لم تكن المرة الأولى التي أطرق فيها أبواب مدينة ما، مسكوناً برواية تستوحي عوالمها.. فقد حدث ذلك مراراً ..مع "أسكندرية "، "جدة"،"قسنطينة" ،«باريس" ومدن أخرى لم تعد تحتل مساحات شاسعة في الذاكرة . عندما قررت القدوم الى الجزائر لأول مرة كنت مسكونا بشكل مكثف بذاكرة أحلام مستغانمي، وأذكر جيدا كيف فاجأت مستقبلي هنا بكل الأسئلة التي تقود جميعها نحو مدينة الجسور المعلقة .. وفي أول إجازة وجدت نفسي هناك تعيد تأثيث ذاكرة تتجاوز "الجسد المتخيل " ..حيث بدت "جسور أحلام" تميل كثيرا نحو الشيخوخة المبكرة . بدا لي الارتفاع الشاهق الذي طالما تصورت تفاصيله المغوية، مخيفا .. وكأنه لا يقود سوى إلى الهاوية .. وتتالت أمامي صور الانتحارات الوفيرة .. كانت المركبات وهي تسير بجانبي تعيد تكثيف تلك الصور . وكأن المدينة بأسرها مقبلة على فعل مخلٍ بالتوازن ! بالكاد حاولت ضبط إيقاعي .. إيقاع الرواية التي قفزت نحو هاوية ما .. رغم أن كل الوجوه تحمل قسمات "خالد بن طوبال" وكل النساء "حياة" ..لكنها قسنطينة التي بدت تشيح وجهها عن "أحلام" قاطنيها! .. وكأن الوقت -ظلّ- كفيلاً بتواري الكثير من عوالم الرواية -في الذاكرة- لصالح عوالم اكثر واقعية وقسوة ! بحر العجائب أما الاسكندرية التي اتيتها مسكوناً بأكثر من رواية، فقد بدت لي أقل تواضعا، مدينة تنفض عنها أغبرة الزمن، لتنتمي لتوقيتات لا تشبه الذاكرة .. مدينة تشرع نوافذها للبحر، ولا تنتبه لخرير جداول الجنوب .. او حتى لشعر "بيرم" .. كأن مزاجها المتقلب على إيقاعات الموج لم تعد تُطربه ألحان "سيد"، او ينتبه لنداء الضفاف وهي تعزف مفردات الفاجومي : يا أسكندرية بحرك عجايب" ! ..وقفت هناك على ضفة المتوسط أنشد " الموج هوجة .. والصيد مطايب" . ولأني أتيت مثخناً بانكسارات الصور بين "المخيال الإبداعي" و رتابة "الواقع" رحت أحاول بالكاد تقليص المسافة / المسافات المفضية نحو خيبة ما .! ذاكرة ليست للبيع وحدها "باريس" ظلت تنسج الخيوط بين "المتخيل" وأشعة الشموس التي تنضج في رِحم الصباحات القادمة .. ظل وجهها براقا للغد كما الأمس ..لا تطمسه غيوم الشتاء ولا أقياظ الصيف .. وجه يجدد كل يوم ألقه .. ويلفظ أبنية الزجاج نحو مساحات بعيدة / محايدة تسقط عن ذاكرة الأمكنة التي تؤرخ للجمال .. ففي وسط باريس لا يمكن أن تكون سوى متصالحا مع ذاتك والزمن .. لا شيء يستفز ذاكرتك .. لا مباني شاهقة تخشى ان تُسقط عنك تفاصيل احتلت جزءا من ذاتك .. تسير فيها بمنتهى التوازن .. وتبسط يدك لتصافح عوالم "الحكيم" في رائعته "الحي اللاتيني" دون ان تشعر ب ثمة مسافة تتطلع الى "تعبيد" بين المتخيل والمعاش ! مدينة الغرباء لذلك كله كنت أترك مساحة مستحقة بين ما اتعثر به في عوالم "الروايات" وبين ما يمكن ان يسقط مني عند طرق أبواب المدن لحظة اكتشافها الواقعي .. سيما إذا ما كانت تلك المدن على شاكلة "مدن الزجاج"الشاهق