الوقت يمر والحياة تتعاطى مع أشياء جديدة، ولكن حديثي مع حماري لم يتغير·· لم نستطع نسيان القذارة التي حاول المصريون رمينا بها وكلامهم الشاذ وقذفهم الذي بلغ الحد· قلت له·· يا حماري العزيز دعنا من هذه الأحاديث·· فالحياة مملوءة بهموم أخرى يجب أن نلتفت إليها·· زمجر وتنحنح وقال·· انصرف أنت لهمومك ودعني أنا في همي·· لا أنفلونزا الخنازير ولا أنفلونزا الأسعار ولا غيرها من الأمور سوف تنسيني الحرقة المشتعلة في قلبي· تطاول هؤلاء الأوباش يجعلني أحس بالقيء كلما أتذكرهم· قلت له·· يا حصرا·· بالعكس يجب أن تضع مخك في رأسك أيها الحمار وتعيد ترتيب حساباتك معهم فلا صلح ولا مسامحة·· ومن اليوم ''كل واحد يعرف وين يدفن باباه''· صاح في وجهي·· إيه يا صاحبي·· حساباتي أنا راجعتها مع أول ''حجرة'' ضُرب بها فريقنا الوطني ومع أول قطرة دم سالت منهم ومع أول ''إنكار'' من طرفهم حكومة وشعبا لهذه المهزلة· حساباتي لم تنتظر سبهم وشتمهم لأني أعرف أن من يضرب الضيف ويُخبأ رأسه في الرمل لا يمكن أن نسميه سوى جبانا·· وأنا الحمار عندي كرامة وأنفة وشرف· قلت له·· يا حماري·· كفاك غضبا سوف تنفجر و''تطفرها'' في روحك··· دع الزمن يمر والحياة تسترسل في حقائقها واللي فالقلب فالقلب·