لاقى العرض المسرحي "الطبيب" لجمعية "البليري" للفنون والآداب (قسنطينة)، في افتتاح الأيام الوطنية للمسرح الكوميدي الممتاز يوم السبت بسطيف، تجاوبا ملفتا من طرف محبي الفن الرابع الذين تابعوا مجريات هذا العمل المسرحي. فقد رحل الجمهور على مدار ساعة وربع من خلال مسرحية "الطبيب" المقتبسة من فكرة "طبيب رغم أنفه" لموليار لمخرجها وحيد عاشور وفي قالب كوميدي إلى طبيعة العلاقات بين الآباء والأبناء في ظل نقص الحوار والاتصال، ما يتسبب في حدوث صدامات وسوء تفاهم بين الطرفين غالبا ما تؤدي إلى مواقف مضحكة. و يشار إلى أن هذه المسرحية التي تحصلت على جائزة "العنقود الذهبي" لأحسن عرض متكامل في فعاليات الطبعة الثامنة للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي في دورة الفقيد عبد القادر علولة، تتطرق إلى الطمع الزائد الذي يجعل من الإنسان يقوم بأعمال غير أهل لها ليجد نفسه في الأخير في موقف مليء بالمتناقضات. وكان العرض برأي بعض المثقفين والمهتمين بأب الفنون "ممتعا" لأنه استطاع من خلال المعاني التي حملها أن يجذب الجمهور ليصفق له مطولا وأن يضحك ثم يخرج بعد أن استمتع بالقصة وبأبطالها، حيث أبدع أعضاء جمعية "البليري" للفنون والآداب في أداء أدوارهم "المعقدة" أحيانا. وتهدف الأيام الوطنية للمسرح الكوميدي الممتاز إلى تشجيع الأعمال المسرحية ذات الطابع الكوميدي التي نالت في السنوات الأخيرة جوائز في المهرجانات والمسابقات المحلية والوطنية والدولية حسب ما أفاد به مدير الثقافة إدريس بوديبة. وأضاف نفس المسؤول أن هذه التظاهرة تعد أيضا فرصة للعديد من الفرق الوطنية الفائزة بجوائز الامتياز الكوميدي لتقديم عروضها من جهة وللفرق المحلية للاستفادة من الأعمال المعروضة وتجديد "مغامراتها" الفنية بغرض تقديم مسرح أكثر "إبداعا". واعتبر بوديبة أن المسرح الكوميدي بمفارقته قادرعلى إعطاء نكهة مضافة للحياة باعتباره قيمة جمالية وروحية وتخييلية وهو صناعة لحياة أكثر صدقا وإقناعا من الحياة التي يصنعها الإنسان لنفسه تخفي أكثر مما تظهره. وكان افتتاح هذه التظاهرة قد استهل بمونولوج فكاهي لممثلة الطفل الجزائري باليونسيف البرعمة لوكية نور الشمس الحائزة على هذه الصفة إثر نيلها المرتبة الأولى في مهرجان "نجم الطفل" في نوفمبر الأخير بالجزائر العاصمة. وقد استطاعت هذه البرعمة أن تضحك الجمهور الحاضر بالقاعة من خلال مونولوج "نساء الباطمات" الذي تروي فيه وفي قالب فكاهي ما يحدث بين الجارات القاطنات بعمارات من مناوشات ومشاكل يومية. ويتم خلال هذه التظاهرة التي ستتواصل إلى غاية غد الثلاثاء تقديم 16 عملا مسرحيا ما بين مسرحية كوميدية ومونولوغ وذلك عبر بلدية سطيف و12 بلدية من بلديات الولاية على غرار عموشة وبئر العرش والعلمة وعين آزال وعين عباسة وقجال وعين الكبيرة حسب ما علم من المنظمين. ويتعلق الأمر على الخصوص بمسرحيات "حراير كوم" للمسرح الجهوي لأم البواقي من إخراج ريم تاعشكوت و«الطيحة" لجمعية "آفاق" للفنون الدرامية لباتنة لمخرجها لطفي بن سبع، وكذا "على الرصيف" لتعاونية "ميراج" العلمة لمخرجها فاتح سلماني.