ك "دبي" . لم يمض على قراءتي لرواية صديقي "حامد الناظر" أكثر من شهر واحد .. ما يعني أن التفاصيل لا تزال تحتفظ بطزاجة الصور المتراكمة .. كنت أطل من خلف زجاج السيارة المسرعة كقطار الحياة، وهي تلتهم المسافات دون ان تنتبه ان هناك ما يستحق التأمل، بين مبانيها الشاهقة، وواقع هؤلاء الغرباء الذين يسكنون في قاعها المحرض على التريث في فك شفرة حكاياهم .. مدينة صممت لتكون مسكناً للغرباء من كل عرقٍ ولون . ركحاً يجسد مسرحية الأجناس «يوسف" الشاب المصري البشوش كان أول من القى علينا التحية، بعد ان تلقفتنا موظفة "فلبينية" من شركة الاستقبال بالمطار، وكعادة المصريين راح يمسح عنا أعباء السفر بعبارات "المجاملة والترحيب " كانت مرافقتي التونسية تبحث عن ثمة شخص ظل ينتظرها في صالة موازية .. وبين البحث عن شخص تاه في زحمة الأعراق من القادمين والمودعين و َتعجُل "يوسف" في نقلنا الى الفندق بإمارة الشارقة، رحت اتفحص الوجوه والألسنة في مساحة بدت محجاً للأجناس ..غيضا من فيض خلق الله تخيط الأمكنة ذهابا وعودة . بدت لي الصالات ركحاً عالميا يجسد معنى ان تكون الحياة مسرحا كبيرا، وأنا القادم لمشاهدة عروض الخشبة . . كان الواقع هنا أبلغ بكثير من تعبيرات النص المسرحي ومن حركة الممثلين على أية خشبة ! كنت أطل من زجاج السيارة المسرعة كقدر ٍ يتعجل أجله، و مرافقتي تطرح الأسئلة حول الفعاليات المرتقبة، وكذلك حول وجهة قدومي وواقع الصحافة في الجزائر .. وكنت مسكوناً بثمة تفاصيل أتعجل اكتشاف معالمها .. ولم انتبه كم من الوقت استغرقت رحلة الوصول الى "الهوليدي انترناشيونال"، الفندق المستلقي على خصر الخليج العربي . . ربما وقت لا يتجاوز الربع ساعة . ولا يتيح السانحة لمناقشة قضايا بحجم ما تطرحه مرافقتي، التي قضت عقدين ونيف في مهنة المتاعب والفضول . الموت الجميل خير من الحياة كان الصباح يفرج عن ابتسامته من خلف ستار النافذة عندما استلقيت للنوم، بعد يوم وليلة طويلين في رحلة بدأت من الجزائر، إلى قاهرة المعز التي استعدت فيها بعضاً من توازني قبل ان استكمل الرحلة الى دبي . . خلدت للنوم بسرعة غير معهودة على امل ان افيق ظهرا للتعرف على معالم الأمكنة قبل بداية مشوار المهرجان الذي ساهم صديقي النبيل "عصام أبو القاسم " في جعله مرهقا اكثر مما أحتمل . . لكن أعباء الرحلة الطويلة أجهضت تلك الأحلام في مهدها .مهدية لي موتاً جميلا ومؤقتاً.. حيث لم أصحُ إلا في السادسة مساءاً وهو الموعد المحدد للتحرك نحو مقر الفعالية " أيام الشارقة المسرحية " . على بهو الفندق التقيت الوفود العربية، بعضها معروف لدي منذ تواريخ ملتقيات سابقة وآخر تعرفت عليه للمرة الأولى، وفي عز التوافد تهادى الى سمعي صوت الصديق عبد الناصر خلاف، الذي كان برفقة "عزيز" المسرحي والمصور .. تبادلنا التحايا كأصدقاء طالت غربة كل منهما. ثم سألته عن "سارة" .. قال لي