تحت عنوان "الجولة الكبرى" افتتح برواق عائشة حداد بالجزائرالعاصمة معرض فردي للفنانة التشكيلية الجزائرية شفيقة فغير يضم 35 لوحة فنية تنوعت أساليبها بين التجريد والانطباعية لتجسد عبرها مواضيع مختلفة. وتتناول شفيقة فغير في إبداعاتها الجزائر والبحر والطبيعة المجردة والعمران القديم ، وهي تيمات فنية تحضر جماليا ولونيا في لوحات تجريدية متميزة اطلقت عليها عناوين مثل "أبواب الحياة" و"البحرالأبيض المتوسط" و"الموسيقى" و"السفن الحرة" و"الجمال" و"الأدوات" و "الجامع الكبير". الفنانة "شفيقة فغير" متحصله على دبلوم من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بالجزائر عام 1985، تعمل بالجزائر العاصمة كأستاذة فنون جميلة بالثانوية، تقول في حوار مع الجزائر نيوز عن بداية علاقتها مع التشكيل : " منذ نعومة أظافري بدأت الرسم باستخدام الفرشاة والألوان، الرسم بالنسبة لي هو وسيلة تعبير الجأ اليه لأقص وأحكي سعادتي وفرحي في الساعات اللطيفة والهادئة والأوقات الغامضة والصعبة . وشجعني والدي لدخول مدرسة الفنون الجميلة، وادار لي ورشة فنية في البيت. وبعد التخرج اتجهت للتدريس . " ثلاثة عقود على تخرجك من مدرسة الفنون، والآن هو معرضك الأول . لماذا هذا الفاصل الزمني الكبير ؟ بعد أن تخرجت تزوجت وكانت هناك قطيعة بسبب تربية الأطفال والتدريس، ولكنني بنفس الوقت كنت أعمل وأرسم لوحات داخل البيت بدون عرضها في الصالات، فقط معارض في الفضاء الرقمي على الانترنيت. معظم الأعمال هنا مرسومة منذ 20 عاما لذلك اسميته " الجولة الكبرى " لا ترى هنا موضوعا واحدا فقط بل انواعا وتقنيات متعددة ومواضيع مختلفة. تجد القصبة والبحر والطبيعة وخيالي الخاص . ماذا عن آلية عملك على اللوحة ؟ أنا آخذ الوقت للتأمل، وانتظر الايحاء ، أحيانا يخرج الرسم وحده لينتشر على اللوحة وأحيانا لا يشكل لي بياض اللوحة رغبة دائمة في العمل، وكثيرا ما أشعر بعدم الرضا عن رسوم انجزتها. أرى احلاما واطبقها مجسدة على على اللوحة . اعمل فقط من خيالي . صورة الجزائر تراها في اللوحات كما هي مجسدة في خيالي . هناك تقنيات متنوعة قدمت بها لوحات المعرض، كيف استطعت المواءمة بينها ؟ الوسائل المستخدمة غير محدودة، ومختلفة ولها علاقة بزمن العمل، الفترة الطويلة التي عملت بها بدون ان اعرض لوحاتي جعلتني أغير كل فترة تقنية جديدة في إطار بحثي الدائم عن الجيد جماليا واسلوبا . ما هي الألوان المحببة لديك للعمل عليها ؟ اهتم بالرسم التجريدي خاصة لأنه عالم بلا حدود وغني بالطاقة والقوة الهائلة باستخدام الخطوط، الألوان، الأشكال، التمازج، الحركات والإيقاعات الخ.... اهتم بالدرجة الأولى باللون الطبيعي لأن الطبيعة تمنحنا عدة ألوان وأشكال متنوعة للغاية وأحب العمل على لون واحد باللوحة وتدرجاته وتجذبني الألوان الداكنة مثل البني والأصفر والأرجواني والأسود من من الفنانين اثروا بخيالك الإبداعي ؟ أنا أحاول أن أضع في كل لوحة أحاسيسي و منابع إلهامي، وملاحظاتي للعالم من حولي وأحلامي الخيالية. كما أحب نقل كل ما تعلمته وأفكاري ورؤيتي الفنية إلى من يتابع ويتفرج على أعمالي. بالنسبة للرسامين العالميين تأثرت بفان غوغ ،كلود موني، وبول سيزان . ومن الرسامين الجزائريين محمد اسياخم، محمد خدة، اعمالهما قريبة من روحي وخصوصا التجريد لدى خدة . ماذا عن علاقتك الإبداعية مع الجمهور المتلقي لتطوير اسلوبك الفني ؟ أتمنى أن أقدم عملي الفني وإبداعاتي ولوحاتي التجريدية المنفردة بطبعها للاكتشاف والسفر من خلالها، أنا لاأحب ان أبحث عن تفاصيل الموضوع بقدر ما يهمني نقل الإحساس في كل عمل ليصل الى الناس. لا اشرح اللوحة وافسرها . العمل الفني هو الذي يتكلم عن نفسه، كل مشاهد هو متذوق بروحه الخاصة، وكل انسان قادر على الاحساس بجماليات اللوحة بطريقته الخاصة. ارغب بطرح لوحاتي في معارض اكثر لتصل للناس واطور عبر عملي فيها البحث الجمالي للفن التجريدي وتطويره في الجزائر . والنقد في الجزائر كيف ترين علاقته بالتشكيل ؟ هناك نقاد ولكن متابعتهم للعمل الفني ليست سريعة ونابعة على الاكثر من علاقات شخصية، وليس هناك اشهار مناسب للوحة خصوصا في وسائل الاعلام، اتمنى حضور وتفاعل النقاد ليساهموا بتطوير رؤيتي الفنية . وللتذكير المعرض -الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة - يتواصل إلى غاية 14 أفريل الجاري في صالة عائشة حداد بديدوش مراد بالعاصمة .