في الحقيقة الأحزاب الداعية إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية والانسحاب منها لا يمكنها التأثير على هذه الانتخابات. من حق هذه الأحزاب أن تبدي موقفها، ولكنني أعتقد بأن هذه الأحزاب تريد أن ترفع نسبة شعبيتها من خلال الدعوة إلى المقاطعة خاصة إذا كانت نسبة المقاطعة مرتفعة، كما أن المترشح الذي تمكن من جمع 60 ألف توقيع واستوفى الشروط المنصوص عليها قانونا التي تخول له الترشح لن يتراجع بمجرد دعوة هذه الأحزاب للانسحاب كما أن البعض أودع ملف الترشح وبالتالي فإن هذه التشكيلات السياسية تريد استمالة بعض المترشحين، ولو كانت تتمتع بالمصداقية مثل هذه الأحزاب التي تتمتع بالمصداقية والشعبية لقررت المشاركة لذلك فإنني أعتبر أن دعوتها هذه جاءت من باب حفظ ماء الوجه. من أخلاقيات السياسة أن تختار الأحزاب الداعية للانسحاب بعض المترشحين وتدعمهم إذا كانت فعلا لا تريد للرئيس بوتفليقة أن يواصل الحكم لعهدة رابعة، ومن هذا المنطلق تكون قد ساهمت في إحداث تغيير، لأن الدعوة إلى الانسحاب لن تغير في الوضع شيئا، وإذا أرادت إحداث التغيير حقا لدعمت أحد المترشحين من أجل تغليب الكفة لصالحه باعتباره مترشحا منافسا لمترشح السلطة، وكما قلت في بداية الحديث فإن هذه الدعوة أطلقتها هذه الأحزاب حفظا لماء وجهها وخوفا على مكانتها في الساحة السياسية لاسيما وأنها فشلت في ايجاد مرشح توافقي بينها لأن كل حزب كان ينتظر التزكية من الحزب الآخر للترشح لهذه الرئاسيات، وهذا ما يعتبر في نظري هروبا من الواقع ويمكن أن نذهب إلى أبعد من ذلك لأنها ابتزاز للشعب. من الطبيعي أن تسود حالة الانقسام بين مؤيد ومعارض لترشح الرئيس بوتفليقة وهذا الاختلاف موجود في كل أنظمة العالم، ما هو مستبعد حاليا هو حدوث أي انقلاب أو تحرك من طرف الشعب الذي أعتقد بأنه سيفضل الحفاظ على السلم والأمن.