كان الحديث مع سيدة المسرح الجزائري الفنانة صونيا" حديثا شيقا، حيث اختارت أحد أركان مقهى "طونطونفيل" الشهير بقلب العاصمة، أو مقهى الممثلين كما يشتهي البعض تسميته لإجراء المقابلة، حيث طافت بنا الممثلة القديرة صونيا بدهاليز المسرح الذي احتضن شغفها الأول بالتمثيل وصقل موهبتها الفذة وبلورها مع كل تجربة مسرحية ناضجة تتراكم في رصيدها الغني والمتنوع طيلة عمرها المسرحي الذي يفوق الأربعين سنة، وحدثتنا في هذا الحوار عن متعتها في اختيار أدوارها بنفسها وقناعتها بواجبها حمل هموم المرأة الجزائرية على خشبة المسرح ومطالبتها اللامتناهية بالمساواة الاجتماعية بين الجنسين. الجمهورية: تحاول وزارة الثقافة في كل مرة تكريس ثقافة المهرجانات الدولية، في اعتقادك سيدتي هل نجحت في رفع تحدي مهرجان دولي للمسرح؟ - صونيا: بالنسبة لي مهرجان دولي للمسرح هو مكسب مهم جدا للجمهور والفنانين وللمسرحيين بشكل خاص، مثل هذه التظاهرة تكون لديهم نظرة حول المسرح في القارات الخمس، هي مبادرة رائعة، شيء إيجابي أن تفتتح الجزائر ثقافيا على العالم، والثقافة عالمية، لا يمكننا تنظيم مهرجان بيننا نحن فقط، أذكّر وأقول أنه شيء إيجابي أن تبرز الجزائر إمكانياتها وثقافاتها المتنوعة، الجزائر بخير وتفتح أبوابها للغير هذا شيء إيجابي، حتى وإن كانت هناك بعض الأخطاء والهفوات، إلا أن هذا لا يمنعنا من القول أنه شيء إيجابي وأظن أن كل من حاول العمل بشكل جدي سيخطئ، والكل يعلم أن الأشخاص الذين لا يعملون هم الوحيدين الذين لا يخطئون، ومن أخطائنا نتعلم، ولكل هذه الأسباب أقول أن تنظيم مهرجان بحجمه الدولي مثل الذي نظم في الجزائر أمر يستحق فعلا التشجيع. الجمهورية: بعد مسيرة فنية طويلة حافلة بالانجازات، كيف تقيم السيدة صونيا مسيرتها بالمسرح الذي وهبت له حياتها؟ وهل هي راضية عن كل ما قدمته؟ - صونيا: الحديث عن مسيرتي الفنية، يقودنا للحديث مباشرة عن المسرح، لأن ما قدمته للتلفزيون والسينما كان استثنائيا، باعتبار أنني وهبت كل وقتي للمسرح، حياتي المهنية كلها كانت في المسرح، وهذا منذ أربعين سنة تقريبا، أنا سعيدة بالعمل الذي قدمته، وكان لدي حظ كبير في اختيار أدواري بالأعمال المسرحية التي أديتها، منذ بداياتي الأولى بالمسرح الجهوي لمدينة عنابة حتى أدواري الأخيرة، أين اشتغلت كممثلة حرة، وذلك من خلال اختياري للشخصيات التي أريد تأديتها والمسرحيات، هذا ما يجعلني اليوم مقتنعة وراضية بكل ما قدمته، وهذا طبعا لا يعني أنني لم أرتكب أخطاء ولكن بشكل عام لو طلب مني إعادة كل ما قمت به، فأنا سأعيد مشواري الأول بكل فرح وسرور، سأعيد نفس الأدوار ونفس المسرحيات، أتعلمين لماذا؟ لأنني أنا من اخترت وأتحمل كل شيء. الجمهورية: السيدة صونيا معروف عليها أداؤها للأدوار التراجيدية، خاصة حينما يتعلق الأمر بتمثيل دور المرأة التي تحب فرض ذاتها ووجودها والمرأة المتحررة؟ - صونيا: والله في الحقيقة أنا لا أؤدي الأدوار التراجيدية فحسب، فعملي الأخير "حتى ألتم" الذي أديته هو عبارة عن مونولوج فكاهي لكنه بالفعل ينتهي بتراجيديا، أما بالنسبة للأدوار الخاصة بالمرأة فهذا أعتبره شيء طبيعي، فأنا امرأة أعيش في مجتمع معين وأتيحت لي الفرصة للتعبير، ولهذا فمن الواجب علي أن أحمل هموم المرأة وأن أعالج مشاكلها من على ركح خشبة المسرح باعتباره المجال الوحيد الذي يمكنني من خلاله إيصال صوتي للمجتمع، كما أنني أرى من واجبي أن أبرز وجه المرأة المسؤولة التي تملك أفكارا ودورا في المجتمع، بالنسبة لي هذا واجب، من خلال تقديمي لأعمل مسرحية أمرر رسالات، نحن في مجتمع نصفه رجالا والنصف الآخر نساء، لا يمكننا الاستغناء عن نصف بأكمله، أنا مع المرأة العاملة والمناضلة ومع الأم التي ترعى أبناءها ومع المساواة الاجتماعية، ولهذا فمن البديهي أن تخرج كل هذه الانشغالات من على الركح. الجمهورية: ذاق المسرح الجزائري مرارة اغتيال أهم الأسماء خلال العشرية السوداء في شخص المرحوم عز الدين مجوبي الذي اغتيل في التسعينات، ثم اغتيال أهم الأسماء المسرحية أيضا في شخص الراحل عبد القادر علولة الذي يعد أب المسرح الواقعي في الجزائر، هذه الاغتيالات أرعبت الممثلين وجعلتهم يتراجعون، حدثيني عن هذه الفترة؟ - صونيا: ما يمكنني قوله هو أن المسرح ككل القطاعات الأخرى في المجتمع، دفع ثمنا باهضا وثقيلا خلال هذه الفترة السوداء مثلما سبق لك ووصفتها، دفع حقه، كالصحافة المسرح دفع ثمنه هو الآخر، المواطن، الصحفي، الشرطي ...، كلهم دفعوا، تلك المرحلة كانت بمثابة تراجيديا عاشها الشعب، وأظن أنه داخل المجتمع الجزائري، كل واحد منا فقد شخص عزيز عليه، جار، ابن صديق في العمل، كل المجتمع "أنقاس " من هذا المرحلة التي مرة بها الجزائر... بالنسبة للمسرح أظن أنه نفس الشيء، ضيعنا عبد القادر علولة، الذي أعتبره شخصيا مرجعا حقيقيا في المسرح الوطني الجزائري، هو المرجع، عندما أعمل مسرحية أنتظر رأيه فيها، عز الدين كان شخصا فريدا من نوعه، كريم وطيب، عبد الرحمان كاكي رحمه الله، حتى وإن لم يقتله الإرهاب "هو الآخر مات بالقنطة تاع عز الدين وعلولة"، اللذان كانا أصدقاءه المقربين في العمل، لهذا فالكل دفع ضريبة العشرية السوداء وليس المسرح فحسب. الجمهورية: لو ننتقل للحديث عن مسيرتك في التمثيل إلى الإخراج وبين هذا وذاك توقفت صونيا عند تجربة المونولوج؟ - صونيا: أول مونولوج قمت به كان " فاطمة" سنة 1991، وهي مشاهد حوارية تتحول إلى مونولوج فردي، تحاول أن تحاكي الواقع اليومي بكل جبروته واضطهاده للنساء بكل المسميات والأساليب، وفاطمة امرأة جزائرية، متعلمة، ذكية وجميلة، تبحث عن عمل، فتصطدم بكل أنواع القمع الاجتماعي والفكري (الألفاظ السوقية) والجنسي، لكنها تحاول أن تفرض احترامها ككائن كامل الحقوق، على الرغم من تواجده في مجتمع ذكوري منغلق على نفسه شرس وقاسي وصعب ومتشدد ومتناقض في نفس الوقت، مجتمع ينظر إلى المرأة كأداة لا أكثر، مسرحية فاطمة تتناول مباشرة واقع المرأة بكل موضوعية. وهذه المسرحية بالذات أعادت تجسيدها ممثلات أخريات في حلة جديدة ولكنها أبرزت أنه لا شيء تغير بين الماضي والحاضر، مسرحية فاطمة