المغرب الإسلامي. ويرى الكثير من المؤرخين أن تعسف ولاة الأمويين تجاه الأمازيغ كان سببا رئيسيا في احتضانهم للمذهب الاباضي بصفة خاصة وللخوارج بمذاهبهم المتطرفة كالصفرية والأزارقة، ولعل من أبرز تجليات هذه السياسة المتعسفة التي أشار إليها المؤرخون، إرهاق السكان الأمازيغ بالضرائب والجبايات إذ ظل بعض الولاة يعتبر بلاد الامازيغ دار حرب حتى بعد اعتناقهم للإسلام، وقد تألم الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز من هذا الانزلاق السياسي الخطير، فحاول إصلاح الوضع واستعادة ثقة الأمازيغ المتصدعة بإرسال إسماعيل بن عبيد الله المشهور بتقواه واليا على المغرب الإسلامي، وأمره بإسقاط الجزية على الامازيغ المسلمين وبتحرير من استرق من نسائهم، بيد أن هذه الفسحة العادلة لم تكن في واقع الأمر إلا سحابة صيف سرعان ما زالت حينما قام الخليفة الأموي الجديد يزيد بن عبد الملك بعزل إسماعيل بن عبيد الله، فعادت الإدارة الأموية تحت قيادة الوالي الجديد يزيد بن أبي مسلم إلى سابق تعسفها، فعاد جور الجباة واستبدادهم من جديد، وبرأي د/ محمود إسماعيل فإن هذا الأخير كان ينفذ أوامر الخليفة الذي أمره بإعادة فرض الجزية على من أسلم من الأمازيغ وهذا سعيا وراء جمع الثروة، وفي الحقيقة فإن سياسة التعسف الأموية لم تقف عند هذا الحد فقط بل امتدت إلى سوء معاملة الموالي بأشكال جارحة للكرامة(5). إن ما تجدر الإشارة إليه أن أهل مزاب كانوا في البداية على مذهب المعتزلة لذلك اشتهروا باسم الواصلية نسبة إلى واصل بن عطاء. أما المذهب الاباضي فقد وصلهم عن طريق فلول الرستميين الذين فروا إلى الصحراء بعد انهيار حكمهم في تيارت على أيدي الفاطميين في مطلع القرن العاشر الميلادي. ولعل ما ميز حركية العمران في منطقة مزاب استقبالها للعديد من الهجرات البشرية من الشمال، وفي هذا السياق يسود الاعتقاد أن سكان آث يزجن (بني يزقن) قدموا من ناحية عين مليلة وعين كرشة (ولاية أم البواقي حاليا). واستقبلت موجات بشرية أخرى عديدة قدمت من الهضاب العليا والصحراء (سدراته/ ورجلان/ وادي أريغ/ المنيعة/ وجبل عمور/ قصرا لبخاري) وكذا من خارج الجزائر كجبل نفوسة وجربه بتونس وسجلماسة والساقية الحمراء وغيرها(6). واستقر العمران في شكل المدن السبع وهي: تاجنينت (العطف) ومعناها بالامازيغية المكان المنخفض وتعد أقدم تجمع سكاني في منطقة مزاب، وآث بونور (بونوره)، وتاغردايت (غرداية) ومعناها الأرض الصالحة للزراعة، وآث يزجن (بني يزقن)، وآتمليشت (مليكة) ويحتمل أن أهلها الأوائل قدموا من عرش آث أمليكش الواقع على السفح الشرقي لجبال جرجرة منطقة القبائل، وبريان، وقراره. ونظرا لأصالة بنائها المعماري فقد صنفت من طرف منظمة اليونسكو كتراث عالمي يستوجب المحافظة عليه سنة 1982. وبالنظر إلى غياب الإمامة في منطقة بني مزاب، أي غياب - ما يسمى بالمصطلح العصري - دولة ذات سلطة مركزية قوية في المنطقة تتولى الإشراف على شؤون الرعية، فقد اجتهد أهل مزاب لملء هذا الفراغ السياسي فأبدعوا سلطة سياسية على مستوى كل قرية لتسيير شؤون العامة في شتى مجالات الحياة (الأخلاق، التعليم، إصلاح ذات البين، الزراعة، توزيع المياه، التجارة ،السياسة، وغيرها)(7) يسيرها مجلس العزابة الذي يشبه نظام ثاجماعث الموجود في منطقة القبائل، يعتمد على مبدأ التداول في تولي هذه السلطة بين جميع من تتوفر فيهم الكفاءة بغض النظر عن العرق والنسب، لذلك فهو نظام يحمل في رحمه فكرا جنينيا للجمهورية والديمقراطية. ونظرا لغياب السجون في ظل هذا النظام البسيط، فإن أقصى عقوبة تسلط على المخالف لنظام الجماعة هو حكم البراءة الذي يعني عزل المخطئ في السراء والضراء حتى يعلن توبته. هذا وقد نجح مجلس العزابة في تحقيق التوازن للمجتمع، بفضل تفعيل قيم التآزر والتعاون والتضامن والتكاتف، وكذا تحصين المجتمع بالقيم الأخلاقية الإسلامية وتعميم نشر التربية والتعليم والمعرفة. وإذا كان من الطبيعي أن تتقلص مهام مجلس العزابة بعد استرجاعنا لسيادة الدولة الجزائرية سنة 1962، فإن المجتمع في حاجة ماسة إليه كقوة فاعلة فيما يسمى في الدولة الحديثة بالمجتمع المدني، لذلك فمن الحكمة أن تقيم الإدارة جسورا للتواصل مع مجالس العزابة لتحقيق سياسة التشارك في تسيير الشؤون العامة. ومن جهة أخرى فقد حقق إخواننا بنو مزاب من التوازن الاجتماعي بفضل تراكم الخبرات لديهم ما يجعلني أنوه بهذه القدوة التي تستحق التفاتة المسؤولين لدراسة إمكانية الاستفادة منها على المستوى الوطني، خاصة في مجالات توظيف الكثيرين من الشباب العاطلين عن العمل والزواج الجماعي وتفعيل الطاقات الحية التي تعاني من التهميش والركود في المجتمع المدني، فلو التفت أهل الحل والعقد عندنا في الماضي القريب إلى تجارب إخواننا المزابيين لنجحوا في تلافي أزمة الأمازيغية التي عصفت بالبلاد جراء السياسة الخرقاء لمن أسندت إليهم مسؤولية الدولة، فبفضل الحكمة نجح هؤلاء الإخوة في طرح العلاقة بين البعدين الأمازيغي والإسلامي العربي طرحا تكامليا حقق لهم التوازن الهوياتي. كما نجحوا أيضا في تحصين الناشئة بالتربية الإسلامية الصحيحة مكنتهم من تجاوز وتلافي الانحرافات والانزلاق باسم الدين. ولا شك أن المسؤول السياسي الذي قدر قدوة إخواننا المزابيين حق قدرها، هو مولود قاسم ناث بلقاسم وزيرا لشؤون الدينية سابقا، ولعله من المسؤولين القلائل الذين جمعوا بين السياسة والفكر والثقافة، هذا ومن دواعي الأسف أن هذا التثمين قد رحل مع صاحبه. ومن جهة أخرى فلو تمعنا في تجربتهم السياسية لوجدنا من الحلول ما يساعدنا على تجاوز الدروشة السياسية التي حولت الممارسة السياسية إلى مجرد وسيلة للاعتلاف وجلب المغانم ونهب خيرات الوطن، فإذا عدنا إلى تاريخهم فإننا نجد مصطلح (حملة العلم) الذي يعني بلغة العصر اشتراط الأخلاق والتقوى والعلم فيمن يترشح لتولي شؤون العامة. لو التفتنا إلى تجربة إخواننا المزابيين لوجدنا ما يساعدنا على تحصين المجتمع بثقافة التسامح وقبول الآخر بمميزاته الخاصة، لو ألقينا نظرة فاحصة على كيفية تسييرهم للمال واستثماره لتلافينا ما يتعرض له مال الشعب والدولة من نهب وتبديد. إن الجزائر في ثقافة إخواننا المزابيين ليست سفينة يركبها القراصنة، ولا تركة يتوارثها الأوصياء على الشعب، إنما الجزائر عندهم هي بسمة الرب في أرضه، وتربة تاه فيها الجلال، وأهوى على قدميها الطغاة، وقصيدة أزلية أبياتها حمراء كان لها نوفمبر مطلعا.