دعت رئيسة مخبر العلوم واللغة بقسم علم النفس والعلوم التربوية والأرطوفونيا، بجامعة الجزائر 2، نصيرة زلال، لتغيير المناهج البيداغوجية للمدرسة الجزائرية، وتوفير نصوص قيمة تساعد التلميذ على تنمية قدراته الفكرية وتطويرها، ليصبح منتجا لهذه الأفكار. علم النفس المعرفي يدرس نمو الطفل المعرفي، والطفل لما يبلغ أربع سنوات يصبح قادرا على بناء فكرته عن المحيط الذي يعيش فيه، أي يطرح فرضية ويقترح حلولا لها بطريقته الخاصة، ولما يدخل المدرسة تصبح خبرته مقصاة وقدرته ممنوعة، لأنه مسجون في الجملة اللغوية حتى سن ال 12، لذا يجب السماح للطفل بالاحتكاك الإيجابي وبذلك يتطور ذكاؤه مهما كان محيطه الاجتماعي، ولهذا نقدم للطفل النص لأن فيه المبرر. وتعتبر اللغة العربية أثقل حضارة، وأجمل اللغات، والنص هو أن الكاتب يعطي فكرة ويبررها، وهذا يبدأ بعد سن الرابعة، لما يدخل الطفل المدرسة يجب أن نوفر له هذا النص، ولا تهم اللغة التي يكون بها لأن المهم هو المدلول، وندعه ينتج ويبني الأفكار ويطورها ويعطي رأيه الشخصي فيها، لأن النص الواحد له عدة معان. لا يوجد نص بالمدرسة الجزائرية، اللسان العربي ليس مدرّسا بالمدرسة الجزائرية، يبقى الطفل مسجونا في اللغة، واللغة تكتسب منذ ولادته إلى غاية 6 سنوات، وبعد هذه الفترة الطفل ينتقل إلى مرحلة التعلم الذي يكتسب عبر اللسان، وتعتبر اللغة هي الجملة والحوار (حوار الطفل مع محيطه)، عكس النص الذي يحتوي على أفكار متنوعة ومترابطة تجعل الطفل يحلم، انطلاقا من هذه الفكرة يتطور ذكاؤه. عن طريق بناء الاستقلالية المعرفية بتوفير الكتب بالمدرسة بمختلف أنواعها، لكن يجب أن تكون راقية المستوى، ليبني الطفل أفكاره، ويطرح فرضية ويبررها وينتج فكرته الشخصية، وانطلاقا من ذلك يصبح هو صاحب إنتاج النص، لذا يجب أن نمده بقواعد النص حتى يصبح منتجا لأفكاره، من خلال عملي كمديرة وحدة بحث في الأرطوفونيا، وبمقارنة الطفل الجزائري بغيره أراه يعاني من "عسر القراءة"، وهذا لا يحدث للطفل إلا إذا كان يعاني من إصابة عضوية مثل السمع والرؤية.