يستمر معرض الرسام الجزائري "نادر ريميتا" بعنوان "صدى الرحلات"، في صالة "art 4 you"، ويضم عددا من اللوحات، فيها تشكيلات لونية متناغمة مع الحروفية تسمح لنا بالمضي في عوالم جمالية خاصة. عمل "ريميتا" يقع في مفترق الطرق بين عدة ثقافات، المغرب العربي، مزيج إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط من الإيقاع الأسود والبربرية والتأثيرات العربية الأندلسية، تعبر عن روح وثقافة ورائحة المكان، مشوبة مع الحنين إلى الماضي، الشعور المأساوي، المعاناة والألم والفرح في كل مكان، وهذا ما يجعل أصالة عمل "ريميتا" هي الشيء الرئيسي الذي يحرك أسلوبه الفني . لوحات مشكلة بلمسات تجريدية جريئة، بين الرسم و الخط عبر كتابات عربية وبربرية و تراث المنمنمات الأندلسية والهندسة المعمارية في مدن المغرب العربي القديمة، وينفسح المجال في لوحته، أمام جرأة ومرونة ملفتة في اقتراح الأشكال وصنع الإيحاء بالحركة واللون وبالضوء والظل، وتفضيل واضح للألوان الداكنة التي ترتبط تقليديا مع الأرض والمياه الراكدة، الحداد والموت، ليمنح الفنان إثارة بصرية للمشاهد بفضل ظلال خفية من تنوع الرمادي والأزرق والتقنيات المستخدمة، الطلاء النفط، والإكريليك، والطلاء، والكولاج.. أجاد "نادر ريميتا" توظيف الخط في فضاء اللوحة التشكيلية، معيدا تفكيك العلاقات اللونية والخطية من جديد، ليقوم بإنتاج أعمال تقترب جماليا من ملامح أعمال رواد اللوحة الحديثة والمعاصرة الجزائرية، مثل محمد خدا، جان ميشيل أطلان وأمحمد اسخايم، والحرفيين البربر، "تظافر الأرابيسك ولغة مشتتة ولكن في كثير من الأحيان مثيرة وبليغة". لوحاته تكشف عن تعبير عنيف، وأيضا باطني عميق ومتأمل، ملغز ومحير إلى جانب إحتياطي للإلهام، حيث يتشكل ثمرة تأمل طويل بناء الجسور بين قطع هويتنا المتعددة والرغبات، وربط بين جمالية مثالية ونقد للواقع و المجتمع. من خلال لوحاته، يدعونا للتفكير في العالم الداخلي، العالم الذي يسحرنا ويتركنا في حيرة، ويكون مشبعا بغموض سري للشعر والسحر، يغوص في مجازفة الحوار الخلاق مع عوالم التشكيل وحرية الخيال والتجريب وجاذبية اللون في إطارها، بقع الأسود والبني والأبيض المرقط والرمادي تقارب أزرق يسود كما لو لفحه الدخان، ليشكل مساحات اللوحة مع لون دموي وناري أحمر. يقول نادر ريميتا: "لم يكن الغرض من اللوحة إيصال أي شيء أنا لا أرسم للتعبير عن شيء أرسم للحصول على فرصة لمعرفة ما يمكنني التعبير عنه أرسم الشجاعة لمواجهة لغز" وتجدر الإشارة، إلى أن "نادر ريميتا" درس الرسم والإعلان والتصميم الجرافيكي، وبدأ حياته المهنية كرسام ورسام الكاريكاتير، ثم سار إلى تصميم الرسوم البيانية ورسومات الكمبيوتر، وبروح غير تقليدية، إلتفت إلى مهنة الدعاية ليتفرغ بعدها للفن التشكيلي، عشقه الأساسي. عرض بانتظام منذ عام 1992، وأقام عشرات المعارض مثل (الرسم الصحافة، ورقة مطوية، نيويورك، فال، 1992)، (1994 الجزائر العاصمة) الفكر تكريما لمالك حداد مالك حداد (1995 قسنطينة) (Kommeschnell (1998، كولونيا وطريق الحرير (2001 فندق الأوراسي الجزائر العاصمة) قوافل (2002 عنابة)، رسول الهدهد (2002 قسطنطينة) وأعماله مقتناة في عدد من المجموعات العامة والخاصة في الجزائر والخارج.