أكد رئيس عمادة الأطباء محمد بركاني بقاط، أن المستشفيات والمراكز الاستشفائية والعيادات الخاصة تفتقر للإمكانيات المادية والبشرية الضرورية لإسعاف المرضى وإنعاشهم، معتبرأ أن قطاع الصحة في الجزائر في وضع كارثي وغير عصري مما يتطلب حسبه جلسات وطنية لإنقاذ القطاع . حقيقة لا أنظر الى هذه الحادثة على أنه خطأ طبي، وانما يدخل في إطار الإنعاش، بحيث أن هناك حالات يتوقف فيها القلب والتنفس وفترة الإنعاش تطول، مما يؤدي الى إعلان حالة الوفاة مباشرة، ومثل هذه الحالات تحدث في العديد من الأحيان، وأظن أن الأطباء في تلك العيادة قاموا بعملية الإنعاش، لكنهم لم يستطيعوا إنعاشها، الى حين وصول مسعفي الحماية المدنية الذين تمكنوا من ذلك بفضل الوسائل التي يمتلكونها والتي لا تتوفر عليها بعض العيادات والمستشفيات، وهنا يجب أن نتساءل عن سبب نقص الإمكانيات والوسائل الضرورية للإسعاف والإنعاش في أغلب المستشفيات الجزائرية وليس في العيادات الخاصة فقط . في الحقيقة الحوادث التي تسجل في أغلب المستشفيات والعيادات الخاصة، تعود الى سببين: السبب الأول هو نقص الامكانيات المادية والبشرية، حيث أن أغلب المؤسسات الاستشفائية عبر الوطن تفتقر الى الإمكانيات الضرورية للإسعاف والانعاش، كما نسجل في أغلب قاعات العمليات نقص في الإمكانيات الضرورية، ونقص في وسائل الكشف والتحاليل...وغيرها، كل هذه المشاكل ساهمت في حدوث أخطاء طبية أودت بحياة بعض المرضى، إضافة الى ذلك هناك نقص في الامكانيات البشرية والتي هي السبب الآخر لمثل هذه الحوادث، فلا يستطيع طبيب واحد أو اثنين من القيام بكل الأمور لوحده، فلا بد أن يكون هناك طاقم طبي متخصص في غرفة العمليات وفي المستشفيات بصفة عامة، كما أن السبب الثاني في هذه الحوادث ولو بنسبة ضئيلة هو نقص التكوين المتخصص، أي أن الكلية تكون الطبيب العام والمختص، لكن لا تكون الطبيب المختص في اختصاص معين على سبيل المثال طبيب القلب، لا بد أن هناك من يتخصص في طب القلب للأطفال، وطبيب القلب عام..لكن نحن في الجزائر لا يوجد هذا التكوين، ولهذا يجب التأكيد أن قطاع الصحة في الجزائر غير متكامل وغير عصري. لا يمكن حصر السبب في تدهور قطاع الصحة في الجزائر فقط في وزارة الصحة كونها هي الجهة المسؤولة رسميا على هذا القطاع، بل يجب تحميل المسؤولية إلى كافة القطاعات التي لها علاقة بهذا القطاع الحساس جدا، وهذا بداية من رئيس البلدية، الولاية الى الوزير، والذين هم مسؤولون على هذا القطاع الذي يعاني من نقص في الإمكانيات المادية والبشرية ويحتاج إلى عصرنة القطاع وتكامله، حتى يتم النهوض بالصحة في الجزائر وتطويرها. يجب على الدولة الجزائرية أن تقوم بعصرنة قطاع الصحة، وإعداد ورقة طريق من أجل إنقاذها، إضافة الى ذلك يجب أن تبرمج الوزارة جلسات وطنية مخصصة للصحة، يتم فيها مناقشة الأوضاع الحالية للمستشفيات والمراكز الاستشفائية والعيادات الخاصة عبر القطر الوطني، ولا يجب الاكتفاء بالدوريات والزيارات الميدانية التي لن تسفر عن أية نتيجة، خاصة وأن اغلب الزيارات لا تعكس ما هو في الواقع، ويجب على المسؤولين النزول الى أرض الواقع ليكتشفوا الوضع الكارثي للصحة في الجزائر، وتحمل المسؤولية كاملة من خلال إعداد ورقة طريق فعلية من أجل النهوض بالصحة ومحاربة المشاكل التي تعاني منها.