إنها قادمة للتو من الغرفة وهم في انتظارها . محاكمة تونسية لريتشارد الثالث في بهو "قصر الثقافة " المصمم بطراز أشبه ما يكون بقبة "جامعة القاهرة" التأم الجمع في انتظار اشارة البدء التي تأخرت نسبياً .. وعندما أطفأت الأضواء كانت تونس تميط عنها ستار "ريتشارد الثالث" منتمية لعصر ما بعد الثورة، وهو العرض المسرحي الذي قدمته فرقة "انتراكت برودكشن التونسية"، من اخراج جعفر القاسمي، الذي اعتمد على لقطات من التراجيديا الشكسبيرية ليسلط من خلالها الضوء على واقع تونس، وأمواج الثورة التي أسقطت رأس النظام الذي جثم على صدور الشعب منذ الاستقلال . . لكن "ريتشارد الثالث" لم تكن محاكمة للأنظمة فحسب. بل كانت أيضاً للأنساق التي يولد في ظلها الديكتاتور . المجتمع / الأسرة والمحيط .. واقع التمزقات القائمة والتي تساهم في تمديد اعمار الاستبداد بشكل أو آخر او تنتج الظروف الموائمة له. كان عرضا يستحق الإشادة بجانب فقرات الافتتاح التي تنوعت بين الكلمات والتكريمات المستحقة لبعض الأسماء المسرحية العربية، وعلى رأسها المسرحي العراقي يوسف العاني، والإماراتية عائشة عبد الرحمن . ملتقيات مشرعة على كل العناوين في صباح اليوم التالي كان "مارتون" الملتقيات قد بدأ في العاشرة صباحا ولم ينته قبل الثالثة والنصف عصراً ! اربعة أوراق أعدت من قبل مختصين للتعقيب على ورقة تحمل عنوان " المسرح العربي والعالم" ثم مداخلات متوالية استنفدت الكثير من الوقت، سيما وان العناوين بدت "فضفاضة" ومفضية لعناوين فرعية كثيرة . وبالكاد راح "أبو القاسم" يحاول ضبط إيقاعاتها الشره للنقاش المتشعب .. ظللت أتابع التدخلات التي تجسد واقع العالم العربي، وليس مسرحه فحسب . ممنيا نفسي بختام مستحق يصل لمخرجات موضوعية بعيدا عن حالات الاعتداد بالذات او الانبهار بالآخر . . مجرد مخرجات بحجم العنوان الأساس . تستكشف واقع "المسرح العربي ومكانته في الفضاء الخارجي" وهو العنوان الذي رأيته مناسبا ً عوض "المسرح العربي والعالم" لأسباب كثيرة من بينها انه كفيلاً بتوفير مزيدا من الوقت والجهد الذهني . فريج المرر .. او تلمس خيط الحكي بعد العرض الليلي الذي استمر حتى منتصف الليل، هاتفني "محمد عقيلي" وهو صديق برتبة "شقيق الروح" حيث مضت اكثر من اربعة سنوات، (منذ رحيله الى دبي ) دون أن أراه . وبسرعة أنهى الاتصال، حيث لعقيلي طريقة خاصة في تعجيل اللقاءات " ربع ساعة سأكون عندك " عبارة مختزلة تخفي تفاصيل كثيرة .. وربما كانت تلك أطول ربع ساعة في انتظار غائب سرقته الأيام نحو مدينة يتعاطى معها كعابر سبيل .. التقينا على ساحة الفندق لنذيب جليد الوقت الذي علق على سنوات غيبتنا عن بعض .. وبسرعة سألني اين تريد الذهاب ؟ ودون تفكير طويل أجبته لنذهب الى "فريج المرر " ان كان ممكناً .. رد بقهقهة معهودة قبل ان يضيف " توقعت ذلك " فقد قرآت مقالتك حول رواية " فريج المرر . لحامد الناظر "، وتصورت انك تريد اعادة اكتشافها ..! ضحكنا وشددنا الرحال نحو ما اسماه الروائي ب "قاع المدينة " . كانت السيارة من ماركة BMW تقطع المسافات بعجالة أهل دبي . لكنها سرعان ما تتوقف عند كل إشارة رغم خلو الشوارع في هذه الساعة المتأخرة ( التزام غير معهود في الشوارع العربية)، أبديت إعجابي بهذا الالتزام، فراح يحكي لي التزام اهل دبي بالقوانين سيما وان مخالفتها يعرضهم لعقوبات باهظة الثمن . وعندما بلغنا جسرا يقسم الشارع الى نصفين أشار "عقيلي" قائلا: هذا الجسر هو نقطة التماس بين الشارقة ودبي فهذه الضفة جزء من الشارقة وتلك دبي .. عجبت لهذه الحدود الافتراضية غير المعهودة بهذا الشكل المتماهي ! وبعد حوالي ربع ساعة كنا على مداخل "فريج المرر " .. شوارع لا تختلف كثيرا عن مثيلاتها في دبي .. اول سؤال تبادر الى ذهني "أهذه قاع المدينة فعلاً" ؟! ترجلنا سويا ً في شوارع نظيفة ومتعرجة، وحدها السحنات مختلفة نسبيا هنا عن وسط المدينة المخملية، مطاعم ومقاهي مصطفة يحمل اغلبها اسماء شرق إفريقية / مقاهي ارترية واخرى إثيوبية وسودانية، وبينهم أعراق وأجناس كثيرة ومتعددة . . مقهى "الزمن / اسمرا / سان ماركوا / أديس / وغيرها .. وحيوات لا تختلف كثيرا عن شخوص الرواية تقف على أبوابها . ابتسامات وترحيبات بالقادمين . أنفاس الشيشة وروائح القهوة الحبشية تبخر المكان عن آخره . . للحظة شعرت أنني مفردة في شخوص "الناظر" ولحظة أخرى وجدتني اقلص المسافة بيني وبين غربتي التي أبتلعت نصف العمر، ولا تكف عن طلب المزيد ! تخيّرت من بين الأسماء "أسمرا" مسقط الرأس والهوى، لأعيد تأثيث ذاكرتي من جديد .. لم يكن الأمر يتعلق بمجرد اسم عابر لمقهى نهدر فيه بعض اللحظات المسترقة من طواحين الروتين .. أنه المكان الذي نسدد فيه بعضا من فواتير الذاكرة، نستعيد فيه خيوط وطناً يرفض مصافحتنا منتصباً كالآمال التي أنضجنا عجينتها على صفيح المكابدة مختارين ! . صعدنا الى الطابق العلوي، وكان الضوء الخافت يصمم ضبابية الواقع المعاش هنا وهناك .. زبائن من كل جنس، بالكاد يحاولون القبض على ذاكرتهم .. ونادلات رشيقات يتحايلن على قدرهن، تارة بمطاوعة زبون "ازعر" في تفتيت نزقه، واخرى في انتزاع ما تيسر من فتات جيبه . أقصر الطرق إلى قلب الغريب معدته ! .. تبدو دبي بالفعل مدينة للغرباء، للهائمين في غربة الروح والجغرافيا، فلكل الأجناس متسع من المكان والوقت ليتحايلوا على غربتهم بطريقة يدركون مسبقا انها مجرد "مخيال" يقود نحو وطن مفترض، مساحات كثيرة تشرعها دبي للوافدين / المقيمين فيها، لمد خرائطهم .. لشد الجذور نحوهم، ونثر ملح المسافة .. احياء بكاملها تسكنها جالية بعينها، وأخرى مختلطة وثالثة مهجنة الملمح، لتبقى الأوطان هي الحاضرة / الغائبة، ! ترجلنا نحو مطعم يقدم الوجبات الآرترية / الإثيوبية، بإتقان يغيب عن معظم عواصم الغربة، ولأول مرة منذ فترة