التي تصور الواقع الجزائري استطاعت أن تصنع ألوانا مختلفة ليوميات صعبة، لا لشيء سوى لأن فاطمة تجسد في النهاية واقع 90 % من النساء الجزائريات.. الجمهورية: قال بوجدرة "علاقتي مع المرأة ابتدأت مع أمي ومن ثم النساء اللاتي تعرفت إليهن، حقيقة لا أعرف ما هو سر قدرتي بالكتابة عن المرأة، ولكن في روايتي "ليليات امرأة آرق" أعتقد أن هناك شيئا من تلك الأحداث عن امرأة، وبقية هذه الأحداث لدي في اللاوعي لتظهر عند كتابتي الرواية، وهناك الكثير من النساء اللواتي اتصلن وقلن لي بأن هذه المرأة التي تتحدث عنها ليست جزائرية بل هي امرأة لا هوية لها قد تجدها في أي مكان وزمان" ماذا عن المونولوج الثاني والذي كان لبوجدرة "ليليات امرأةآرق". - صونيا: المونولوج الثاني هو فعلا تجسيد لرواية رشيد بوجدرة، "ليليات امرأة آرق" والدور كان رائعا روعة كتابات بوجدرة، الذي يتفنن في وصف المرأة والواقع. الجمهورية: المونولوج الثالث، سجلت به صونيا عودتها إلى المسرح، أليس كذلك؟ - صونيا: فعلا، المونولوج الثالث "حتى ألتم" أو "إلى أبعد الحدود" لنجاة طيبوني والذي كان منذ سنة تقريبا وهو بمثابة صرخة غضب على أوضاع اجتماعية صعبة، ويعالج موضوعا اجتماعيا سلطت من خلاله الأضواء على الكثير من العقد والأمراض النفسية عبر عينات متنوعة ومتناقضة من المجتمع ... "حتى التم" صرخة غضب لطبيبة نفسانية، تمر أمامها يوميا في عيادتها أنواع عديدة من الأشخاص، وعينات حقيقية عن الأمراض الاجتماعية التي يعيشها المجتمع وخلال سنة مزاولتها لمهنتها، راكمت هذه الطبيبة معاناة مرضاها، لتقف في زمن الركح، أمام شعورها الباطن، وتعيش لحظة الانفجار الداخلي ... ثائرة ضد كل ما يحيط بها، ضد كل ما تسمعه، وكل ما لم تجد له حلا، ضد الظلم، ترفض فتح بابها، بمعنى رفض لأي اتصال مع الخارج في محاولة طرد الأرواح الشريرة بمعايشة كل حالة. قمت بثلاث عروض مونولوج في حياتي المهنية والبعض يتحدث على أنني أصبحت مختصة في المونولوج. الجمهورية: ربما أداؤك الرائع، هو ما ترك الأثر في نفسية كل من شاهدك؟ - صونيا: في الحقيقة إن المونولوج الأول "فاطمة"، كان بمثابة التحدي، لأنه في تلك المرحلة كانت بداياتي كممثلة معروفة، وأردت أن اعرف، إن كانت لدي الإمكانيات اللازمة للوقوف على خشبة المسرح لوحدي وأداء دور فاطمة، الذي كان بمثابة التحدي، والذي أظن أنني رفعته في تلك الفترة. التجربة الثانية كانت مع رشيد بوجدرة المعنونة " ليليات امرأة آسرق" وكان النص رائعا، وهو مونولوج كوميدي منذ البداية وينتهي بتراجيديا، يعود بالجمهور للسنوات السوداء التي مرت بها الجزائر، "هناك أشياء تضحك وأشياء أخرى تبكي". الجمهورية: هناك من يعتبر المونولوج، هروبا من الميزانية الضخمة للعمل المسرحي، أو بتعبير أدق المونولوج سهل مقارنة بالعمل المسرحي؟ - صونيا: هذا خطأ، المونولوج ليس سهلا، إذا كانت هناك أسباب اقتصادية أو ما شابه ذلك، إذا كانت هناك فرقة مسرحية وجمعية ليس لديهم الإمكانيات ويضطرون لتخفيض الأدوار، ربما هناك هذا الاحتمال، ولكن في هذه الحالة العمل لا يكون جيدا، يكون جيدا عندما يكون هناك اختيار فني، ولعل الحديث عن المونولوج الرائع تجسد في المونولوج الفلسطيني "عائد إلى حيفا" والذي برمج في إطار المهرجان الدولي للمسرح المحترف منذ يومين فقط، هو عمل رائع وكبير، يجد الجمهور نفسه مضطر لرؤية المونولوج من البداية حتى النهاية، هناك حتى من بكى من لوعة التأثر، لم يعطنا دروسا، حكى الممثل قصة مؤثرة وتراجيديا حقيقية ألمت بأسرة فلسطينية، هذا هو المونولوج الحقيقي، الحديث عن السهولة والاقتصاد ليس في العمل المسرحي. الجمهورية: ماذا عن تجربتك في الإخراج، ما هي الأشياء التي ساعدتك في خوض تجربة الإخراج؟ - صونيا: في الحقيقة، أضن أنه شيء طبيعي على أي ممثل عندما يكون لديه رصيد وتجربة مهنية، وأنا كانت لدي فرصة الاحتكاك والعمل مع مخرجين في مختلف التجارب المسرحية التي خضتها، و"احتكيت" بمخرجين جزائريين وأجانب سواء من فرنسا أو من المغرب من أمثال صديقي، رياض الأشقر، تراكمت لدي التجربة، لكوني كانت دائما لدي الرغبة في العمل بالإخراج المسرحي. الجمهورية: صونيا تبدع فوق خشبة المسرح ووراء الكواليس، أين تجد الفنانة نفسها أكثر؟ - صونيا: المسرحيات التي أخرجتها في البداية كلها مثلت فيها، آخر عمل قمت به هو "أسوار المدينة" لم أمثل فيه ولكن أثار ضجة، وفي الحقيقة بالنسبة لي المهم أن أكون داخل المسرح الوطني، الإبداع يكون من على الخشبة أو في الكواليس. الجمهورية: نصيحة تقدمها صونيا للشباب، ما هو رأيك في المواهب الموجودة حاليا؟ - صونيا: والله هناك مواهب ممتازة وكبيرة، العنصر النسوي قليل مقارنة بالعنصر الرجالي، لا أقول أنه لا يوجد نساء تماما في المسرح ولكن العنصر النسائي ضئيل، أنا شخصيا أحب رؤية نساء وشابات أكثر في المسرح. الجمهورية: لماذا في رأيك هذا النقص؟ - صونيا: مثلا في المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة الذي أديره من الصعب أن تجدي العنصر النسوي، يعني ما عدا العاصمة، أين يمكنك ملاحظة ممثلات، لا يتواجد العنصر النسوي بشكل واسع ببعض المدن والولايات الأخرى، من الصعب أن تجدي ممثلة، وإن وجدت واحدة فمن الصعب أكثر ان تجديها موهوبة أو تتقن كل فنون العمل المسرحي. وإذا عدنا إلى الشباب، فأنا أقول لهم أن التمثيل والعمل المسرحي ليس مهنة سهلة، وانه مهنة تطالب بالكثير من التضحيات، والكثير من العمل لفرض وجودهم فنيا وثقافيا، وإذا اختار أي شاب هذه المهنة يجب أن يضع نصب عينيه أنه لم يختر أمرا سهلا، وإنما أصعب المهن، ولكن في الأخير كل هذا التعب وكل الصعوبة التي وجدها خلال أدائه للدور، المسرح يكافئه عليه ويرجع له بطريقته. الجمهورية: لو تعود بنا السيدة صونيا فقط إلى الفكرة التي سبق وأن ذكرتها، فكرة عزوف العنصر النسوي عن المسرح، هل هذا راجع في رأيك إلى نقص التكوين؟ - صونيا: أنا اعيد وأكرر أن العنصر النسوي موجود ولكن بصفة قليلة مقارنة بالعنصر الرجالي، مثلا أنا بمسرح سكيكدة لدي ممثلتين، ولكن هذا لا يكفي، كنت أود لو كان لدي عشرة مثلا، الحديث عن التكوين، نحن نقوم بتربصات وبأيام تكوينية تدخل في إطار العمل والنهوض بالإبداع المسرحي، برنامج للتكوين على مستوى المسارح الجهوية، للتقنيين والممثلين ... مثل ما يحدث حاليا على مستوى المهرجان الدولي للمسرح المحترف حيث برمجت إدارة المهرجان ورشات للتكوين تؤطرها الأسماء المسرحية العربية المختصة على غرار ورشة النقد المسرحي، ورشة التمثيل، ورشة الإخراج، ورشة تقنيات الخشبة التي تقام لأول مرة وسيستفيد طيلة عمر الورشات الطلبة والجمعيات والتعاونيات المسرحية مع التركيز على طاقم المسارح الجهوية التي تأسست حديثا على غرار قالمةسكيكدة، معسكر وأم البواقي وغيرها من المسارح التي استفادت طيلة هذه الأيام من هذا التكوين. ونحن على مستوى مسرح سكيكدة نقوم بورشات مماثلة لتكوين ممثلي المستقبل. الجمهورية: الكل يعلم أنه عندما يوضع مسؤول من الميدان الثقافي على رأس مؤسسة ثقافية معينة فإنه يبدع، كيف تجري الأمور الإدارية والفنية في المسرح الجهوي لسكيكدة الذي تديرينه منذ عدة شهور بعد تجربة إدارة معهد الفنون الدرامية ببرج الكيفان؟ - صونيا: مسرح سكيكدة أصبح جهويا منذ جوان 2009، قبلها كان مسرحا بلديا، هذا معناه أن عمره لا يتجاوز العام و4 أشهر، قمنا بإنجاز خمسة مسرحيات ثلاث مسرحيات للكبار ومسرحيتين للصغار، قمنا بجولات تقريبا بكل ولايات الجزائر، شاركنا بالمهرجان الدولي للمسرح والمهرجان الوطني للمسرح كذلك، تحصلنا على جائزة أحسن إخراج وأحسن ممثلة، شاركنا في مهرجان خنشلة، أين تحصلنا على جائزة أحسن عرض في مسرح الطفل، مسرح سكيكدة عاد مؤخرا من مسرح بميلانو أين شاركنا بإحدى الأعمال المسرحية في افتتاح المهرجان، عندما ندخل الآن مباشرة سنبدأ العمل بمسرحية جديدة، أعمل رفقة فريق عمل نشيط في مسرح سكيكدة، فأنا لا أحب العمل بمفردي.. ولقد قمنا بوضع برنامج لا بأس به لخلق حركة فنية داخل هذا التحفة الهندسية الجميلة والذي يتضمن عروضا مسرحية ونشاطات أخرى، انطلقت بعرض مسرحي للأطفال بعنوان "علاء الدين والمصباح السحري" وهي قصة مقتبسة من قصص ألف ليلة وليلة بدأت في التحضير لها مباشرة بعد تسلمي الإدارة، فعروض الأطفال خطوة أولى يجب القيام بها في الوقت الراهن لأن الأطفال هم جمهور المستقبل الذين بإمكانهم ملء الكراسي الفارغة للمسارح ليس فقط بجمهور الكبار لأن الطفل يأتي للمسرح بصحبة راشد واحد على الأقل. الجمهورية: هل حدث يوما أن فكرت في مغادرة خشبة المسرح نهائيا والتوقف عن التمثيل؟ - صونيا: أبدا، عندما وعيت بذاتي عرفت أني وجدت لأكون ممثلة في المسرح وعرفت أنه سيكون حياتي فوهبته شبابي ووقتي وعمري وسأهدي ما بقي منه للمسرحيات التي أمثلها أو أخرجها، ولا لحظة ولا ثانية فكرت في ترك التمثيل وفعل شيء آخر، لأنني ببساطة لا أجيد فعل شيء آخر، لا أفكر حتى في التقاعد، سأكمل مشواري حتى آخر رمق في حياتي. الجمهورية: العائلة، ماذا تقول صونيا عنها؟ - صونيا: في الحقيقة كل ما يمكنني قوله هو أنني جدة لأول مرة، وهو أمر يفرحني كثيرا، وأعيش سعادة حقيقية، هي ابنة ابنتي، "وولد الولد كما يقال عندنا أعز".