دعوة إلى تأسيس تعليم اللغات الأجنبية عند الطفل في سنّ مبكرة كشف المشاركون في فعاليات اللقاء الثاني حول دور الفضاءات شبه المدرسية المنتظم، أمس، بقصر الثقافة، أن تعليم اللغات الأجنبية للأطفال يكتسي أهمية كبرى، وأكدوا على ضرورة التأسيس اللغوي في المراحل الأولى من العمر، حيث تكتسب المهارات اللغوية في الصغر بسهولة وتلقائية، ذلك لأن قدرات الطفل العقلية والنفسية في هذه المرحلة تكون مهيأة لذلك. كما أشاروا من جهة أخرى إلى أن اكتساب لغات أجنبية يؤهل الطفل إلى توسيع معارفه وتنمية قدراته الفكرية. يتفق المختصون على أن الطفل ابتداء من خمس أو ست سنوات له كفاءات فطرية للاستيعاب والتحكم في اللغة التي تجعله مؤهلا لمواجهة الاتصال بالآخر ثقافيا وحضاريا. حول هذه المسألة جاء اختيار موضوع تعليم اللغات الأجنبية للطفل التي نظمته، أمس، مكتبة قصر الثقافة بالتعاون مع الجمعية الجزائرية للعلوم العصبية، وحدد هدف اللقاء في التأسيس لثقافة قاعدية موجهة للأولياء والمؤسسات العمومية وكذا الدوائر المعنية حول أهمية تعليم اللغات الأجنبية بطرق ترفيهية، بمعنى تلقينها عن طريق الحروف الهجائية، الغناء، القصص والكتابة وكذا عن طريق التكنولوجيات الجديدة لأن الطفل مرآة لثقافته وتاريخه الشخصي بقدر معارفه وقدراته الإدراكية. في السياق، تشير السيدة بوشنتوف مهاجية مديرة قصر الثقافة في حديث لها مع ''المساء'' على هامش اللقاء إلى أن ''لقاء اليوم عبارة عن طاولة حوار جمعت حولها مختصين في التربية، أطباء، نفسانيون وبيداغوجيون يتناقشون حول اللغة التي هي الثقافة، وإذا فيه حديث عن العولمة فهذا يعني حديث عن اللغات، فإذا كنا على عتبة العولمة فهذا يحتم علينا تحضير الطفل لمواجهة تحديات المستقبل والتحكم فيه بتزويده بأكثر قدر ممكن من عوامل النجاح. كما أن النقاش يهدف أساسا لإعطاء الفرصة لأطفالنا وتمكينهم من تعلم اللسانيات التي هي في الحقيقة وسائل وقدرات لمواجهة الآخر وثقافته''. من جهتها، تشير السيدة نصيرة زلال أستاذة جامعية ومديرة مخبر العلوم اللغوية والعلوم العصبية المعرفية لجامعة الجزائر 2 وأستاذة بقسم علم النفس وعلوم التربية والارطوفونيا في حديث لها مع ''المساء'' إلى أن ''المحور الرئيسي للقاء يدور حول تفسير أهمية تدريس الألسنة الأجنبية بصفة مبكرة في المدرسة الأساسية، فنحن نعلم أنه عبر اللسان يمكننا الولوج إلى مختلف الحضارات وإثراء ثقافتنا، ولقد تم برمجة خلال هذا الملتقى عدة تدخلات بالنقاش والتحليل حول الإمكانات المعرفية للطفل الذي يمكنه استقبال اللسان الأجنبي بصفة مبكرة أي ما بين 5 و6 سنوات، وأننا نغتنم الفرصة للدعوة لأن يكون فيه تطبيقات للتوصيات التي سيخرج بها اللقاء في المدارس الجزائرية''. للإشارة فإن اللقاء الثاني حول دور الفضاءات شبه المدرسية عرف تنظيم عدة ورشات منها ورشة التعليم المبكر للغات: الأساليب المنهجية، القصة والنمو المعرفي عند الطفل،النشر للأطفال ودعمه في تعليم اللغات..وغيرها من المواضيع التي تتحد حول أهمية اكتساب المهارات اللغوية الأجنبية على اعتبار أن اللغة هي وعاء للثقافة لأنه عندما يتعلم الطفل لغة ما فإنه يتعلم لغة وثقافة معا، لذلك يعتبر تعلم اللغات الأجنبية سلوكا حضاريا متواصلا ليفهم من خلاله العالم الذي يحيط به.