تستقبل الفنانة التشكيلية المتألقة السيدة طبيب حسيبة الى غاية 13 جوان القادم بمركز التسلية العلمية جمهورها ضمن معرضها المقام لتكريمها بعد ما افتكت العديد من الجوائز الهامة وشهادات أبرز الفنانين والاساتذة. يحوي المعرض 30 لوحة زيتية كلها ذات أسلوب فني تجريدي ممزوج بالاسلوب التعبيري وهو ما يطلق عليه مصطلح ''التجريدي والتعبيري'' وسبب مزج هذين الاسلوبين راجع لكونهما مشتابهين. إلتقت ''المساء'' بالفنانة حسيبة التي أبدت سعادتها بهذا المعرض لأنه الأول الخاص بها بعد ما كانت تنشط ضمن معارض جماعية علما أن فكرة معرض خاص بها قديمة لكنها لم تقبلها إلا مؤخرا. حسيبة ذات تكوين أكاديمي عال فهي خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة دفعة ,1996 عن مرحلة دراستها تقول حسيبة أنها تعتز بها وبالاساتذة الذين أطروها رغم بعض الظروف التي لم تساعدها منها اقامتها بالبليدة ورحلة سفرها اليومية الى المعهد كي تتابع الدروس لكن الثمار كانت في مستوى الجهد والتضحية. الفنانة حسيبة تكاد ترتبط عضويا بالاسلوب التجريدي وتراه الاقرب الى احاسيسها وأفكارها على الرغم من أن جمهورها أحيانا يجد صعوبة في ادراكه أو الاحساس به عن هذه العلاقة تقول ''إن الارتباط جاء نتيجة البحث الاكاديمي والغوص في عالم الفكر والمعاني والاشكال والدقة والتمعن توصل الى تفاصيل الاشكال والخطوط وبالتالي الى التجريدي، إن التجريدي لا يعتمد على قانون علمي لكن هدفه هو تحريك الاحساسيس والافكار والصورة الخيالية عند الفنان التي تخرج مباشرة على اللوحة بشكل عفوي''. من جهة أخرى، ترى الفنانة أن اللوحة متعددة القراءات عند الجمهور، فلوحة ''غروب الشمس'' مثلا تقرأ بطرق شتى من الجمهور، كما أن الالوان تختلف قراءتها واستيعابها لدى الجمهور، وبالتالي فإن الملتقى يقرأ اللوحة طبقا للون أحيانا وليس الشكل علما أن هناك مقياسا خاصا بالالوان، إذ أن كل لون له دلالته ومعناه فالأحمر مستفز والابيض مريح والازرق عميق وهادىء وهكذا. للإشارة فإن حسيبة تستعمل في لوحاتها الألوان الساخنة والباردة على حد سواء وأحيانا تكتفي بالابيض والاسود كما في لوحة ''الحياة والموت'' حيث ابرزت من خلال اللون الابيض الايجابية والنقاء والفرح والبراءة في حين ربطت الاسود بالحزن العميق وأسرار وألغاز الموت. تقنيات أخرى استعملتها حسيبة في هذا المعرض منها تقنية ''اللصق'' والجبس والخيط والورق التي تطعم بها رسوماتها. ترتبط هذه الفنانة بالريشة وبالتالي فهي أبعدما تكون، في التفكير في اعتزالها فالريشة تضمن لها توازنها واستقرارها النفسي لذلك فهي لا تكف عن الرسم وفرضت هذه الموهبة وهذه القناعة على عائلتها ثم زوجها الذي لم يكن يعير بالا لهذا الفن لكن مع الايام ومع اكتشاف موهبتها أصبح واحدا من جمهورها. سألت ''المساء'' الفنانة عن حضور المدرسة الواقعية في أعمالها فأجابت مبتسمة ''رأت عائلتي مدى اهتمامي بالاسلوب التجريدي فراحت تستهزىء بي معتبرة اختياري للتجريدي فشلا فالفنان الناجح - حسبهم - هو من يمسك ريشة الواقعية لكن عندما رأوا رسوماتي اندهشوا وصفقوا لي''. إن نجاح حسيبة في الاسلوب الواقعي لا يقل حضورا. وبالمناسبة أطلعت الفنانة ''المساء'' على نموذج من لوحاتها في أسلوب الواقعية وكانت قمة في الابداع وتوحي بأنها لوحات من جيل رواد المدرسة الواقعية خاصة الاستشرافية منها إلا أن حسيبة كما قالت تجعل من هذا الاسلوب ملاذها في أوقات الفراغ والراحة وترسمه خاصة لبعض الجهات (مؤسسات سياحية، فنية للمعجبين) وغالبا ما تبيع هذه اللوحات خاصة تلك الخاصة بموضوع التراث فمثلا لديها لوحات حققت شهرة واسعة منها ''سيدات في السطح'' و''الطراز'' و''خان السجاد'' وغيرها. ترى حسيبة أن الرسم من أهم الأمور المكتسبة لذلك من الواجب غرسه عند الطفل لتنمية مواهبه باعتبار الرسم أقرب الفنون الى الطفل وباعتبار الألوان عالمه السحري المفضل ناهيك عن أن الرسم اصبح علاجا كلينيكيا وأسلوبا تربويا فعالا. في آفاق حسيبة الكثير من المعارض التي استدعتها إليها العديد من أروقة العرض والكثير من البحوث التي تنوي إنجازها، كذلك اصرارها على دخول المسابقات الخاصة بالرسم بعدما افتكت لمرتين جائزة عائشة حداد كانت آخرها جائزة .2011