دخلت المملكة العربية السعودية، خشبة منافسة الأيام المسرحية المغاربية بالوادي، في ثالث يوم من التظاهرة، بمسرحية "تعايش" للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وإخراج محمد العتيبي الذي راهن على ما يسمى ب "الديودراما" ليختصر صراع الأطراف المتناحرة على أكثر من صعيد، إلا أن العمل جاء فقيرا إخراجيا وتمثيليا وغاب عنه النص لصالح الموسيقى. انحصر الممثلان الشابان محمد الخميس وفهد الحسيوني، في غرفة صغيرة، محددة المعالم بسريرين خزانة وكرسيين، وتحركا بصعوبة في هذا المجال الجامد تحت إضاءة عبد العزيز الصوياني، التي حاولت أن ترصد سلبية الشخصيتين المتناحرتين، فأطال في المؤثرات البصرية بالأبيض والأحمر ما شتت ذهن المتفرج، ورمى به في رحلة البحث عن معبر وراء سحابة الدخان الاصطناعي الذي كان يطلق من حين لآخر دون أن نفهم ضرورته الدرامية، سوى أنه نوع من الترف غير المستحب في مثل هذه الأعمال. بأسلوب تقريري بسيط تحاور الشقيقان عن مصيرهما في هذه الغرفة التي لم تعد تسع طموحهما معا، وكان سهلا على الجمهور أن يفهم من الأول معنى عنوانها "تعايش"، إذ أعلن الممثلان منذ الدقائق الأولى عن مغزى عملهما، الذي اقترب أكثر إلى المسرح المدرسي وابتعد عن الهواة. إعلان مبكر أظهر المسرحية مترهلة. بنى العتيبي مسرحيته على أساس ما يُعرف ب«الديودراما"، إلا أن النص لم يكتمل كنص ديودرامي، رغم أن الفكرة جميلة وراهنة. كما بدا جليا أن المخرج لم يوظف الممثلين بالشكل السليم، ولم يتستغل الفضاء كله، وبقي السريران مجرد آثاث على الخشبة، لا دور سينوغرافي لهما وحتى الكرسيان اللذان تحركا نزولا وصعودا عكسا فقط منطق التعارض.