طويلة تقع عيناي على الحرف الجعزي، وعلى الصور المعلقة في زوايا المكان الذي التهم الى حد ما شعور الغربة لدي.. قبل ان نلتهم - نحن- ما جادت به "بهارات الهضبة الحبشية" .. وحينها تذكرت ثمة مثل شعبي .. أعدت تركيبه، ليلامس سقف شعوري " أقصر الطرق الى قلب الغريب معدته" ! تخيّرت من القائمة الطويلة، وجبة "زقني " بينما اختار محمد " طبسي" أقل حرارة وأوكل عم محمود السوداني، مهمة معدته إلينا . وحين سألني عن رأيي حول جودة الوجبة الحارة قلت له " لم أجد مذاقا اكثر جودة منها سوى في طبخ أمي " ! سيف الوقت . وعينا أبو القاسم ! كان الوقت يقف كسيف مسلول ليبتر تفاصيل الأربع سنوات التي بدت جسرا يتهاوى في جلستنا الأولى، ظللت انظر للساعة التي عجلت من سعي عقاربها لتبطل تحايلنا الواضح على الوقت .. من جديد غمرني صديقي بكرم إعادتي الى الفندق على أمل اللقاء في اليوم التالي . لم يكن برنامج اليوم التالي مختلفا عن سابقه، حيث بدأت الملتقيات الفكرية صباحا واستمرت حتى العصر، بنقاشات مرهقة وثرية في ذات الوقت .. رحت أستفز صديقي "عصام" بملاحظات كثافة البرنامج، لكنه كالعادة تجاهل الملاحظات بإعلان مواعيد العروض وعجلة الوقت التي لا تكف عن الدوران عكس رغبتي لاستراق مزيدا من الوقت لفائدة الذاكرة ! أكتشفت في "عصام" الذي عرفته في الجزائر منذ أكثر من عامين، أمرا جديدا . فهو يعمل بطريقة "الدينمو" المحرك لكل الأنشطة المسرحية بدائرة الثقافة والإعلام، يشرف على الملتقيات ثم يركض نحو أمر ما هناك، يعود ليتأكد من استعداد الوفود للتنقل نحو قصر الثقافة، يتفحص الوجوه ويكتشف اسماء الغائبين، لا يمكن ان تفلت لحظة من تفاصيله الكثيرة- رغم مشاغله - .. ولا يكف عن إبداء اكتشافه بطريقة طريفة ولا تخلوا من الدعابة ! وبعد الثانية ليلا تجده ينشر كل المواد التي تناولت الملتقى في الصحف على صفحته في الفيس بوك، بشكل يجعلك تتساءل متى ينام هذا الرجل ! الشارقة و سهوة التفاصيل لسبب ما، لم أشعر كيف سقطت "الشارقة" سهوا من قائمة هذا الريبورتاج، رغم أنها العنوان، حتى اشرف على نهايته، ربما لأن ذاكرتها لدي تأسست -أساسا- بالتظاهرة وفعالياتها المكثفة، وليس بالبحث عن خيوط رواية ما، اسعى لاكتشاف معالمها، او ربما لأني أتيت مزحوما بأمكنة أخرى.. لكن الأمر الذي يجعلها مختلفة في- تصوري- انها بمثابة "رئة" الامارات الثقافية، نافذتها المشرعة للفعل الثقافي والفني، فهى مدينة لا تكل عن استضافة الملتقيات والأنشطة والفعاليات الثقافية على مدار اشهر السنة . وليس غريبا أو مصادفة ان يتم اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الجاري . . بعبارة مختزلة : هي مدينة هادئة تستلقي على وسادة البحر، وتمد خرائطها في صمت غريب .. لا تحفل بالأضواء وضجة المدن ك "دبي" مثلا .. ربما هي مكان يليق بمن يبحث عن نقاهة ما . بعيدا عن ضوضاء المدن المتوحشة الملمح ..